طرحت
مطالبة النظام المصري بتسليم الضابط السابق بالجيش والمعتقل حاليا في ليبيا، هشام عشماوي
تساؤلات عدة حول دلالتها ومدى استجابة اللواء الليبي، خليفة حفتر، للطلب أو الاحتفاظ
به كورقة تفاوض وضغط.
وفي
أول تعليق له على الحادثة، قال عبد الفتاح السيسي، إن "مصر تريد تسلم "عشماوي"
كي تحاسبه على ما فعله، كونه مطلوبا للقضاء المصري".
وقال
السيسي، خلال كلمته بالندوة التثقيفية الـ29 للقوات المسلحة المصرية، إن "هناك
فرقا بين هشام عشماوي، وبين زميله في الوحدة ذاتها، أحمد المنسي، على الرغم من أن الاثنين
ضابطان في الجيش، إلا أن الأول "اتلخبط وممكن يكون خان، والتاني (المنسي) استمر
على العهد"، حسب تعبيره.
"صندوق أسود"
من جهته،
وصف المتحدث باسم قوات حفتر، العميد أحمد المسماري، "عملية اعتقال عشماوي بأنها
عالية الحرفية، واصفا الضابط السابق بـ"صندوق أسود"، وأنه يخضع للتحقيق الآن
داخل سجن تابع لهم"، مشيرا إلى أن "عشماوي كانت له مخططات إرهابية خطيرة
تستهدف مصر والمنطقة العربية"، وفق تصريحاته.
وتابع
المسماري: "هذا المجرم سيدفع ثمن جرائمه، إذ ساهم وشارك بشكل مباشر في قتل مئات
الليبيين، سواء بالاغتيالات أو في قتال الجيش بصورة مباشرة أو الخطط التي وضعها"،
مضيفا: "هذه الأسطورة انتهت، وهو الآن في أيدينا".
وطرحت
مطالبة السيسي بتسلمه ووصف المسماري له بصندوق أسود تساؤلات حول مصير الضابط السابق
بالجيش المصري عشماوي؟
"تعاون لا ابتزاز"
من جهته،
رأى أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة "عمر المختار" في ليبيا، رمضان بن طاهر،
أن "إمكانية الابتزاز أو الاستغلال لواقعة
اعتقال عشماوي من قبل القيادة العامة للجيش الليبي (حفتر) تجاه النظام المصري هو أمر
مستبعد".
وأضاف
في تصريحات لـ"عربي21" أن "الأقرب في هذه الحادثة هو التعاون بين الطرفين وفق المصالح المشتركة، وأتوقع أن يعزز
ملف الضابط السابق بالجيش المصري واعتقاله وربما تسليمه، العلاقة بين القيادة العامة
وبين القاهرة"، وفق تقديره.
"تسليم وقتل"
وقال
الناشط السياسي الليبي، عبدالناصر بلخير، إنه "من حق الرئيس المصري المطالبة بتسليم
عشماوي ومحاكمته داخل القاهرة على خيانته للجيش المصري، وهذا سيتم بسهولة كون حفتر
يأخذ تعليماته أصلا من النظام المصري، بل إن المخابرات المصرية هي من تحكم الشرق الليبي"،
حسب زعمه.
وبخصوص
مصير عشماوي حال تم تسليمه إلى الدولة المصرية، قال بلخير لـ"عربي21":
"التسليم سيتم، وأتوقع أن يفتك به نظام السيسي كما يفعل مع خصومه دائما"،
كما قال.
عملية
"استخباراتية"
لكن
مدير منظمة "تبادل" الليبية (مستقلة)، إبراهيم الأصيفر، أشار إلى أن
"تسليم عشماوي من قبل القيادة العامة (حفتر) لمصر هو أمر شبه مؤكد، وسيتم سريعا دون قيد أو شرط، لما يمتلكه الطرفان من علاقات ممتازة، كون قوات حفتر تحاول أن تثبت
أنها خط الدفاع الأول في ليبيا للأمن القومي المصري".
وتابع:
"عشماوي سوف يصبح أثرا بعد عين، خاصة في الإعلام، بمجرد تسليمه للأمن المصري، واعتقاله
لا يعدو عن كونه عملية استخباراتية الغرض منها كسب نقاط سياسية، وهو ليس صندوقا أسود كما يقولون، بل ولا يمتلك أي معلومات مخابراتية هامة"، حسب تصريحه لـ"عربي21".
رسالة
للداخل المصري
ورأى
الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد، أن "مطالبة السيسي بتسلم عشماوي الآن هي رسالة
موجهة للداخل المصري حتى يأخذ الخبر زخما أكبر، ويستغله النظام المصري فيما يسميه
حربا مستمرة على الإرهاب"، حسب كلامه.
وأوضح
في تصريحات لـ"عربي21" أنه "بالتأكيد أن المخابرات المصرية متواصلة
مع قوات حفتر، وسيتم استلام عشماوي متى أرادت مصر، وفي التوقيت الذي يخدمها، وأما نهاية
الرجل فستكون للاستهلاك الإعلامي فقط"، كما رأى.
اقرأ أيضا: اعتقال "عشماوي".. كيف سيستغله "حفتر" سياسيا وعسكريا؟
هل أفشل السراج إسقاط المجلس الرئاسي بالتعديل الحكومي؟
ما دور السيسي في خطة أوروبا الجديدة لوقف تدفق اللاجئين؟
حفتر يرفض الحديث عن ترشحه ويهاجم عقيلة صالح.. ما أهدافه؟