صحافة دولية

صحيفة: لهذا ترامب مهتم بجعل كافانوه رئيسا للمحكمة العليا

ستكون تسمية بريت كافانوه على رأس المحكمة العليا أمرا حاسما لترامب- جيتي

نشرت صحيفة "نوفال أوبسرفاتور" الفرنسية حوارا أجرته مع المختصة في العلوم السياسية والمختصة في الشأن الأمريكي، نيكول باشاران، التي تحدثت عن إمكانية تسمية بريت كافانوه على رأس المحكمة العليا الأمريكية ومدى أهمية ذلك بالنسبة لترامب.


وقالت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المختصة الفرنسية قد أكدت أن المحكمة العليا تشكل ثقلا كبيرا في الولايات المتحدة، حيث يتمثل دورها في تحديد ما إذا كانت القوانين والمراسيم تتفق مع فصول الدستور الأمريكي. كما تحدثت نيكول باشاران عن الدور الذي تلعبه هذه المحكمة على الساحة السياسية.


وفي إجابتها عن سؤال الصحيفة المتمثل في الصلاحيات التي تتمتع بها المحكمة العليا في الولايات المتحدة، أكدت باشاران أن "قضاتها التسعة يتبوؤون أعلى هرم التسلسل القضائي في البلاد. علاوة على ذلك، لا توجد محكمة في فرنسا لها نفس الصلاحيات، حيث تحظى المحكمة العليا بصلاحيات أكثر من المجلس الدستوري ومجلس الدولة ومحكمة النقض في فرنسا. كما تصدر هذه المحكمة قرارات بنفسها في أية قضية تعرض عليها دون التشاور مع هيئات أخرى".


وأضافت الخبيرة الفرنسية في الشأن الأمريكي أن "هذه المحكمة تتمتع بقوة هائلة لأنها تنظر في أهم قضايا المجتمع والسياسة، سواء من حيث الحقوق المدنية أو حقوق المرأة أو البيئة ولعل من أبرز قراراتها، تشريع الإجهاض فيما يُعرف بقضية "رو" ضد "ويد" سنة 1973 والذي يعطي النساء حق الإجهاض بصورة قانونية. فعندما تتخذ المحكمة العليا، قرارا ما، يجب مباشرة تطبيقه في كل الولايات الأمريكية".


وحول سؤال الصحيفة حول المكانة التي تتمتع بها المحكمة العليا ضمن اللعبة السياسية في الولايات المتحدة، أفادت نيكول باشاران أنه "لطالما كانت المحكمة العليا موجهة سياسيا. وللتوضيح أكثر، قبل أن يتم عرضهم على مجلس الشيوخ ليصادق عليهم، يقترح الرئيس أسماء قضاة المحكمة العليا، ليتم بعد ذلك تعيينهم مدى الحياة. ومن الناحية القانونية، يمكن أن يخضعوا لإجراءات العزل، على الرغم من أن ذلك يعد أمرا مستحيلا".


وواصلت الأخصائية في العلوم السياسية حديثها قائلة: "في حال تم انتخاب الأسماء التي اقترحها الرئيس، سيكتسب الرئيس نفوذا مهما داخل المحكمة العليا على الرغم من أن ولايته لا تتجاوز أربع أو ثماني سنوات، على عكس قاضي المحكمة العليا الذي يظل في منصبه لعقدين أو أكثر".


وذكرت الصحيفة على لسان نيكول باشاران قولها إن "تعزيز النفوذ في المحكمة العليا، يعني بالنسبة للرئيس الأمريكي الحفاظ على إرثه السياسي. لذلك، يعمل أي رئيس أمريكي على تسمية سيدة أو رجل من بين الأشخاص الذين يتبنّون نفس أيديولوجيته. فقد عمد ترامب، من جهته، إلى ترشيح بريت كافانوه، البالغ من العمر 53 سنة، ليظل أطول وقت ممكن في صلب المحكمة العليا".


ونوهت نيكول باشاران بأن ذلك "لا يعني انعدام عنصر المفاجأة ضمن قرارات هذه المحكمة، وخير مثال على ذلك، القاضي المحافظ أنطوني كينيدي، الذي سمح بإقرار زواج المثليين بعد أن ضم صوته لأصوات أربعة قضاة تقدميين. وقد تسبب موقف أنطوني كينيدي في خيبة أمل لدى الشق الجمهوري سنة 2015".


وتساءلت الصحيفة حول موعد إجراء انتخابات التجديد النصفي المقررة في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، فضلا عن الرهانات التي يمكن أن تنجر عن تسمية بريت كافانوه كأحد قضاة المحكمة العليا. وفي هذا الصدد، أجابت باشاران قائلة: "في الحقيقة، تتعدد الرهانات، حيث يعمل الديمقراطيون على حصد الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي.

 

وفي حال نجحوا في تحقيق ذلك، فسيسخرون جهودهم للتحقيق في القضايا التي تطارد ترامب. ولذلك، يرى الملياردير الأمريكي أن تولي أحد المؤيدين له منصب قاضي المحكمة العليا، سيكون أمرا حاسما بالنسبة له".


وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن المختصة في الشأن الأمريكي ترى بأنه في حال عدم تسمية بريت كافانوه كأحد قضاة المحكمة العليا، فمن غير المحتمل أن يتم تعيين مرشح آخر قبل انتخابات التجديد النصفي.

 

كما أن ترجيح كفة الأغلبية في مجلس الشيوخ لصالح الشق الديمقراطي بعد انتخابات التجديد النصفي، سيصبح تعيين ترامب للقضاة، أكثر صعوبة ما يعني أن انسحاب بريت كافانوه سيشكل بالنسبة لترامب نكسة كبيرة.