سياسة عربية

الخطيب تعليقا على اقتحام الأقصى: من أمن العقوبة أساء الأدب

قال نائب رئيس الحركة الإسلامية إن "الاحتلال ماكر وخبيث، ويعمل وفق خطط ومشاريع وبرامج تتقدم خطوة خطوة"- عربي21

حذر قيادي فلسطيني بارز في الداخل المحتل عام 1948، من خطورة وتداعيات تصاعد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي عبر أذرعه المختلفة بحق المسجد الأقصى المبارك.


وشهدت باحات المسجد الأقصى الخميس، اقتحام مئات المتطرفين اليهود بحراسة قوات الاحتلال الخاصة، ومحاولاتهم أداء صلوات تلمودية وشعائر دينية.


وفي تعليقه على تصاعد اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى المبارك، أوضح كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، أن "هناك حالة استهتار إسرائيلي غير مسبوقة بألف وسبعمائة مليون مسلم، و400 مليون عربي، و14 مليون فلسطيني".


ورأى الخطيب في تصريح خاص لـ"عربي21" أن "هؤلاء جميعا (العرب والمسلمين) بالنسبة لإسرائيل لا يساوون سوى صفرا كبيرا، وإلا لما أقدمت حكومة بنيامين نتنياهو على حماية واستباحة هؤلاء الصعاليك للمسجد الأقصى"، مضيفا أن "العرب قالوا قديما إن من أمن العقوبة أساء الأدب"، في كناية عن تواصل انتهاكات الاحتلال.


ولفت الخطيب إلى أن "سوء الأدب والوقاحة الإسرائيلية والتدنيس المستمر للمسجد الأقصى، ليست له إلا سبب واحد، أن هؤلاء (المستوطنين المتطرفين) أمنوا العقوبة والفعل وردة الفعل، وهؤلاء اليوم أيضا يعيشون شعور من لا يستطيع أحد أن يقول له كلمة".

 

اقرأ أيضا: مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى بحماية الاحتلال (شاهد)


وتابع: "حتى موقف جريء لا يسمع، كما أن بيان استنكار واضح وصريح بات أمنية، لذلك ما يحدث للأقصى هذه الأيام من انتهاكات إسرائيلية متواصلة، يشير بوضوح أننا بين يدي أحداث ستتصارع، إضافة لقفزات نوعية في سلوك الاحتلال تجاه المسجد الأقصى".


وحول إمكانية وطريقة وقف المخططات الإسرائيلية التي تستهدف المسجد الأقصى، قال نائب رئيس الحركة الإسلامية: "الاحتلال ماكر وخبيث، ويعمل وفق خطط ومشاريع وبرامج تتقدم خطوة خطوة".


وذكر أن "حظر الحركة الإسلامية يوم 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، ثم منع وحظر عبادة الرباط، والقانون الإسرائيلي الذي يجرم كل من يرفع صوته بالتكبير في ساحات الأقصى، إضافة لأوامر الإبعاد وتحييد عدد كبير من محبي الأقصى، كل هذا جعل الحال في الأقصى يميل إلى حضور أعداد قليلة ممن ترتاده؛ وخلال هذا ينتهز الاحتلال الفرصة".


ولكن "الأخطر من هذا كله"، وفق الشيخ الخطيب هو "طمأنة الاحتلال لعدم وجود ردة فعل فلسطينية في الضفة الغربية، في ظل قيام الأجهزة الأمنية (التابعة للسلطة الفلسطينية) بدورها الممتاز في كبح جماح أي تحرك، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه أن يخرج بأنشطة وتظاهرات نصرة للمسجد الأقصى".


ووفق هذا الواقع، أكد أن "المؤسسة الإسرائيلية مطمئنة تماما، أنها لن تشغل نفسها بحراك في عموم مدن الضفة الغربية"، لافتا إلى أن هذه هي "جزء من الظروف التي تهيأت للاحتلال، حتى بات يمارس اليوم هذه الوقاحة والزعرنة"، بحسب تعبيره.

 

اقرأ أيضا: استعدادات بغزة لإطلاق جمعة "انتفاضة الأقصى" ودعوات للنفير


وفي بيان بعنوان: " لقد بلغ السيل الزبى"، اعتبر كل من مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الافتاء الفلسطينية ودائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، ما جرى في المسجد الأقصى الخميس؛ هو "استباحه إسرائيلية مبرمجة ضد الحرم القدسي الشريف".


وأضافوا في البيان الذي وصل إلى "عربي21" نسخة منه، أن "هذه استباحة لم تسبقها استباحة أمام أعين العالم أجمع، إذ كيف يمكن أن يقتحم المسجد الأقصى أكثر من 1000 متطرف يهودي، في الوقت الذي يقف فيه العالم متفرجا وكأن الأمر لا يعنيه".


وخاطب البيان العرب والمسلمين: "بالرغم من رباطنا وصمودنا الأسطوري وحدنا، الأقصى مسرى نبيكم وموطن معراجه في أقصى حالات الخطر فانقذوه".


وفي رسالتهم للاحتلال قالوا: "أيها المتطرفون اليهود، عليكم أن تدركوا أن استباحتكم للمسجد الأقصى تحت حماية الحراب والقوة المسلحة وقرارات سياسييكم والقوى الظالمة التي تدعمكم؛ لن تغير من حقيقة أن مساحة المسجد الأقصى المبارك الكاملة والبالغة (144) دونما؛ هي مسجد إسلامي خالص للمسلمين وحدهم، لا يقبل الشراكة ولا القسمة مع أحد على الإطلاق إلى أبد الأبدين"، بحسب تعبير البيان.