ملفات وتقارير

هل ينجح "الكونغرس الفلسطيني" بتفعيل حضور فلسطينيي الخارج؟

عدنان مجلي أطلق مبادرة الكونغرس الفلسطيني- أرشيفية

أطلق الدكتور والعالم الفلسطيني عدنان مجلي قبل أيام مبادرة الكونغرس الفلسطيني العالمي (World Palestinianin Gongress)، كمبادرة جامعة للكل الفلسطيني في جميع أنحاء العالم بهدف مد جسور التواصل وتوحيد طاقات الشعب الفلسطيني في الشتات لخدمة مصالحهم في تلك البلدان.

وأحيطت الكثير من التساؤلات حول الهدف الذي يسعى إليه مجلي من وراء تأسيس الكونغرس الفلسطيني، خصوصا مع طرح تساؤلات من قبل أوساط سياسية عن سعي مجلي لمنافسة مؤتمر فلسطينيي الخارج، الذي يتعرض لهجمة شرسة من قبل منظمة التحرير ومخاوف لا تخفيها إسرائيل والولايات المتحدة من هذا المؤتمر في إطار النجاحات التي حققها في السنوات الأخيرة بتوحيد الشتات الفلسطيني خصوصا في أوروبا والأمريكيتين.

دخول عالم السياسة

بدأ ظهور مجلي في عالم السياسية في العام 2017، حينما تناقلت وسائل إعلام محلية نقلا عن مصادر مطلعة قولها إن الرئيس محمود عباس رشحه لتولي منصب رئيس الحكومة في شباط/ فبراير من ذات العام.

عدنان مجلي (55 عاما) من مواليد مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، حاصل على شهادة الدكتوراه في علوم الكيمياء من جامعة سالفورد وإكستر، يحمل مجلي الجنسية الأمريكية منذ 30 عاما، يصنفه البعض على أنه من أثرى رجال الأعمال على مستوى العالم العربي، تتركز استثماراته في صناعة الأدوية وشركات الطاقة، أما على مستوى نجاحه العلمي فقد سجلت باسمه أكثر من 800 براءة اختراع وقدم ما يزيد على 400 ورقة بحثية في مؤتمرات عالمية.

يرتبط مجلي بعلاقات وثيقة مع سياسيين بارزين على مستوى العالم، حيث التقى في وقت سابق مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ويصفه البعض بأنه المسؤول عن تنسيق المكالمة بين الرئيس محمود عباس ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في 10 من آذار/ مارس 2017.

استغلال الحالة الراهنة

وفي سياق متصل، أكد أستاذ العلوم السياسية، وأحد المطلعين على نشاطات مجلي، عبد الستار قاسم، أن "إعلان مجلي عن إطلاق الكونغرس الفلسطيني كعنوان جديد لتوحيد الشتات الفلسطيني، تندرج ضمن مساعيه الرامية لدخول عالم السياسية، فهو يدرك من جهة أن الشارع الفلسطيني في الداخل والخارج إلى جانب الأحزاب السياسية فقدت الثقة في منظمة التحرير كممثل حقيقي لها".

 

اقرأ أيضا: إدارة ترامب تغلق رسميا مكتب منظمة التحرير في واشنطن


وأضاف قاسم في حديث لـ"عربي21" أن "شعور الشتات الفلسطيني في عدم جدية مؤتمر فلسطيني الخارج في توحيد صفوفه واقتصار نشاطاته على فعاليات ومهرجانات تحدث كل عام دون أن يكون له وزن حقيقي على الأرض خصوصا في مثل هذه الظروف، يجعل مجلي يسارع لتأسيس إطار سياسي جديد يبدأ من الشتات لتحقيق هدفين رئيسيين، الأول منافسة مؤتمر فلسطينيي الخارج بعد أن نجح في تأسيس قاعدة شعبية وجماهيرية قوامها أكثر من 6 ملايين مغترب، والهدف الثاني محاولة استمالة الموقف الإسرائيلي والأمريكي في الإسراع بوضعه في المعادلة السياسية الفلسطينية سواء لمنصب الرئاسة أو رئاسة الحكومة".

من جانب آخر، اعتبر رئيس اللجنة السياسية للمجلس التشريعي، النائب عن حركة فتح، عبد الله عبد الله، أن "القيادة الفلسطينية لا تعترض على أي دور سياسي يتبناه مجلي في إطار السياسة المشتركة بين الطرفين"، مؤكدا في حديث لـ"عربي21" "وقوف السلطة ومنظمة التحرير لأي جهود تنصب للقضاء على أي كيانات سياسية في الشتات، ترفض الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني".

وومفقا لمصادر فلسطينية فإن مجلي مقرب من نجل الرئيس طارق عباس، ويرتبط بعلاقات قوية مع قيادات الحزب الجمهوري، وينشط بين الفينة والأخرى في عقد لقاءات وورشات عمل في الداخل والخارج، يحاول من خلالها تقديم نفسه كسياسي فلسطيني يحمل رؤية جديدة لإنهاء الصراع مع إسرائيل استنادا لعلاقاته القوية الممتدة على مستوى دول العالم.

حاولت "عربي21" الاتصال بالدكتور عدنان مجلي للاستيضاح عن حقيقة هذه المخاوف، ولكن دون جدوى.

 

الباحث الفلسطيني المقيم في تركيا، هاني أبو عكر، أوضح أن "مبادرة الكونغرس هي مجرد أداة لتجمع نخبوي وطني يخرج بمخرجات تخدم الوطن وليست بديلا عن أي جسم فلسطيني آخر، كما أن الأطراف التي تدعم مجلي في تأسيس هذا الكونغرس هم نخب فلسطينية من الداخل والشتات، وهم إعلاميون وسياسيون واقتصاديون ورجال أعمال".

واستدرك في حديثه لـ"عربي21" بأن "سر توقيت الإعلان عن هذا الكونغرس هو أمر منطقي في ظل حالة التشرذم والانقسام وفشل المصالحة، وهي مبادرة لإصلاح ما يمكن إصلاحه".

فرص النجاح

من جانب آخر يرى الكاتب والمحلل السياسي، ساري عرابي، أن "بروز اسم مجلي في الساحة الفلسطينية ودخوله بقوة في عالم السياسية من بوابة علاقاته القوية مع أطراف إقليمية ودولية، قد يكون مدخلا لترتيبات يجري الإعداد لها من قبل الإدارة الأمريكية والإسرائيلية لمرحلة ما بعد الرئيس عباس".

 

اقرأ أيضا: 7 قرارات متتالية لترامب في اتجاه تصفية القضية الفلسطينية

وتابع: "لا يمكن الحكم عن مدى نجاح مجلي في مشروعه السياسي الجديد لعدة أسباب أبرزها أنه يفتقر لتاريخ نضالي يستطيع من خلاله فرض نفسه أمام الشارع لتقبله، ومن جهة أخرى يفتقر مجلي لرؤية سياسية وجهله بتفاصيل الخلافات الفلسطينية الداخلية، وحتى الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي".

وأكد عرابي في حديث لـ"عربي21" أنه قد "يكون من الصعب أن يحظى مجلي بنجاح في مشروعه لتوحيد الشتات الفلسطيني ومنافسة مؤتمر فلسطينيي الخارج، فمن جهة سترفض حركة فتح التي تحتكر منظمة التحرير أن يمرر مجلي مشروعه خشية أن تتكرر تجربة الكونغرس كالمؤتمر، والسبب الآخر أن العديد من الشخصيات التي دخلت عالم السياسية من بوابة المال فشلت في تجربتها وأقرب مثال على ذلك تجربة رجل الأعمال منيب المصري، وسلام فياض".