سلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الاثنين، الضوء على قضية تصفية العلماء من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، في إطار ما سمتها حرمان الدول العربية والمقاومة الفلسطينية بالذات من تطوير أسلحة متقدمة.
وكشفت الصحيفة في افتتاحيتها التي كتبها الصحفي رونين بيرغمان، أن العالم السوري عزيز إسبر مدير مركز البحوث العلمية في بلدة مصياف بريف حماة، والذي جرى اغتياله السبت، نجا من انفجار وقع عام 2007 في منشأة السفير التابعة لمركز البحوث، "نتيجة خلل طرأ في خط إنتاج خاص بغاز الأعصاب وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 15 سوريا وإصابة نحو 200 آخرين".
وتناولت الصحيفة مركز البحوث العلمية، الذي تأسس في العم 1971، وأشارت إلى أنه "عمل تحت أسماء مختلفة على مدى السنين، ومع محافل بحثية وتجارية في الغرب وشخصته محافل الاستخبارات في الولايات المتحدة وفرنسا باعتباره واجهة لجهاز الأمن السوري".
"سلاح غير تقليدي"
وزعمت الصحيفة أن المركز "يسيطر على المواقع المركزية لإنتاج وتخزين السلاح الكيماوي في سوريا، ورغم تدمير جزء منه خلال الحرب السورية، إلا أن بعضه لا يزال نشطا"، مضيفا أنه "كان يعمل فيه –وفق تقديرات أجنبية- نحو 10 آلاف شخص".
ونوهت "يديعوت"، إلى أنه من "بين المواقع الثلاثة التي طورت فيها سوريا سلاحا غير تقليدي (قرب دمشق وقرب حمص وفي المصايف)، كان الموقع المركزي على مدى السنين في المصايف، حيث أنتج السلاح الكيماوي، كما أنه يخزن هناك اليوم قسم من ترسانة صواريخ سكود".
وحول نتائج تحقيق النظام السوري في "الانفجار الغامض الذي أودى بحياة العالم السوري"، قالت الصحيفة: "تم التوصل إلى استنتاج لا لبس فيه؛ أن هذا كان تخريبا مقصودا"، كاشفة أن "العالم أسير؛ نجا أيضا عدة مرات من حوادث ومحاولات تصفية، نسب بعضها لسلاح الجو الإسرائيلي".
وتنقل الصحيفة تعليقا ساخرا لمسؤول إسرائيلي لم تسمه على حادثة اغتيال إسبر، بالقول إن "الرب ينتقم"، مضيقة أن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختلفة تستثمر جهودا جمة لفهم حجم نشاط إيران وحزب الله في سوريا؛ بهدف العثور على مراكزهما وإبادتها".
إيران وحزب الله
وبحسب تقارير أجنبية، فإن الصحيفة تقول: "هاجمت إسرائيل قوات أجنبية مئات المرات في سوريا في السنوات الخمس الأخيرة، وكان الهدف هو منع إقامة قواعد إيرانية للمليشيات الشيعية في سوريا، وكذا لمنع عبور قوافل السلاح من سوريا إلى حزب الله في لبنان".
وأكدت ذات التقارير، أن "الهجوم على المنشأة في المصايف في الشهر الماضي، قام به سلاح الجو الإسرائيلي ضد المشروع الذي يعمل فيه جهاز البحث والتطور لحزب الله"، مشيرة إلى أن حزب الله يفضل "تنفيذ قسم كبير من تطويراته العلمية في سوريا؛ وذلك على مسافة أبعد عن الأذرع الإسرائيلية".
ولفتت إلى أنه "في ظل ملاحقة المشروع في المصايف، فقد برز اسم إسبر، المعروف لإسرائيل منذ سنوات عديدة؛ وهو على ما يبدو جهة التنسيق بين نظام بشار الأسد وإيران وحزب الله"، موضحة أنه "جاء من خلفية علمية لكنه أصبح شخصية هامة في إدارة مشاريع تطوير الوسائل القتالية في سوريا".
"كل الأسباب"
وفي تأكيد على مدى رغبة إسرائيل في التخلص من العالم السوري، قالت الصحيفة العبرية: "كانت لإسرائيل كل الأسباب في العالم لرغبتها في رؤية إسبر ميتا".
وتابعت: "هذه التصفية المنسوبة لإسرائيل تنقل رسالة واضحة؛ أن العلماء وليس المنشآت فقط؛ هم هدف لأعمال الإحباط (التصفية)، وجاءت العملية الأخيرة ضد إسبر، على ما يبدو، بعد سلسلة أعمال نسبت لإسرائيل ونفذت ضد علماء في السنوات الأخيرة".
وقالت الصحيفة إن "سلسلة علماء إيرانيين لقوا حتفهم في اغتيالات صاخبة في قلب طهران، على يد من شخصوا كرجال الموساد"، مبيية أنه تم في "2011 اختطاف مهندس الكهرباء الفلسطيني ضرار أبو سيسي من أوكرانيا وقدم للمحاكمة في إسرائيل".
وهذه ليست النهاية، تضيف الصحيفة، "ففي كانون الأول 2016 صفى الموساد -بحسب اتهام حركة حماس- مهندس الطائرات المسيرة محمد الزواري في تونس".
"رسائل تحذيرية"
وكشفت الصحيفة، أن "إسرائيل تعمل على نقل رسائل تحذيرية إلى رجال الوحدة السرية في حماس، والتي تعمل على تطوير الوسائل القتالية؛ عبر أقربائهم في غزة والضفة"، معتبرة أن أحد هؤلاء الرجال هو العالم فادي البطش الذي اغتيل في ماليزيا في نيسان/ أبريل الماضي.
وفي موضوع آخر، ألمحت الصحيفة إلى وجود تعاون أمني إسرائيلي مصري حول ملاحقة من يقومون بتطوير سلاح المقاومة في غزة.
وقالت يديعوت: "أوقفت السلطات المصرية واحدا من أعضاء الوحدة السرية (حماس) وهو في طريق عودته لغزة عبر مصر، حيث يقدم هناك للمحاكمة على عضويته في الذراع العسكرية لحماس"، وفق تعيبرها.
هذا ما طلبته تل أبيب من موسكو لكبح وجود إيران بسوريا
خبير إسرائيلي: إيران تحتل تفكيرنا وطائرات الورق لن تغير ذلك
هآرتس: إذا نجحت "صفقة القرن الإيرانية" ستبتسم دمشق