صحافة دولية

واشنطن بوست: احمنا يا رب من قرارات ترامب

واشنطن بوست: ترامب يقوم بتحركات خطيرة تحمل معها نجاحات باهرة أو فشلا كارثيا- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للمعلق يوجين روبنسون، يقول فيه إن المجال الوحيد الذي يتحكم فيه أي رئيس هو السياسة الخارجية.

ويقول الكاتب: "يا رب احمنا.. وليحم الرب العالم، في الحقيقة؛ لأن الرئيس دونالد ترامب يقوم بتحركات خطيرة تحمل معها نجاحات باهرة أو فشلا كارثيا، ولأننا نتعامل مع ترامب، فإنني لا أريد ترك الأمور للحظ".

ويضيف روبنسون: "كل ما أقوله هو الثناء على نجاحه في إطلاق سراح كل من كيم دونغ-شول وتوني كيم وكيم هاك-سونغ، الأمريكيين الثلاثة الذين احتجزوا في كوريا الشمالية بناء على أدلة لا أساس لها، وربما كانوا ورقة ضغط، وسافر وزير الخارجية مايك بومبيو إلى بيونغ يانغ لإحضارهم".

ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "ترامب كان في استقبالهم عندما وصلوا قبل الفجر في قاعدة أندروز المشتركة خارج واشنطن، وقال ترامب: (نريد شكر كيم جونغ أون الذي كان حقيقة ممتازا)، وكانت طريقة غريبة لوصف ديكتاتور يقود واحدا من أكثر الأنظمة وحشية وسرية على وجه الأرض، رجل تمثل صواريخه وأسلحته النووية تهديدا خطيرا على الولايات المتحدة وحلفائها، بحسب ترامب ومستشاريه".

ويلفت روبنسون إلى أن "ترامب قال في وقت لاحق من يوم الخميس إنه سيلتقي كيم الممتاز (الذي كان يعرف سابقا برجل الصواريخ)، في قمة ستعقد يوم 12 حزيران/ يونيو في سنغافورة".

ويعلق الكاتب قائلا: "لا أزال متشككا في أن يقوم كيم بالتخلي عن أسلحته وصواريخه النووية، التي قام بالحصول عليها بعد جهد، حتى مقابل وعد أمريكي بعدم الهجوم عليه، أو تغيير النظام الذي يريده كيم، وأعتقد أن كيم ينظر إلى ترامب ويرى فرصة". 

ويقول روبنسون إن "كيم سيحصل على أمر واحد كان يحرص عليه قادة كوريا الشمالية، وهو مقابلة وجها لوجه مع رئيس أمريكي وعلى قدر المساواة، وأعتقد أن ترامب محق للموافقة على القمة، خاصة أن سياسة عدم الحديث لم تنجح، وكان يجب تحضير عمل أوسع وأهم، وكل ما أخشاه أن يعود ترامب برزمة لامعة وبراقة من الوعود التي يظهر أنها فارغة".

ويضيف الكاتب: "أفهم أن كيم يريد الخروج من العقوبات الدولية ليمنح سكانه المضطهدين نموا اقتصاديا، وهذا سيقوي موقعه، وأفهم أيضا أنه ربما أراد توجيه رسالة إلى الجارة الصين، بأنها إن لم تقدم المال والتكنولوجيا والمساعدات الاقتصادية فإن هناك خاطبا جديدا يدق على الباب". 

ويجد روبنسون أن "هذا كله لا يعني الحكم مسبقا على القمة دون أن نعرف أجندتها، وأعلن كيم تعليقا لفحص الصواريخ النووية، وربما خرج مع ترامب من الاجتماع بتعهد التوصل إلى اتفاق جوهري في مرحلة لاحقة، وهذا أمر جيد، فـ(عندما نتحدث لا نطلق النار)، وفي الوقت ذاته حقق ترامب أمرا يستحق الثناء عليه".

ويستدرك الكاتب بأن "هذا الثناء نفاه ترامب من خلال قراره المتهور الانسحاب من الاتفاقية النووية، فمن بين القرارات السيئة التي اتخذها ترامب كلها كان هذا القرار هو الأخطر، وعلى ما يبدو فإنه يريد بدء حرب لا يمكن لأحد التفكير فيها، وتعهد المسؤولون في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بالحفاظ على الاتفاقية على قيد الحياة، ومع تهديد ترامب بفرض عقوبات على الشركات الأوروبية التي تستمر في التعامل مع إيران، فإنه ليس من الواضح كيف ستنجو هذه الاتفاقية".

 

ويبين روبنسون أن "الحديث عن الاتفاقية الإيرانية دائما ما يرتبط بأنها اتفاقية قاصرة وليست كاملة، وربما كانت أفضل، وفي الحقيقة كانت جيدة، وفتحت المجال للنظر إلى كل زاوية وركن من البرنامج النووي الإيراني، وأبعدت إيران عن مخزونها من اليورانيوم المخصب، الذي كان سيسهل عليها بناء القنبلة النووية، وأعاقت مسارها نحو القنبلة لعقد على الأقل".

ويقول الكاتب: "ضع نفسك ولو للحظة مكان الإيرانيين، وأنت تعلم أن المنافع الاقتصادية التي وعدت بها الاتفاقية كلها لن تصل، وترى الولايات المتحدة، وهي تقوم بشراسة بدعم منافسك السعودية، بصفتها قوة إقليمية، التي جهزت بكل السلاح المتقدم، وتحظى بدعم الدول السنية الأخرى، فيما ترى إسرائيل النووية وهي تنضم للتحالف المعادي لإيران". 

ويضيف روبنسون: "ربما استسلم المسؤولون الإيرانيون أو كثفوا من حملاتهم المنسقة، من خلال الجماعات الوكيلة، مثل حزب الله، واستئناف العمل سرا على البرنامج النووي". 

ويختم الكاتب مقاله بالقول: "أخشى أن يزيد قرار ترامب من احتمالات حرب كبيرة في الشرق الأوسط؛ ليس لأن لديه فكرة جيدة، لكن لعدم استطاعته العيش مع معاهدة مهمة وقعها باراك أوباما".