مع اقتراب ذكرى النكبة الفلسطينية الـ70 وللجمعة السابعة على التوالي، تتواصل فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة المحاصر للعام الثاني عشر.
وانطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة يوم 30 آذار/ مارس
الماضي تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، حيث تم تدشين المخيمات على مقربة من
الخط الفاصل على طول المنطقة الشرقية لمحافظات غزة.
ووفق متابعة "عربي21" الميدانية، تعمل
الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، على زيادة عدد مخيمات العودة
الخمس، مع اقترابها جغرافيا أكثر نحو الخط العازل، كما أطلقت الهيئة المشرفة على
الجمعة السابعة للمسيرات "جمعة الإعداد والنذير".
وبحسب ما علمت "عربي21" من مصادر موثوقة
ومطلعة، فإن الهيئة تعمل على زيادة عدد المخيمات في مناطق القطاع كافة، لتصل لنحو
15 مخيما بدلا من خمسة فقط.
اقرأ أيضا: استعدادات في الأردن لتنظيم مسيرات عودة في ذكرى النكبة
ومن المتوقع أن تستمر فعاليات مسيرات العودة وكسر
الحصار إلى ما بعد يوم 15 أيار/ مايو المقبل، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى النكبة
الفلسطينية السبعين.
واستمرت
خلال الأيام الماضية العديد من الأنشطة الاحتجاجية الشعبية، ومنها إطلاق الشبان
الفلسطينيين الطائرات الورقية الحارقة، التي تسببت بحرق مساحات كبيرة من مزارع
المستوطنين الإسرائيليين، وتسببت لهم بخسائر مادية كبيرة، في حين استمرت العديد من
الفعاليات الرياضية والثقافية والفنية وغيرها الكثير.
من جانبه، شدد المحلل السياسي عبد الستار قاسم، على
أهمية وضرورية مسيرات العودة، في "بعث فكرة حق العودة من جديد، لدى الرأي
العام الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي، وحتى لدى الاحتلال الإسرائيلي".
أحرجت الجميع
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "كما
أنها أعادت إلى الذاكرة هذا الحق، ليعرف الجميع أن هناك ملايين الفلسطينيين
اللاجئين لهم الحق بالعودة إلى ديارهم ووطنهم، وهذه الأطر لم تعمل على إحقاقه حتى
الآن".
ورأى قاسم، أن مسيرات العودة "أحرجت الجميع
وعلى رأسهم الدول الغربية والاحتلال الصهيوني، لأن المواثيق والقرارات
الدولية كافة، تؤيد حق الفلسطينيين بالعودة"، مؤكدا أن حق العودة "قضية رابحة
على الساحة الدولية".
ونوه إلى أن مسيرات العودة "أحرجت أيضا السلطة
الفلسطينية ومنظمة التحرير، وذلك لأن مجرد اعترافهم بالكيان الصهيوني، يعني أنهم
تخلوا عن حق العودة، وهو ما شمل ضمنيا في اتفاقية أوسلو"، مؤكدا أن "استمرار مسيرات العودة، سيضع إسرائيل في مزيد من
الحرج على الساحة الدولية، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية".
وحول قراءته لاستمرار مسيرات العودة مع قرب ذكرى
النكبة الـ 70 ودخولها الجمعة السابعة، أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني فايز
أبو شمالة، أن "هنالك إصرارا فلسطينيا على مواصلة مسيرة العودة، وتطوريها بحيث
تزاحم المستوطنين على أماكن ظنوا أنها أصبحت لهم".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن
"الفلسطينيين باتوا أكثر ثقة وأكثر استعدادا للمواجهة، في الوقت الذي أفقدت
جيش الاحتلال الإسرائيلي هيبته، وفقد السلك الفاصل (الخط العازل) سحره، وصار
منتهكا بعد أن كان مقدسا".
العودة الكبرى
وأضاف أبو شمالة: "كما سقطت حصانة تل أبيب
بصواريخ المقاومة في غزة، تسقط من جديد حصانة السلك الفاصل الذي كان يحرم على
الفلسطينيين الاقتراب منه أو ملامسته، وذلك بإرادة شعب يرفض الانكسار ويعرف أن سبب
الحصار والعقوبات على غزة هم الصهاينة وحلفاؤهم".
ومع قرب يوم 14 أيار/ مايو الجاري، وهو اليوم الذي
دعت فيه الهيئة الوطنية العليا الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة،
لـ"مليونية العودة"، الذي يتوقع فيه أن يتم الدخول إلى ما بعد الخط الفاصل،
نوه الكاتب الفلسطيني إلى أن "الانفجار في وجه الصهاينة، سيكون موجعا لأصدقائهم
(من العرب)".
وقال: "هذا جيل لا يعرف الخوف، وإرادة الشباب
الذي يقود المرحلة هي الغالبة، وما يخشاه الجيل السابق للثورة الفلسطينية لا يعمل
له حساب ولا يفكر فيه هذا الجيل؛ الذي قرر اقتحام السياج والرجوع إلى وطنه المغتصب
والإقامة هناك، مع استعداده للتضحية والمواجهة".
ولفت أبو شمالة إلى أن "آلاف الفلسطينيين الذين
لن ترهبهم الطلقات الإسرائيلية، يغلب على تفكيرهم الانتقال من قطاع غزة المحاصر
إلى داخل فلسطين المحتلة، وهو الأمر المتوقع حدوثه في يوم العودة الكبرى".
وأدت شدة القمع الدموي من قبل قناصة الاحتلال لمسيرة
العودة السلمية إلى استشهاد 52 فلسطينيا، منهم 6 زعم الاحتلال أنهم استشهدوا ولا
زال يحتجز جثامينهم، وإصابة نحو 7000 آخرين بجراح متفاوتة واختناق بالغاز السام،
كما لا يزال العشرات منهم في حالة الخطر الشديد، بحسب وزارة الصحة.
الاحتلال يعلن تصفية 3 فلسطينيين على حدود غزة واعتقال رابع
ثلاثة شهداء ومئات الإصابات بجمعة "الشباب الثائر" بغزة (شاهد)
الصحة: 21 حالة بتر برصاص الاحتلال منذ انطلاق مسيرة العودة