قال خبير عسكري
إسرائيلي إن التهديدات الأمنية القادمة من قطاع
غزة تتصاعد في ظل
مسيرة العودة مع
مرور المزيد من الوقت وآخرها كان
الطائرات الورقية التي تحولت من لعبة أطفال إلى
تهديد حقيقي للجبهة الداخلية.
وحذر أمير بوحبوط في
مقال تحليلي نشره موقع "واللا" الإخباري وترجمته "
عربي21" أن
الطائرات الورقية نجحت في إشعال الحرائق في الحقول والأحراش الزراعية وسط مخاوف من
إرفاق هذه الطائرات بمواد متفجرة وليس الاكتفاء بإرسالها لإشعال الحرائق.
وأشار الخبير العسكري
أن الطائرات الورقية تطير على مسافات تصل إلى 50 مترا يحركها ناشط فلسطيني من على
بعد مئات الأمتار خلف الخط العازل داخل غزة ونجحت من خلال القليل من الوقود في
إشعال مساحات مزورعة ومناطق حرجية كما حصل خلال الأيام القليلة الماضية.
وقام الاحتلال خلال
الأيام القليلة الماضية عبر ما يعرف بـ"فرقة غزة" التابعة لقيادة الجبهة
الجنوبية بنشر أبراج مراقبة على طول المنطقة العازلة قبالة المتظاهرين ووفرت طواقم
إطفاء لإخماد أي حريق ينشب على الفور.
من جانبه قال عضو
الكنيست حاييم يالين وهو جنرال سابق ومقيم في التجمعات الاستيطانية القريبة من غزة
إن الطائرات الورقية الفلسطينية "يجب أن تشعل الضوء الأحمر لدى دوائر صنع
القرار في تل أبيب".
وأضاف يالين: "من
استهزأ في السابق ببعض المواسير والأنابيب ها هي تطورت اليوم لتصبح قذائف
صاروخية.. واليوم من يسخر من الطائرات مع مرور الوقت سيراها تحوم
حول التجمعات الاستيطانية قرب غزة".
وأشار إلى أن الأنفاق
التي استخدمها الفلسطينيون في البداية لتهريب البضائع التجارية من سيناء لغزة
تطورت وأصبحت من "أفتك التهديدات بإسرائيل" وقال: "محظور الاستهتار
بحماس لأنها حركة تتعلم بسرعة وتستفيد بسرعة" وفق وصفه.
ورأى بوحبوط أن
الفلسطينيين يراقبون من الجانب الآخر كيفية مواجهة الجيش للحرائق وهو ما يعني وفق
رأيه بأن "حرب عقول تجري بين الطرفين تهدف لإرساء قواهد جديدة لما هو حاصل
هناك ومعرفة سقف الرد لدى إسرائيل.
وتابع: "الجيش
يركز جهوده في هذه الآونة لإبعاد نشاطات الفلسطينيين مسافة 300 متر من الجدار
بوسائل تفريق المتظاهرين والنار الحية".
واعتبر الخبير العسكري
أنه على الرغم من وجود تباين في أعداد المتظاهرين قرب المنطقة العازلة من ناحية
الازدياد أو الانخفاض إلا أن فعاليتهم تزداد "خشونة" مع مرور الوقت وجرت
محاولات لسحب السلك الحدودي وإلقاء الحجارة وتهديد اجتياز السياج.
وقال إنه رغم أن
الطائرات الورقية التي تعد ذات بعد شعبي وليست "عسكرية عنيفة" إلا أن من
شأنها إحداث أضرار نوعية في الجانب الإسرائيلي والتقديرات اليوم تقول إنها تذهب
باتجاه "إحراق المعدات الهندسية اللازمة لإتمام مشروع إقامة الجدار التحت-
أرضي".
وأضاف: "من يصدق
أن طائرة تكلف الفلسطيني عشرة شواقل (أقل من 10 دولارات) كفيلة بإحراق معدات
هندسية وإحراق ومناطق زراعية وإيقاع خسائر بملايين الشواقل.. هذا إنجاز
للفلسطينيين وربما يلجأون لتفخيخها في المستقبل بمواد متفجرة".