ظهرت في
إسرائيل أصوات
عدة منددة باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين الفلسطينيين على حدود قطاع
غزة
خلال مشاركتهم بمسيرة العودة.
ونقلت صحيفة "يديعوت
أحرونوت" عن زعيمة حزب ميرتس عضو الكنيست تمار زيندبيرغ أنه يجب إجراء تحقيق
في إطلاق النار الحي تجاه الفلسطينيين، وإزالة الحصار عن غزة، لأنه "من
المحظور أن يتم التساهل مع سياسة اليد الرخوة في الضغط على الزناد، لأنها ستؤدي
لفقدان حياة أبرياء، وتشعل المنطقة بأعمال العنف، هذه يجب أن تكون مصلحة إسرائيلية".
وأضافت في تصريحات
ترجمتها "
عربي21" أن "النتائج الصعبة والإفادات المصورة تتطلب
إجراء تحقيق إسرائيلي مستقل، بما في ذلك فحص تعليمات إطلاق النار الموجهة للجنود
في الميدان، لأن العدد الكبير من القتلى والجرحى من المتظاهرين الذين لم يكونوا
مسلحين، وبينهم من قتل وأصيب بنيران حية، وبعضهم تم تصويره وظهره للجنود، كل ذلك
يتطلب إجراء تحقيق واستخلاص للدروس والعبر، هذا واجب إسرائيلي لمعرفة ما حصل
بالضبط، لمنع تدهور الوضع الميداني الخطر".
وشدد على أن "واجب
إسرائيل انتهاج سياسة ضبط النفس حسب القانون، وبجانب إجراء التحقيق، يجب رفع
الحصار عن غزة، والقيام بتسهيلات إنسانية، بدلا من دخول المنطقة كلها لجولة جديدة
من العنف".
بدورها قالت أورلي
نيفي الكاتبة الإسرائيلية بموقع "محادثة محلية" قالت إن خروج
الفلسطينيين للتظاهر، وعودتهم ملفوفين بالأكفان "أمر لا يتطلب السكوت، بسبب
قيام عدد من الجنود القناصة بقتل من وصفتهم المعتقلين في الجانب الثاني من
الحدود".
وأضاف نيفي "أمام
هذه المجزرة الحاصلة للمتظاهرين في غزة، آن لنا أن نقول: كفى للقتل".
وأضافت في مقال ترجمته
"عربي21" أنه رغم التهديدات الإسرائيلية بالتعامل بقوة خشنة أمام
المتظاهرين الفلسطينيين "لكن أعداد القتلى جاءت مرتفعة بصورة مفاجئة جدا، مما
يعني أن إسرائيل وصلت مرحلة جديدة من الاستهتار بحياة البشر، وكان واضحا أن العديد
من القتلى أصيبوا برصاصات قاتلة من قناصة أطلقوا النار على ظهورهم" وفق وصفها.
وأشارت إلى أن عمليات
القتل على حدود غزة "باتت مثل لعبة حاسوب، أناس يجرون ويجرون بسرعة، وفجأة
يسقطون أرضا، مما يتطلب منا أن نصرخ ونحتج على هذه الأحداث الدامية".
في الوقت ذاته، قام
ائتلاف إسرائيلي يدعى "نساء من أجل السلام" بتنظيم وقفة احتجاجية قرب
مفترق ياد مردخاي على بعد عدة كيلومترات من قطاع غزة بمشاركة 300 شخص، ورفعوا
يافطات وشعارات ضد القتل، وتأييد حق أي إنسان بالتظاهر، دون أن يعود ميتاً محمولا
على الأكتاف.
ونقل موقع "ميدا"
العبري عددا من ردود الفعل الإسرائيلية المستنكرة لاعتداءات الاحتلال التي وقعت في
مسيرة العودة
وأكد عضو الكنيست
عيساوي فريج أنه في حال لم تقم إسرائيل بإجراء تحقيق فوري وحقيقي بما حصل على حدود
غزة من قتل المتظاهرين، فمن المتوقع أن تجد نفسها داخل تحقيق بمحكمة الجنايات
الدولية.
بدورها قالت عضو الكنيست
عايدة توما سليمان إن إسرائيل "قتلت فلسطينيين أبرياء، من خلال تخطيط
وتهديدات أطلقها كبار الزعماء الإسرائيليين، وهذا يدعى قتلا عن سابق إصرار وترصد،
وإن التاريخ سيذكر أن وزير الدفاع ليبرمان ورفاقه في الحكومة مجرمو حرب، قاموا
بتفريق مظاهرات سلمية غير عنيفة بالنار الحية وقتل المتظاهرين.
من جانبه قال الأديب
الإسرائيلي نير برعام إن المواجهات التي خاضها الفلسطينيون مع الجنود الإسرائيليين
هي "أحد أشكال المقاومة، واصفا رد فعل الجيش على مظاهراتهم بالمبالغ فيها،
لأن الضغط الإسرائيلي يثقل كاهلهم".
القائمة المشتركة في
الكنيست أصدرت بيانا أدانت فيه بشدة قتل المتظاهرين على حدود غزة، ممن شاركوا في
مسيرات ليست مسلحة وغير عنيفة، وقالت إن "المتظاهرين لم يعرضوا حياة الجنود
الإسرائيليين للخطر"، معتبرة أن إطلاق النار باتجاههم يندرج ضمن توصيف "جرائم
الحرب، والمسئولية فيها على من خطط وأصدر التعليمات ومن أطلق النار بالفعل".
وأضافت القائمة "حان
الوقت لإزالة الحصار المفروض على غزة، والتزام إسرائيل بالاتفاقيات التي وقعت
عليها وتنص على إقامة ميناء بحري ومطار جوي، وفتح المعابر باتجاه الضفة الغربية،
علما بأن إسرائيل في هذه الحالة لا تصنع جميلا مع أهالي غزة، فلديهم حقوق لا تقل
عن سكان تل أبيب".
وأكدت أن إطلاق النار
على المتظاهرين يدل على أن إسرائيل اختارت "طريق القوة والعنف بدلا من إجراء
مفاوضات وفق قرارات الأمم المتحدة، وتحاول زراعة الخوف لردع الفلسطينيين الذي
يخوضون كفاحهم ضد الاحتلال، وهذا لن يصلح في الماضي، ولن ينجح اليوم أيضا، فكل
الشعوب التي خضعت للاحتلال قاومته، والشعب الفلسطيني كباقي شعوب العالم".
من جانبها أيضا نقلت صحيفة
معاريف ردود فعل إسرائيلية غاضبة، من الائتلاف الحكومي والمعارضة ونددت بقتل
المشاركين في مسيرة العودة.
لكن
في المقابل صدرت أصوات إسرائيلية تدعو لمواصلة الجيش انتهاكاته ضد الفلسطينيين
واتخاذ المسيرة مناسبة لمواجهة الفصائل الفلسطينية ومنح الجيش غطاء لمزيد من
الاعتداء على حدود غزة بحسب ما دعا له وزير الشؤون الاستراتيجية غلعاد أردان.
واتهم أردان اليسار
الإسرائيلي بأنه "وصل لمستويات بعيدة في انتقاداته، حتى أنه لا يمنح الجيش
غطاء في مواجهة منظمة، كحماس، تنادي ليل نهار بالقضاء على إسرائيل".
بدوره طلب آفي غاباي رئيس المعسكر الصهيوني المعارض طلب منح "جنود
الجيش حصانة وتأييدا في مواجهة المتظاهرين الفلسطينيين، والتركيز في مشكلة اسمها
غزة، التي باتت تتحول قنبلة متكتكة على جميع الأصعدة ديموغرافيا، واقتصاديا، وإنسانيا،
والمصلحة الإسرائيلية تتمثل بالعثور على الطريق السهل لمساعدة السكان الفلسطينيين
في القطاع، ومنع الوصول لحالة الانهيار".