استعرضت صحيفة إسرائيلية، استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية السياسية والعسكرية في أفغانستان، والتي فشلت حتى الآن في وقف التهام الجنود الأمريكيين، وتحقيق الاستقرار في تلك الدولة الضعيفة.
فشل أمريكي
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير لها أعده محللها للشؤون العربية، تسفي برئيل، أن "الحصاد الدموي" في التسعة أيام الماضية في كابول عاصمة أفغانستان بلغ نحو 130 قتيلا بسبب التفجيرات المختلفة.
ونوهت الصحيفة، أنه منذ احتلال أفغانستان من قبل الولايات المتحدة وقوات التحالف عام 2001، بلغ عدد القتلى نحو 150 ألف قتيل، من بينهم أكثر من 2500 من مقاتلي التحالف.
وبالمقارنة مع قتلى سوريا خلال السنوات الماضية، "تتقزم" أعداد قتلى أفغانستان، وفق الصحيفة التي أكدت أن أفغانستان، "هذه الدولة الضعيفة أظهرت فشلا أمريكيا كبيرا سواء من ناحية عسكرية أو سياسية، وهي التي يوجد بها نحو 100 ألف جندي أمريكي إلى جانب الجيش الأفغاني".
وأشارت إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عزمه زيادة قواته في أفغانستان بعد انسحاب معظمها عام 2014، في الوقت الذي "لا يقدم برنامجا سياسيا لحل مشكلة الحرب هناك، كما يتأكد أنه ليس لدى ترامب اقتراح معين".
القوة الزائدة
وأضاف: "حوالي 15 ألف جندي أمريكي يعملون في أفغانستان كمستشارين، وفي القريب سينضم إليهم نحو ألف جندي من القوات الخاصة، الذين قلص تدريبهم لنصف عام من أجل الوصول بسرعة لأفغانستان، وسينضم إليهم لاحقا 4 آلاف جندي آخر بالوظيفة التقليدية كـ"مستشارين موجهين".
أفغانستان الدولة الضعيفة أظهرت فشل أمريكي كبير من الناحية العسكرية والسياسية
ويتوقع من هؤلاء الجنود، أن "لا يقوموا بتوجيه فقط الجيش الأفغاني، بل أن يوفروا على ترامب الحاجة إلى إعادة "إستراتيجية الإغراق" إلى الحياة، التي تم تطبيقها في أفغانستان والعراق، والتي تعتمد القوة والقوة الزائدة لتصفية قواعد الإرهاب"، بحسب "هآرتس" التي استبعدت "نجاح تلك الإستراتيجية في أفغانستان، رغم نجاحها النسبي في العراق".
وذكرت أن "الجيش الأفغاني الذي استثمرت فيه الولايات المتحدة أكثر من 60 مليار دولار، يعد على الورق حوالي 2000 جندي في وحدات البر والجو"، منوهة أن "هذا جيش قبلي يستند لوحدات إقليمية ويستخدم "خدمات" المليشيات الخاصة التي تعمل بين الفينة والأخرى حسب مصالح محلية".
ولفتت الصحيفة، أن رئيس أفغانستان السابق، حامد كرزاي، منع الجيش من تنفيذ مداهمات ليلية والتي تسبب بعدد كبير من القتلى في صفوف المدنيين، لكن الرئيس الأفغاني الحالي أشرف أحمدزي، غير تلك الاستراتيجية وسمح للجيش بالعمل دون قيود، لكن العمليات الأخير تدل على أن "هذه الاستراتيجية أيضا لا يتوقع لها نجاح صارخ".
منافسة
وبينت أنه "في الظاهر يعمل ضد الجيش الأفغاني وقوات التحالف ثلاث قوى هي؛
طالبان وشبكة حقاني و"داعش" أفغانستان، لكن فعليا يصعب إيجاد فروقات إستراتيجية أو إيديولوجية بين طالبان وشبكة حقاني:؛ لأنهما يحصلان على الإلهام الإيديولوجي من نفس النبع الذي نهل منه أسامة بن لادن".
واشنطن استثمرت 60 مليار دولار في الجيش الأفغاني الذي يصل عدده 2000 جندي
وزعمت الصحيفة، أن "طالبان وشبكة حقاني حظيتا في السابق و ما زالت واحدة منها تحظى بالدعم السعودي"، موضحة أن حركة طالبان تسيطر اليوم على نحو 30 بالمئة من مساحة أفغانستان.
وذكرت أن "طالبان ونشطاء شبكة حقاني، يواصلون تلقي تمويل سخي من أرباب المالي في دول الخليج، وفي السنة الأخيرة جاءت تقارير حول علاقات نسجت بين طهران ومجموعة من رجال طالبان السنة، وهذه العلاقة من شأنها أن تمنع طالبان من مهاجمة أهداف
إيرانية، إضافة لصد هجمات داعش أفغانستان في إيران".
ورأت الصحيفة، أن هذه العلاقة بين طالبات وإيران، هي "ساحة عمل لمنافسة السعودية على التأثير في أفغانستان".
وبناء على هذا الخليط من القوات في أفغانستان، ونظرا لاعتماد الحكومة الأفغانية التام على المساعدات المالية الأمريكية، فإن "كل قرار سياسي أو عسكري في أفغانستان يوجد في يد ترامب".
والسؤال الكبير وفق "هآرتس"، "هل خطوات تكتيكية أو استراتيجية يمكنها اجتثاث أعداء الحكومة؟ وكم من الزمن سيواصل ترامب دعمه لأفغانستان التي تلتهم المزيد من الجنود الأمريكيين؟".