انتقدت صحف غربية مسار الانتخابات الرئاسية في مصر، وقالت إن ممارسات النظام وإقصاء أي مرشحين حقيقيين من المشاركة فيها حولها إلى "هزل مأساوي".
وأكدت العديد من الصحف أن قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي سيفوز بالانتخابات المقررة إجراؤها في شهر آذار/مارس المقبل بعد أن "اعتقل جميع منافسيه أو أجبرهم على الانسحاب من السباق الرئاسي".
"عودة للنهج القديم"
وتحت عنوان "انتخابات مصر تتبع النهج القديم"، نشرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية، تقريرا يوم الاثنين قالت فيه إن "كثيرا من المصريين باتوا متأكدين أن الأيام القديمة تعود من جديد"، مضيفة أن الانتخابات المقبلة تأخذ طابع الاستفتاءات على مرشح واحد والتي عرفها المصريون لعقود طويلة منذ ثورة تموز/ يوليو 1952.
وأوضحت أن السيسي "أسقط أي ادعاء بأن الانتخابات ستشهد تصويتا ديمقراطيا حقيقيا ولم يخجل من الاتهامات بعودة الاستبداد الذي كان من المفترض أن يختفي بعد ثورة 25 كانون الثاني/يناير الشعبية والتي أسقطت الديكتاتور حسني مبارك"، مشيرة إلى أن "مراقبين يتوقعون بأن تكون خطوة السيسي المقبلة هي تعديل الدستور لإلغاء تقييد مدة الرئاسة بفترتين فقط حتى يظل في الحكم مدى الحياة".
بدورها، علقت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، على المشهد الانتخابي، وقالت إن ترشح رئيس حزب الغد "موسى مصطفى موسى" في الدقائق الأخيرة "يعد خطوة رمزية للسيسي في انتخابات هزلية وزائفة".
"سباق فوضوي"
وفي متابعتها لذات الموضوع، سخرت صحيفة "جارديان" البريطانية من ترشح "موسى مصطفى موسى السياسي المغمور الموالي للسيسي قبل دقائق من غلق باب الترشح ليكون الوحيد المنافس لقائد الانقلاب في الانتخابات المقبلة".
وأضافت الصحيفة أن "الأيام الأخيرة شهدت سباقاً فوضوياً للبحث عن مرشح صوري حتى يتم وضع قشرة من الديمقراطية على تلك الانتخابات، إلى أن ظهر موسى فجأة ووفر له النظام خلال 11 ساعة فقط توقيعات من 26 نائبا برلمانيا و47 ألف توقيع من المواطنين على الرغم من عدم إعلان نيته الترشح حتى اليوم السابق لموعد النهائي للترشح".
ونقلت الصحيفة عن الباحثة مؤسسة "تشاتام هاوس" "جاين كينينمونت" قولها إن تكتيكات السيسي لإقصاء منافسيه على السلطة في مصر "تكشف أنه لم يعد يكترث بالممارسات الشكلية التي كانت الأنظمة الاستبدادية تحرص عليها عبر مشاركة انتخابية شكلية واختيار شعبي صوري".
"بعيدة عن الانتخابات الديمقراطية"
أما صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، فقالت إن "الجميع بمن فيهم مؤيدو السيسي أصبحوا يعرفون جيدا أن الانتخابات المقبلة ستكون بعيدة تماما عن الانتخابات الديمقراطية".
وأضافت الصحيفة، في مقال كتبته "لورا كينج" أن "أساليب السيسي في قمع منافسيه أصابت حتى مؤيدي النظام بالإحراج"، كما ألقت الضوء "على حملات القمع التي ينفذها النظام وأسفرت عن اعتقال أكثر من 60 ألف سجين سياسي".
"ليست سوى خدعة"
إلى ذلك، قالت صحيفة "بيزنس إنسايدر" الأمريكية إن الانتخابات المقبلة "ليست سوى خدعة"، مشددة على أن السباق الرئاسي "لن يكون نزيها أو حرا خاصة بعد اعتقال الجيش لأقوى منافسي السيسي وهو الفريق سامي عنان".
وأكدت أن الانتخابات المقبلة، "هي امتداد لصراع بين الأجهزة الأمنية على السلطة في البلاد ولا علاقة لها بآليات الديمقراطية المتعارف عليها"، لافتة إلى أن "وجود انقسام بين رجال الجيش والمخابرات الحربية من جانب والمخابرات العامة من جانب آخر، كان من مؤشراتها الإطاحة بمدير المخابرات العامة اللواء خالد فوزي قبل أيام من ترشح عنان".
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن انسحاب المرشح خالد علي واعتقال عنان "أكد للمصريين أنه لا يوجد أي أمل في المسار الديمقراطي دون تفكيك النظام الحالي وإدخال إصلاحات جذرية على الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة وإخضاع جميع المؤسسات للرقابة وجعل الجميع موقنا بأن الأجهزة الأمنية والعسكرية هي عدو الديمقراطية".
دويتشه فيله: لماذا الانتخابات في مصر ما دام الفائز معروفا؟
كيف نجح السيسي في إزاحة المنافسين عن طريقه؟
نيويورك تايمز: لماذا أصبح الثلاثاء يوم الإعدامات في مصر؟