هاجمت صحيفة إسرائيلية الاثنين، موقف الاتحاد الأوروبي الذي يحتض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بما يثبت أنه أصبح "العائق الأكبر" أمام عملية التسوية في الشرق الأوسط.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" في افتتاحيتها:
"بينما يزور نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الشرق الأوسط في إطار رحلة تستهدف
الدفع إلى الأمام مبادرة سلام أمريكية جديدة بين الدول العربية وإسرائيل، يسافر عباس
إلى بروكسل للقاء وزراء خارجية أوروبا".
ولفتت الصحيفة إلى أن "زيارة عباس إلى
بروكسل كانت مقررة قبل موعد زيارة بنس،
لكن هناك رمزية كبيرة تكمن في أن عباس يجد ملجأ من الإدارة الأمريكية في حضن الاتحاد
الأوروبي".
يتبنى محمود عباس سياسة الطائرات المعروفة لسلفه ياسر عرفات
وأضافت الصحيفة أنه "بدلا من مواجهة الواقع
واتخاذ قرارات جديدة، يتبنى عباس سياسة الطائرات المعروفة لسلفه ياسر عرفات"،
زاعمة أن "عرفات درج في التملص من القرارات الحاسمة من خلال الطيران إلى
مقاصد منحته إسنادا لمواقفه غير المساومة".
وتابعت الصحيفة: "عباس يهرب لموقع مريح آخر، حيث
يستمر النزاع مع إسرائيل برعاية وتشجيع الاتحاد الأوربي".
وأكدت أن "سكوت الاتحاد وعواصمه المركزية على
خطاب عباس، يشكل دليلا قاطعا على أن الاتحاد غير معني بحل النزاع العربي
الإسرائيلي"، بحسب تقديرها.
وشدد الصحيفة
الإسرائيلية على أن "عباس الذي يعتمد على نظريات المؤامرة المريضة، لا يمكنه
أن يكون شريكا لأي مسيرة سلام كانت".
متبرع بديل
وأما أوروبا وعبر تجربتها التاريخية، "كان يفترض
بها أن تفهم هذا وأن ترد على الخطاب المجنون لعباس، بإلغاء اللقاء معه، ولكن مثلما
يجد الاتحاد الأوروبي صعوبة في وقف ضخ المال للسلطة الفلسطينية، لم يعاقب عباس على
أقواله بل يحظى بالعناق"، وفق قول الصحيفة.
وفي رده على تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،
بقطع المساعدات عن الفلسطينيين لأنهم يرفضون المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي،
قال عباس أمام المجلس المركزي الفلسطيني برام الله منتصف الشهر الجاري، مخاطبا
ترامب: "يخرب بيتك امتى رفضنا المفاوضات(..)".
وأوضح عباس، الذي اتخذ موقفا من الوساطة الأمريكية في
عملية السلام، أنه لن يقبل إلا بلجنة دولية واسعة للوساطة في مفاوضات السلام مع
الاحتلال.
ونوهت الصحيفة إلى أن "واشنطن تعترف بالقدس
كعاصمة لإسرائيل، والاتحاد الأوروبي يعارض بصخب ولوكسمبورغ تقترح أن تعترف أوروبا
بدولة فلسطينية في حدود 1967"، مضيفة: "الولايات المتحدة توقف المساعدة
للأونروا، وبلجيكا تبعث بتبرع بديل".
اقرأ أيضا: مصدر: شرط فلسطيني لقبول وساطة أمريكية بعملية السلام
وتابعت: "عباس واع جدا، أنه لا يحتاج لأن يفعل
أي شيء كي يدفع المسيرة السلمية إلى الأمام، فأوروبا تقف خلفه دوما".
وأردفت الصحيفة قولها: "بدلا من أن يستخدم
الاتحاد الأوربي للأدوات الكثيرة التي في يده، من أجل إجبار الفلسطينيين على
الوصول لتسوية سياسية ما، يدلل الاتحاد الفلسطينيين بالامتيازات، ويفكر بتوقيع على
اتفاق شراكة معهم، كرد على السياسة المؤيدة لإسرائيل من إدارة ترامب".
وأكدت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن الاتحاد
بذلك "يثبت أنه عائق أكبر أمام السلام في الشرق الأوسط".
خبير إسرائيلي: التعاون الأمني مستمر وخطاب عباس "تنفيس منضبط"
وزير إسرائيلي سابق: القدس ستشغلنا كثيرا في المستقبل القريب
صحيفة إسرائيلية: واشنطن تبحث اليوم تقليص مساعدات السلطة