اعتبرت فصائل فلسطينية أن خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الجلسة الافتتاحية لاجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الذي عقد الأحد في رام الله "لم يأت بجديد".
وفي مواقف منفصلة، أكدت الفصائل الفلسطينية أن الخطاب "لم يرتق لمستوى التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية ومدينة القدس المحتلة".
من جهتها، أكدت حركة حماس أن خطاب عباس "لم يرتق بأي شكل من الأشكال لمستوى تحدي اللحظة التي تمر بها القضية الفلسطينية برمتها، ولا لمطالب شعبنا وقواه الحية، خاصة أنه يأتي بعد إعلان الرئيس الأمريكي القدس عاصمة للاحتلال".
"افتقد للخطوات الحقيقية"
وفي تصريح للناطق باسم الحركة حازم قاسم لـ"عربي21"، فإن الخطاب "لم يلامس الشعور الوطني الجمعي الغاضب من القرار الأمريكي المتقاطع مع توجهات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، ولم يلامس الروح الثورية التي تسري بين كافة مكونات الشعب الفلسطيني".
وأضاف قاسم: "الخطاب افتقد للخطوات الحقيقية المطلوبة وطنيا من كافة مكونات الشعب الفلسطيني، والتي ينادي بها الجميع، مثل سحب اعتراف منظمة التحرير بدولة الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني، وإعلان وقف المسار السياسي مع الاحتلال، وليس فقط تغيير الوسيط، ودعم الحراك والانتفاضة الشعبية بكل الوسائل".
واعتبر المتحدث باسم "حماس" أن الخطاب "غابت عنه النبرة الوحدوية، وبدلا من التركيز على القضايا الجوهرية، بدأ بمهاجمة حماس ورموزها الوطنية، وهو مؤشر واضح على رفض عباس للوصول لقواسم مشتركة مع كل القوى الوطنية الفلسطينية، ورفضه كذلك للوصول إلى برنامج موحد".
"لا تبشر بخير"
بدورها، أوضحت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على لسان عضو مكتبها رباح مهنا، أن خطاب عباس، "ركز على التاريخ، ولم يأت بجديد يتوازى ويتماشى مع خطورة المرحلة والتحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن عباس "أطال في السرد التاريخي كي لا يتطرق إلى القضايا الجوهرية، وهذا خطأ، والخطاب لا يستجيب أيضا لاحتياجات هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية".
ورأى مهنا أن "المقدمات التي سبقت انعقاد المجلس المركزي كانت لا تبشر بخير على نتائج اجتماع المجلس المركزي"، موضحا أن عباس "لم يتشاور مع القوى والفصائل الفلسطينية ولم يجلس كذلك مع الإطار القيادي".
اقرأ أيضا: مصدر فلسطيني يؤكد: ابن سلمان عرض أبو ديس بدلا من القدس
ووجه القيادي الفلسطيني "نصيحة لرئيس السلطة عباس" بالقول: "يا سيادة الرئيس أنت مخطئ، ويجب أن تتوقف عن هذا النهج الذي دام سنوات طويلة، وعليك أن تتجه نحو شعبك وتعزز الوحدة الوطنية وترفع الإجراءات عن قطاع غزة، ومن الضروري أن تسلك منهجا آخر غير منهج أوسلو الذي ثبت فشله جملة وتفصيلا".
مسؤولية كبرى
أما الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فأكدت على لسان عضو مكتبها السياسي، طلال أبو ظريفة، أن "الخطاب المطول له، كان يجب أن يكون أكثر تحديدا لجهة العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، أو لجهة تقييم مسيرة عملية التسوية، بما فيها الروافع الكفاحية للنضال الوطني الفلسطيني".
وتابع أبو ظريفة في تصريح لـ"عربي21": "لهذا لم يكن الخطاب يحمل توجها جادا، يرتقي لمستويات التحديات التي تجابه القضية الوطنية الفلسطينية، بما فيها المصالحة الفلسطينية".
وأوضح أن على المجلس المركزي والمشاركين في جلسة الاثنين، "مسؤولية كبرى، بأن لا تكون توجهات أبو مازن هي التي تحكم سقف القرارات التي سيتخذها المركزي"، مضيفا أنه "يجب أن تكون القرارات جادة، لجهة إنهاء كل العلاقة مع الاحتلال والتحلل من كل الالتزامات وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال، والتوجه للمؤسسات الدولية من أجل محاسبة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية".
ويرى القيادي الفلسطيني أن عباس "لا يريد اتخاذ قرارات تكبل حركته السياسية المستقبلية ومن هنا جاء الخطاب بهذه اللغة"، لافتا إلى أنه "كان عليه أن يكون أكثر تحديدا لكافة القضايا المتعلقة بالحقوق الوطنية وأدوات النضال، وقضية القدس واللاجئين".
اقرأ أيضا: هذه قرارات "المركزي الفلسطيني" قبل 3 أعوام (إنفوغرافيك)
وكان عباس، أعرب في كلمته الأحد عن رفضه لمشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعارف عليه إعلاميا باسم "صفقة القرن" لتسوية القضية الفلسطينية، وقال إن القدس "أزيحت عن الطاولة بتغريدة من الرئيس الأمريكي على تويتر".
وشدد الرئيس الفلسطيني على أن "القدس هي العاصمة الدينية والسياسية والجغرافية لفلسطين، ولن نقبل إلا بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية".
هذه قرارات "المركزي الفلسطيني" قبل 3 أعوام (إنفوغرافيك)
صحيفة تكشف أسماء المنظمات الدولية التي ستنضم إليها فلسطين
لماذا لا يستثمر "عباس" الضغط الأمريكي في تسريع المصالحة؟