سياسة عربية

ما دلالات تسريب نيويورك تايمز حول موقف السيسي من القدس؟

السيسي ـ فيسبوك

أثار ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية حول دور المخابرات المصرية في توجيه الرأي العام المصري حول قضية القدس وموقف النظام منها؛ التساؤلات حول حقيقة دور نظام السيسي في الأزمة وخداعه للمصريين.
 
مقال "نيويورك تايمز" الذي نشر، السبت، كشف عن تسريب مكالمات هاتفية بين ضابط مخابرات مصري والإعلاميين عزمي مجاهد، ومفيد فوزي، وسعيد حساسين، والفنانة يسرا، يدفعهم لتبني خطاب معادي لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، دون الهجوم علي تل أبيب، وفي الوقت نفسه يؤكد موافقة رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي على القرار الأمريكي وعلى عاصمة فلسطينية في (رام الله).

 

اقرأ أيضا: تسريب نيويورك تايمز: السيسي قبل برام الله عاصمة بدل القدس

مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير معصوم مرزوق، اعتبر أن التسريب "كاشف للسلطة التي تحكمنا"، مؤكدا أنها "ليست فضيحة فقط؛ بل جريمة متكاملة الأركان"، مضيفا عبر حسابه في "فيسبوك": "نريد تحقيقا شفافا؛ أو يظهر مكرم محمد أحمد (رئيس المجلس الأعلى للإعلام) كراماته بخصوص شرف المهنة التي أسرف باستخدامها دفاعا عن سعودية الجزيرتين المصريتين".

 

 


ويرى الناشط السياسي، أحمد محمود، أن موقف السيسي من قرار ترامب حول القدس لا يحتاج تسريب (نيويورك تايمز) ليكشف حقيقته وتآمره على القدس، والإسلام، ومصر، وكل ما هو إسلامي وعربي.

 

 


وأشار الكاتب الصحفي قطب العربي، لجانب آخر من دلالات التسريب، بقوله عبر فيسبوك: "موزع التسريبات عامل نقلة نوعية جديدة، منتقلا للإعلام الدولي بعد فضائيات (مكملين والشرق ووطن وموقع رصد)"، مضيفا "هكذا تتوالى فضائح النظام وكذبه على الشعب".


 
من جهتها اعتبرت صحيفة "معاريف" والقناة السابعة الإسرائيلية، التسريب؛ اعترافا مبدئيا من حكام القاهرة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
 
الرد المصري
وأصدرت الهيئة العامة للاستعلامات الحكومية، بيانا تنفي فيه صحة ما أورده الصحفي الأمريكي "ديفيد كيريك باتريك".
 
وقالت الهيئة، إن التقرير ذكر الصحفي مفيد فوزي، وهو لا يقدم برامج تليفزيونية، والإعلامي سعيد حساسين، الذي توقف عن تقديم برنامجه، والفنانة يسرا رغم أنها لا علاقة لها بالبرامج التليفزيونية، والإعلامي عزمي مجاهد، الذي نفى الواقعة، وقرر هو ويسرا اللجوء للقضاء.
 
يذكر أن موقع "ذا نيو أرب" الإنجليزي، قال إن عزمي مجاهد اعترف بوجود صلة له مع أشرف الخولي الضابط المذكور بالتقرير، وقال: "تربطنا صداقة، ونتواصل طوال الوقت".
 
الرد المصري، لم يقنع الكاتب عبد الله السناوي، وقال عبر "فيسبوك" إنه "لا يكفي ولابد من رد من رئاسة الجمهورية أو الخارجية علي أقل تقدير".
 
يؤكد المؤكد
وفي تعليقه، قال رئيس حزب الفضيلة محمود فتحي، إن تسريب الصحيفة الأمريكية "يؤكد الواقع المؤكد"، حول موقف نظام الانقلاب من قضية القدس وغيرها، مشيرا إلى أنه "هذه المرة فقط جاء التسريب من جهة غربية موثوقة إلى حد كبير بموثوقية الصحفي والجريدة".
 
و"نيويورك تايمز" أُسست عام 1851، وحصلت على 95 جائزة "بوليتزر"، لم تحصل على مثلها أية صحيفة بالعالم، وتحظى بتأثير وسط النخب الأمريكية ودوائر صنع القرار.
 
وفي رده حول من شككوا بصحة التسريبات، أكد فتحي لـ"عربي21"، أنه "بكل الأحوال من يتابع توحيد المصطلحات والموضوعات والتوجيه الكلي لبرامج الإعلاميين الموالين للانقلاب يعرف يقينا أنها جميعا تصدر عن جهة واحدة".
 
وقال فتحي، "للأسف الحالة الثورية ليست مؤهلة لاستثمار هذه التسريبات لمواجهة الانقلاب وتغيير قناعات مؤيديه"، معتبرا أن هذه إحدى الأزمات الكبرى، بجانب تراجع وقلة احترافية الإعلام المناهض للانقلاب، مضيفا: "لكن لا زال أمامنا فرصة للمراجعة والتغيير والتطوير".

نيويورك تايمز و30 يونيو
من جانبه، قال رئيس حزب الجيل، ناجي الشهابي، إن "الصحيفة كارهة لمصر (30 يونيو)، وتناصبها العداء، ودائما ما تنشر أخبارا وتحقيقات تسيء للنظام".
 
وأضاف لـ"عربي21"، إن "التسريبات لا تتفق مع سياسة مصر المعلنة عن وضع القدس التي طبقتها بتقديم مشروع قرار لمجلس الأمن يرفض أي تغيير بوضع القدس".
 
وأشار الشهابي لموقف مصر الرسمي، عبر مندوبها الدائم بالأمم المتحدة برفض قرار ترامب، موضحا أن "القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين من ثوابت السياسة الخارجية المصرية وتصل لمرتبة ثوابت الأمن القومي الذي التزمت جميع حكومات مصر".
 
ختم الجودة
وفي تحليل التسريب إعلاميا، قال الكاتب الصحفي عماد ناصف، "ليس معنى صدور التسريب عن صحيفة كبيرة أنه أخد ختم الجودة؛ فكم من صحف كبيرة تخطئ، وأنا شخصيا كشفت أخطاء كثيرة مهنية بصحف عالمية مثل (ديلي ميرور)، فيما يخص أخبار العرب".
 
المدرب الإعلامي، رصد لـ"عربي21"، أكثر من ملاحظة على التسريب، وأشار لعدم منطقية اختار 4 شخصيات لا وزن إعلامي يذكر لهم هذه الفترة، مضيفا أيضا أن "بطل التسريب لا يوجد أية إشارة لكونه شخص حقيقي، يمثل جهة رسمية أو ينتمي لجهاز من الأجهزة".
 
وأوضح ناصف، بقوله: "لا أجزم بصحة أو عدم صحة التسريب؛ لكن وبعيدا عن الجانب الأخلاقي، على الوسيلة الإعلامية التي تتعامل مع التسريب التأكد من صحته ولو بالحدود الدنيا"، مضيفا "وفي حالتنا التأكد من شخصية المتحدث، وإلا غدا أتصل بالراقصة فيفي عبده، وأحدثها بصفتي ضابط مخابرات وأحصل على إجابات مثيرة وأنشرها كونها تسريب".
 
وقال ناصف، إنه "لو ثبت أن التسريب غير حقيقي ستفقد ثقة جمهورك كوسيلة إعلامية وكمرسل للرسالة، وبالتالي لو تعاملت مع تسريب حقيقي مستقبلا يمكن التشكيك فيه بسهولة، بل إنه ينسحب على ما انفردت به مسبقا"، محذرا من أن شهوة السبق الصحفي يجب ألا تكون على حساب الدقة.