صحافة دولية

وزير بريطاني سابق يحذر من تواطؤ بلاده الخطير مع السعودية

الغارديان: اتهم ميتشل بلاده بأنها "متواطئة بشكل خطير" مع السعودية- أ ف ب

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحررها الدبلوماسي باتريك وينتور، يقول فيه إن وزير التنمية الدولية السابق في حكومة المحافظين البريطانية أندرو ميتشل، حذر من فشل ذريع للتواطؤ البريطاني في الحرب على اليمن.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ميتشل اتهم بلاده بريطانيا بأنها "متواطئة وبشكل خطير" مع السعودية في الحملة التي تشنها على اليمن، وقال إن الحرب "تقود إلى المجاعة والعقاب الجماعي للسكان كلهم". 

ويلفت وينتور إلى أن الوزير السابق أكد في تصريحات للصحيفة أن المشاركة البريطانية في النزاع "ستقود إلى فشل استراتيجي ذريع"، وحذر من كارثة إنسانية "لم نرها منذ عقود".

وتفيد الصحيفة بأنه في الوقت الذي يقوم فيه التحالف الذي تقوده السعودية بقصف اليمن بأسلحة، وبدعم أمريكي وبريطاني، فإن ميتشل الذي زار اليمن يقول إن السعودية انتهكت القانون الدولي، مشيرة إلى تأكيد الحكومة البريطانية أنها تقوم بالضغط على السعودية لرفع الحظر عن القيود، والتفاوض على إجراءات جديدة. 

وينوه التقرير إلى أن تدخل ميتشل جاء في الوقت الذي ناشدت فيه منظمات الإغاثة الدولية والتابعة للأمم المتحدة السعودية السماح بإيصال شحنتين من الأدوية والطعام العاجل وتوزيعها خارج ميناء الحديدة، محذرة من أن الحصار يهدد حياة عشرات الآلاف من المدنيين. 

وينقل الكاتب عن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن جيمي ماكغولدريك، قوله: "الوضع في اليمن خطير، وواحدة من الشحنات تحتوي على أدوية لعلاج الكوليرا، والأخرى فيها مواد غذائية عاجلة، بما في ذلك الحبوب والأرز". 

وتذكر الصحيفة أن السعودية شددت الحصار على اليمن بعد إطلاق الحوثيين صاروخا باليستيا على الرياض بداية الشهر الحالي، لافتة إلى أن الرياض لطالما زعمت أن ميناء الحديدة يستخدم لنقل الأسلحة إلى المتمردين الحوثيين. 

ويستدرك التقرير بان ماكغولدريك قال إنه لم ير أي أدلة على تهريب أسلحة، وأضاف: "لم تحصل أي حادثة تم من خلالها تهريب أسلحة على سفينة أو شحنة للمواد الإنسانية.. والأمر ذاته ينطبق على طائرات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة"، وحث السعوديين على رفع الحصار عن المواد الإنسانية فورا، قائلا: "نقول للسعوديين لو كنتم قلقين بشأن الشحنات التجارية، فإن الشحنات الإنسانية منفصلة، فلا تقوموا بحصار شامل على الموانئ". 

ويقول وينتور إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويترس بعث بموفدين للرياض؛ لحثها على رفع الحصار، لكن لم يحدث أي تقدم، مشيرا إلى أن السعودية رفعت الحظر عن الموانئ الخاضعة لحكومة اليمن بعد ضغوط شديدة، وأبقت الحصار على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بما فيها ميناء الحديدة الذي ينقل عبره 70% من المواد الإغاثية. 

وتورد الصحيفة تأكيد ماكغولدريك أن الأمم المتحدة لا تريد أن تقف مع طرف ضد آخر، قائلا: "نتفهم القلق السعودي بعد الصاروخ، لكن يجب موازنة هذا الأمر مع حجم الأزمة، وتهديد المجاعة، و17 مليون شخص يعتمدون على المساعدة الإنسانية، والحاجة للوقود من أجل ضخ المياه الصالحة للشرب لأربعة ملايين شخص".

 

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول ماكغولدريك إنه "مع إغلاق الموانئ فإن الحياة تصبح أكثر خطرا، ونحن قلقون من أن التقدم الذي حققناه في مجال مكافحة الكوليرا وتوفير الطعام تمت خسارته".