نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن الزيارة التي سيقوم بها، الثلاثاء، رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، إلى مصر للالتقاء برئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي.
ويبدو أن السيسي يأمل في أن يكون طرفا في صلب الأزمة اللبنانية الأخيرة، التي أحيت الصراع السعودي الإيراني.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، سيصل الثلاثاء إلى القاهرة بعد أن أصبح يتمتع بكامل الحرية على مستوى تنقلاته منذ زيارته لباريس.
ومن المنتظر أن يعود الحريري يوم غد، الأربعاء إلى بيروت لحسم موقفه بشأن استقالته التي كانت ذات وقع مفاجئ على الساحة السياسية اللبنانية، في حين باغتت كل الأطراف بما في ذلك مستشاريه.
وأكدت الصحيفة أن استقالة الحريري زعزعت لبنان خاصة بعد رواج أخبار تفيد أن الحريري محتجز في المملكة العربية السعودية، وأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يقف خلف قرار الاستقالة. وعلى خلفية ذلك، أصبح الحريري بطلا في عيون اللبنانيين على الرغم من أنه لم يكن في السابق يحظى بشعبية واسعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة رئيس الوزراء اللبناني إلى مصر جاءت بعد يومين من انعقاد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب قد انعقد بطلب من المملكة العربية السعودية للتباحث بشأن التدخلات الإيرانية في المنطقة. وعلى هامش هذا الاجتماع، أصدر وزراء الخارجية العرب بيانا يصنف حزب الله "منظمة إرهابية".
ونقلت الصحيفة على لسان الباحث لدى معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية "إيريس"، كريم بيطار، أن "الحريري توجه إلى القاهرة بغض النظر عن شعوره بالقلق إزاء مجريات الأحداث، وذلك بهدف التشاور مع عبد الفتاح السيسي، الموالي لمحمد بن سلمان".
وتابع بيطار أنه "على الرغم من أن مصر لا تتبنى التوجهات نفسها على غرار المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالعديد من المسائل، إلا أنها مجبرة على إظهار الولاء للقادة السعوديين. ويعزى ذلك إلى أن القاهرة توجد في تبعية مالية تجاه الرياض. على ضوء هذه المعطيات، قد يخضع السيسي في نهاية المطاف لإرادة محمد بن سلمان فيما يتعلق بعداء إيران وحزب الله".
وأوردت الصحيفة وجهة نظر رئيس تحرير جريدة الشروق المستقلة المصرية، عماد الدين حسين، الذي أكد أن "مصر أعلنت بشكل مباشر وصريح أنها لن تشارك في أي صراع مسلح بين دول الشرق الأوسط، كما ستبذل قصارى جهدها من أجل جمع بيروت والرياض حول طاولة الحوار".
وأفادت الصحيفة أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أدى يوم الاثنين الفارط زيارة إلى بيروت قصد تهدئة الأوضاع المتشنجة. وفي هذا الصدد، صرح أبو الغيط أن "الدول العربية تدرك جيدا حقيقة الوضع في لبنان. وفي الأثناء، ستعمل على الحيلولة دون انبثاق المزيد من الانشقاقات على الساحة السياسية اللبنانية".
وفي الختام، نقلت الصحيفة على لسان أستاذ العلوم السياسية لدى جامعة القاهرة، مصطفى كامل السيد، أن "القاهرة ستحاول تحقيق التوازن في المنطقة من أجل منع نشوب صراع جديد في لبنان. والجدير بالذكر أن العلاقات المصرية الإيرانية ليست جيدة كما يستحب أن تكون".
سياسي لبناني يكشف توقيت وصول الحريري للبنان
الجبير يذكر أسباب استقالة الحريري من رئاسة حكومة لبنان
السبهان معلقا على استقالة الحريري: لبنان لن يعود كما كان