أعلن رئيس الوزراء
الجزائري أحمد أويحيى، الأحد، مساندته للتلفزيون الحكومي، بعد شن حملة شعبية ضده، على خلفية نشره مشاهد وصفت بـ "الصادمة" تناولت حقبة الأزمة الأمنية التي عاشتها البلاد في عقد التسعينيات من القرن الماضي.
جاء ذلك خلال حديث أويحي للتلفزيون الحكومي، على هامش زيارة عمل إلى محافظة وهران غربي البلاد.
ومساء الجمعة بث
التلفزيون الحكومي الجزائري شريطا وثائقيا تحت عنوان "حتى لا ننسى"؛ تضمن مشاهد حية لمخلفات عمليات "إرهابية"، مثل مجازر وتفجيرات شهدتها البلاد خلال عقد التسعينيات، في أثناء أزمة أمنية بين النظام وتنظيمات تُسمي نفسها "جهادية".
وجاء بث هذه المشاهد لأول مرة، بمناسبة الذكرى الـ 12 لاستفتاء حول قانون المصالحة الوطنية في 29 أيلول/ سبتمبر 2005، الذي تضمن عفوا مشروطا عن المسلحين في الجبال، مقابل "ترك العمل المسلح"، وهو ما ساهم في انحسار دائرة العنف في البلاد.
وخلفت صور التلفزيون الحكومي جدلا واسعا داخل البلاد، حيث وصفها سياسيون معارضون ونشطاء بـ"الصادمة" و"المروعة"؛ كونها تظهر ضحايا ممزقة جثثهم، واتهموا السلطات بـ"تخويف الشعب وتخييره بين الإرهاب والنظام الحاكم".
وقال عبد الرزاق مقري، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في البلاد)، على صفحته في موقع "فيسبوك"، إن "الذين يكررون بث صور المأساة الوطنية يريدون ترعيب وترهيب المواطنين، ليسكتوا على الفشل، وليقبلوا غلاء المعيشة (..) والمستقبل المجهول".
من جهته أكد عبد العزيز بلعيد، مرشح الرئاسة السابق ورئيس حزب جبهة المستقبل، في مؤتمر صحفي، أن "بث تلك الصور عبر التلفزيون العمومي هو إرهاب عمومي ولا يخدم البلاد؛ لأن الجروح لا تزال مفتوحة".
ورد رئيس الوزراء أحمد أويحيى، الأحد، على هذه الانتقادات بالقول: "قرأت أن هناك الكثير انتقدنا (...) فالصور التي نشكر التلفزيون الوطني على بثها كانت للترحم على ضحايا الإرهاب، وكانت ذاكرة للجزائريين مهما كانت توجهاتهم السياسية؛ لأن هذه الأمانة التي تسمى الجزائر يجب أن تحفظ".