أثار مقطع فيديو نشره مكتب الإعلام الموالي للواء المتقاعد الليبي خليفة
حفتر غضب عدد من السياسيين ونشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في
تونس.
وكانت "شعبة الإعلام الحربي" الموالية لحفتر نشرت، مساء الخميس، مقطع فيديو على منصّة يوتيوب يصوّر مشاهد قالت إنها "قوة التدخل الخاص"، التي رافقت حفتر في زيارته الرسمية إلى تونس، الاثنين الفارط.
وأظهر المقطع حوالي 30 عنصرا يرتدون الزيّ الأمني ومدجّجين بالسلاح وهم يستعدّون للصعود إلى طائرة عسكرية ليلا إلى جانب عدد من السيّارات المدرعة الخاصة المجهزة بوسائل الاتصال الحديثة.
كما أظهر الفيديو لحظة وصول حفتر واستقباله بمطار تونس من قبل مدير الديوان الرئاسي سليم العزابي ثمّ بقصر قرطاج من قبل الرئيس الباجي قايد السبسي.
تعمّد إهانة تونس
واعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان النائب عماد الدايمي، الذي شغل خطّة مدير ديوان الرئيس السابق منصف المرزوقي، أنّ حفتر "تعمّد إهانة تونس واستفزاز مشاعر التونسيين".
وتابع بمنشور له في "فيسبوك" أنّ الإهانة تتمثل في "نشر مكتبه الإعلامي فيديو استعراضي يظهر فيه أنه جلب معه من ليببا (أو بالأحرى من الرقعة الصغيرة جدا التي يسيطر عليها شرق
ليبيا) وحدة حماية شخصيات من 30 نفرا بالزي الحربي".
وقال: "المرافقة الأمنية لكبار المسؤولين الأجانب تكون بعدد محدود وبلباس مدني وسلاح خفيف غير ظاهر.. وجلب معه سيارة رسمية تنقل بها إلى قصر قرطاج مع سيارة أمنية خاصة، والحال أن كل كبار ضيوف تونس، بمن فيهم الرؤساء والأمراء والملوك، يتنقلون في البلاد في سيارات المراسم التونسية بقيادة ضباط الأمن الرئاسي الأكفاء".
تشكيك مقصود
وانتقد الدايمي ما اعتبره "السلوك المشين جدا من حفتر على المستوى البروتوكولي والمهين جدا على المستوى الرمزي، ويحمل في طياته تشكيكا مقصودا في استقرار تونس واستصغارا لمؤسساتها وأمنها".
كما اعتبر فتح القاعة الرئاسية الشرفية لحفتر خطأ بروتوكوليا غير مبرر "لأنها مخصصة للرؤساء والملوك والأمراء ورؤساء الحكومات، في حين يمرّ الوزراء وبقية كبار الضيوف بالقاعة الوزارية المحاذية لمحافظة المطار. وصفته "قائد عام للقوات المسلحة الليبية" لا تخوّل له أكثر من المرور بالقاعة الوزارية"، وفق تعبيره.
وحمّل رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية مسؤولية ما حدث لأنّهما "قبلتا بهذا الاستفزاز المقصود ولم تقوما بالترتيبات البروتوكولية اللازمة مع الضيف قبل القدوم لتونس".
إنزال حربي
ووصف الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي بمنشور له في "فيسبوك" المشاهد التي نشرتها "شعبة الإعلام الحربي" الموالية لحفتر بأنّها "أقرب إلى الإنزال الحربي منه إلى المرافقة والحراسة".
وتساءل الشابي، الذي يشارك حزبه في حكومة يوسف الشاهد الثانية، ماذا أصاب الدولة التونسية اليوم؟
من جهته علّق أمين حزب "حراك تونس الإرادة" عدنان منصر بأنّ "مقطع الفيديو
الاستعراض العسكري الذي قام به حفتر في زيارته لقايد السبسي في الجناح الرئاسي بمطار قرطاج هو إنتاج إعلامي محترف يحمل عدة رسائل".
رسائل
وأضاف بمنشور له في "فيسبوك": "بدا لي الاستعراض إماراتيا مصريا بالدرجة الأولى. وهذه أولى الرسائل. أعلم أنه منذ زيارة الراحل صدام حسين لتونس لم يتجرأ أي ضيف رسمي على القدوم بمثل هذه القوات كمرافقة أثناء زيارة رسمية لبلادنا".
وقال: "هذه فضيحة حقيقية لرئاسة الجمهورية، وتجاوز للأعراف ليس له أي مبرر، وخرق لتقاليد الأمن الرئاسي، وهو ما لم يتم حتى بمناسبة زيارة هيلاري كلينتون لقصر قرطاج في 2013".
وعلّق عادل السميري في "فيسبوك": "أيّ قوة للتدخل؟ هذه الكذبة الكبرى عند العرب لا تساوي شيء عند الغرب نحن شعوب الاستهلاك".
ووصف الصحبي العثماني ما قام به حفتر بـ"بهرج فارغ كان يعمل فيه
القذافي هاو جاء الخليفة"، بينما قال علي ناصر :"فرحانين.. حفتر مسح بكرامة تونس الأرض".
وكتب عادل بشتوني "فلوس الإمارات"، بينما علّق حبيب السعيدي: "هيبة الدولة، هههه".
معاملة بالمثل
وفي سياق متصل نقل موقع صحيفة "الشروق" عن مصادر خاصة، الجمعة، أنّ العناصر الأمنية الليبية التي رافقت حفتر إلى تونس "تم الإبقاء عليها داخل المطار ولم تغادر أبوابه".
وتابعت الصحيفة أنّ "العناصر التي رافقته إلى قصر قرطاج تمّ نزع مخازن أسلحتهم من نوع كلاشنكوف".
وأضافت أن جلب الخليفة حفتر لهذا العدد من القوات جاء كمعاملة بالمثل بعد "مرافقة وحدات مسلحة من الأمن الرئاسي التونسي الوفد التونسي رفيع المستوى إلى ليبيا أواخر 2016".