قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد أن بلاده لا تزال خاضعة "لحصار جائر" فرضته دول مجاورة، مشيرا في ذات الوقت أن قطر "تدير حياتها حاليا بنجاح بفضل وجود معابر ليس لدول الحصار سيطرة عليها".
وفي كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الثلاثاء، قال الشيخ تميم إن "الدول المحاصرة لم تتراجع أو تعتذر عن الكذب رغم افتضاح أمر القرصنة"، في إشارة إلى نشر الأخبار المفبركة على موقع وكالة الأنباء القطرية بعد اختراقه.
"نرفض الإملاءات"
وأضاف أن "القرصنة تمت لأهداف سياسية مبيتة أعقبتها قائمة إملاءات سياسية تمس بالسيادة"، مضيفا أن "لقرصنة جددت طرح تساؤلات دولية حول الأمن الرقمي".
وأشار إلى أن الدول التي فرضت الحصار على قطر "تتدخل في الشؤون الداخلية للعديد من الدول"، و"لاحقت مواطنيها والمقيمين على أراضيها لمجرد التعاطف مع قطر"، واصفا ما فرضته دول الجوار بـ"الحصار غير المشروع الذي انتهك أبسط حقوق الإنسان في العمل والتعليم والتنقل".
وقال
أمير قطر متسائلا: زعزعة الاستقرار في دولة ذات سيادة، أليس هذا أحد تعريفات الإرهاب؟"، متابعا: "قطر كافحت الإرهاب ويشهد بذلك المجتمع الدولي بأسره وما زالت تحاربه وستظل".
وتابع: "رفضنا الانصياع للإملاءات بالضغط والحصار ولم يرض شعبنا بأقل من ذلك (..) ثمة دول تعتقد أن حيازتها للمال تؤهلها للضغط على دول أخرى وابتزازها"، مجددا الدعوة "لحوار غير مشروط وأثمّن وساطة أمير الكويت".
قضايا دولية
وتطرق أمير قطر في
خطابه إلى موقف بلاده من قضايا إقليمية ودولية، حيث جدد دعمه للمصالحة الفلسطينية مناشدا "الأشقاء الفلسطينيين لإتمام المصالحة وتوحيد المواقف"،كما اتهم الحكومة الإسرائيلية بأنها "لا تزال إسرائيل تقف حائلا أمام تحقيق السلام الدائم والعادل".
وفيما يتعلق بالأزمة السورية قال تميم بن حمد إن "المجتمع الدولي ما زال يقف عاجزا عن إيجاد حل للأزمة السورية، كما أن الجهود السياسية حيال سوريا لا تزال متعثرة بسبب تضارب المصالح الدولية".
ودعا المجتمع الدولي إلى "القيام بمسؤولياته القانونية والأخلاقية بشأن سوريا"، و"العمل الجاد من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يلبي تطلعات الشعب السوري ويحفظ وحدة سوريا وسيادتها".
كما دعا أمير قطر إلى "تكثيف الجهود ومساندة حكومة الوفاق في ليبيا"، مضيفا: "يمكن تحقيق التوافق الوطني الليبي الذي يحافظ على وحدة ليبيا وسيادتها"، مطالبا حكومة ميانمار "لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف العنف ضد الروهينغيا".
وعبّر الشيخ تميمم عن دعم جهود الحكومة العراقية "في العمل على تحقيق أمن واستقرار ووحدة العراق"، مؤكدا في ذات الوقت "على أهمية المحافظة على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره"، داعيا إلى "إنهاء حالة الاقتتال والحرب في اليمن وتبني الحوار والحل السياسي".
مكافحة الإرهاب
وتناول أمير قطر في كلمته الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب، وقال إن بلاده "ترفض التعامل بمعايير مزدوجة مع الإرهاب حسب هوية مرتكبيه أو ربطه بدين"، مؤكدا أن "مكافحة الإرهاب ستظل على رأس أولوياتنا وتؤكد ذلك المساهمة الفعالة لقطر".
ولفت إلى أن "وقف إنتاج الإرهاب والتطرف يتحقق بمعالجة جذوره الاجتماعية والسياسية"، مشيرا إلى أن "الساحة الدولية كأنها تخضع لنظام الغاب (..) لا يجوز أن يتراوح موقف الدول الكبرى بين احتلال الدول أو اتخذا موقف المتفرج".