ملفات وتقارير

مقارنة بدعم قسد: ما الدعم الذي قطعه ترامب عن السوري الحر؟

صواريخ تاو هو أقصى ما حصل عليه الجيش الحر
أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العمل بالبرنامج السري لتسليح فصائل من المعارضة السورية، البرنامج الذي بدأه سلفه، باراك أوباما، في العام 2013، ليسدل الستار، بحسب صحيفة واشنطن بوست، على ملف لطالما كان محط كثير من التساؤلات والتجاذبات، حول طبيعة الدعم وتأثيره على الصعيد العملياتي العسكري في سوريا.

وبشكل متواز، كثفت الولايات المتحدة من دعمها المقدم لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي انتقلت إلى المرتبة الثانية، كقوة عسكرية ذات أكبر نفوذ من بين الأطراف المتصارعة في سوريا، بعد النظام، حيث باتت قسد تسيطر على نحو ما يزيد عن 22 في المئة من الأراضي السورية (نحو 42 ألف كيلومتر مربع) من مجمل نحو 185 ألف كيلومتر مربع، حسبما ذكر المرصد السوري.

لا مجال للمقارنة

ويرى باحثون أنه "لا مجال للمقارنة" بين الدعم الأمركي الذي كان يقدم للمعارضة السورية، والدعم الذي قُدّم ولا زال يقدم لقوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات الحماية الكردية عمادها الرئيس.

اقرأ أيضا: ترامب يكشف أسباب إيقافه دعم المعارضة السورية
 
وفي هذا الصدد، لا يقلل محمد ياسين نجار، وهو وزير سابق في الحكومة السورية المؤقتة المنبثقة عن الائتلاف الوطني السوري، من خطورة قرار وقف الدعم الأمريكي عن الجيش الحر، لكنه في الآن ذاته يرى أنه كان "دعما متواضعا، ولا يقارن بالدعم المقدم لقسد".

وشارحا الفروقات، يقول نجار لـ"عربي21": "الولايات المتحدة دعمت قسد كقوة موحدة وبشكل مباشر، بينما دعمت الجيش الحر كفصائل وبشكل غير مباشر عبر غرفتي الموك والموم، وكذلك إلى جانب ذلك أمنت الغطاء السياسي لقسد، ولم تؤمنه للجيش الحر".

اقرأ أيضا: ترامب يوقف برنامجا للمخابرات لتسليح معارضين سوريين

 ويضيف أن الأهم من كل ذلك، أن واشنطن قدمت لقسد السلاح الثقيل، من مدرعات وعربات مصفحة، إلى جانب الإسناد الجوي والبري، بينما أمدت الجيش الحر فقط بالسلاح المتوسط، كالصواريخ المضادة للدروع، والسلاح الخفيف، وغيّبت التغطية الجوية عن المعارك التي خاضتها الفصائل ضد النظام وتنظيم الدولة.

دعم شكلي

وعلى المنوال ذاته، اعتبر الباحث مهند الكاطع، أن الولايات المتحدة "لم تقدم الدعم الحقيقي للمعارضة السورية"، مشددا على أنه "لا يكفي أن تقول الولايات المتحدة أنها تدعم المعارضة؛ لأن ما قدمته لا يسمى دعما بالمعيار العسكري".

وأشار في حديث لـ"عربي21"؛ إلى أن الولايات المتحدة كانت تعارض حتى تسليم الأسلحة النوعية للمعارضة؛ من الدول الداعمة للثورة والعضوة في غرف التنسيق العسكري، أي الموك والموم.

وقال الكاطع: "لاحظنا في كثير من الأحيان أن الولايات المتحدة منعت عن المعارضة الصواريخ الحرارية المضادة للدروع؛ في وقت كانت هي أحوج ما تكون إليها، مثل المعارك التي دارت في جنوب حلب، وفي درعا جنوب البلاد".

ويأتي كل هذا في وقت ترسل فيه الولايات المتحدة العربات المدرعة والشاحنات المحملة بالذخيرة من شمال العراق، لقوات سوريا الديمقراطية، كما يقول الكاطع، مضيفا: "وصل الأمر بالأمريكي إلى فرض حظر على الطيران السوري والروسي على المناطق التي تسيطر عليها قسد في الحسكة وفي أجزاء من الرقة، بينما تركت مناطق سيطرة المعارضة مستباحة لمقاتلات النظام والمقاتلات الروسية"، وفق قوله.

المعارضة تتحمل جزء

لكن هذا لا يعني أن المعارضة بشقيها السياسي والعسكري، لا تتحمل مسؤولية كبيرة؛ لأنها "لم تجد التعامل مع المآلات، ولم تتوحد فيما بينها، لتصل إلى تبنّي استراتيجية قادرة على التأثير في مثيلتها الأمريكية"، وفق نجار.

ويختتم نجار حديثه لـ"عربي21"؛ قائلا: "لم تكن هناك رغبة أمريكية منذ قيام الثورة السورية، بتوحيد المعارضة، بل على العكس كان هناك فيتو أمريكي على أكثر من عملية توحد فيما بين الفصائل، وكذلك لم يضغط أصدقاء الشعب السوري بقوة في هذا الاتجاه، كما تم الدفع في حالة قسد"، كما قال.

اقرأ أيضا: ماذا وراء قرار ترامب وقف برنامج دعم المعارضة السورية وتأثيره؟