نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن موقف
إيران من أزمة
حصار قطر.
وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته "
عربي21"، إن طهران والدوحة على استعداد لمناقشة "آلية أمنية إقليمية" مع السعودية.
ومنذ اندلاع الأزمة بين الدوحة وثلاث دول خليجية مجاورة، أرسلت طهران أربع شحنات من المساعدات الإنسانية إلى قطر، التي تخضع لحصار بري وجوي.
وعلى هذا الأساس، يبدو جليا أن الدوحة تولي أهمية بالغة للدعم الذي تقدمه إيران لها، كما أنها راضية بالصلة التي تميز علاقتها بإيران. ووفقا لتحليل الخبراء، فإن جميع الدول في
الخليج العربي لديها ما تخسره باستثناء إيران.
وأفادت الصحيفة أن وزير الخارجية الإيراني، جواد الظريف، قد اقترح يوم الثلاثاء، إنشاء "آلية دائمة للتشاور وحل النزاعات في المنطقة". وهذا المقترح يحيل في حد ذاته إلى "اتفاق هلسنكي" وإلى الاتفاقات الموقعة سنة 1975 خلال الحرب الباردة، وهو ما ساهم في الحد من التوتر بين الكتل الغربية والشيوعية آنذاك.
ولفت وزير الخارجية القطري، محمد عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده ترفض "أي إملاءات خارجية" إلا أنها على استعداد للتباحث مع جيرانها حول قضايا "الأمن الإقليمية". ولكن مسألة إنشاء هذه الآلية تعد من المفارقات التي رفضتها السعودية والإمارات، والتي من خلالها رفضت تدخل طهران في شؤون دول الخليج، في ظل حديث عن تقارب إيراني قطري.
وأوردت الصحيفة أن هناك نحو 400 ألف مواطن إيراني يعيشون في الإمارات، مما يعني أن أبو ظبي هي شريك لإيران أكثر أهمية من الدوحة. وبعد مرور مدة على فرض الحصار على قطر من قبل جيرانها الخليجيين، لا تبدو هناك أي بوادر في الأفق تشير إلى إمكانية حل الأزمة، ناهيك عن أن الوساطة الكويتية في الوقت الراهن لم يكن لها دور فاعل أو أي تأثير يذكر على مجريات الأحداث، كما تقول الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن قطر ليست على استعداد للتنازل، لذلك لن تتخلى عن نهجها التحريري المتبع في قناة الجزيرة الفضائية، ولا عن دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، ولن توقف التمويل الموجه لبعض الجماعات المتهمة بانتمائها للتنظيمات الإرهابية. في المقابل، يبدو أن السعودية تبدي استعدادا لتقديم بعض التنازلات، حيث عرضت الرياض على الدوحة تقديم الأغذية والأدوية.
وذكرت الصحيفة أن الخليجيين لم يقدموا للدوحة قائمة واضحة بمطالبهم، حتى يتم تسهيل عميلة التفاوض من خلال الوساطة الكويتية والدعم الفرنسي والتركي. ووفقا لبعض المصادر في الخليج، فإن السعودية والإمارات العربية المتحدة تستعد لتقديم قائمة من الطلبات للدوحة لرفع الحصار بالاستعانة ببعض الأطراف الوسيطة. وفي هذا الصدد، يقول جيمس دورسي، وهو متخصص في شؤون دول الخليج في سنغافورة: "إن الرياض وأبو ظبي قد فشلتا في بناء تحالف ضد قطر".
وأفادت الصحيفة أنه، في خضم الأزمة الخليجية، واصلت الولايات المتحدة الأمريكية إرسال إشارات متضاربة وازدواجية. فبينما اتهم ترامب قطر بتمويل التطرف الإسلامي والمنظمات الإرهابية، صادقت الولايات المتحدة على اتفاق مع الدوحة بقيمة 12 مليار دولار لتقديم 35 طائرة مقاتلة طراز "آف-15".
وأضافت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يحاول جمع كل أطراف الأزمة للتفاوض. ومن المقرر أن يصل ولي العهد الإماراتي، الأمير محمد بن زايد، إلى باريس خلال الأسبوع المقبل، تزامنا مع زيارة الأمير القطري لباريس في 6 تموز/ يوليو. وهذا يشير إلى أن الأميرين قد يلتقيان في قصر الإليزيه. ولكن ذلك من شأنه أن يفسد سمعة الوساطة الكويتية.