نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا لمراسلته كيمبرلي دوزير، ينقل فيه عن السفير
القطري الجديد في واشنطن مشعل بن حمد آل ثاني، قوله إن دولته تشعر بالدهشة، وأضاف: "لم يقل لنا أحد إنه يجب عليكم فعل هذا أو ذاك".
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن السفير، قوله في تصريحات له: "للأسف رؤية هذه التغريدات"، في إشارة إلى تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، التي أكد فيها أن الخطوات التي اتخذتها السعودية ضد دولة قطر بعزلها "ربما ستكون بداية النهاية لرعب الإرهاب".
وتشير الكاتبة إلى أن تغريدات الرئيس تأتي رغم كيله المديح للأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الرياض، حيث اعتبر قطر "حليفا استراتيجيا مهما"، ولم يقدم شكاوى، حيث قال السفير: "شاركنا في قمة الرياض، وكان لقاء جيدا مع الرئيس والملك سلمان، ولم يتم فتح أي موضوع".
ويلفت الموقع إلى أن الخزانة الأمريكية أصدرت تقريرا أثنت فيه على جهود القطريين، وعملهم على الحد من تمويل الإرهاب، حيث قال السفير: "لدينا علاقة قريبة وتنسيق مع الولايات المتحدة، ويعرفون جهودنا في مكافحة تمويل الإرهاب".
وينقل التقرير عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نوريت، قولها للصحافيين يوم الثلاثاء، إن قطر حققت تقدما في وقف تمويل الجماعات الإرهابية، مستدركة بأن "عليها عمل المزيد"، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، التي فوجئت بتغريدات ترامب، على لسان المتحدث باسمها الكابتن جيف ديفز، إن "قطر تستضيف القاعدة العسكرية، وتقوم بعمل عظيم في مواجهة تنظيم الدولة".
وأضاف ديفز أن إجراءات عزل قطر لا تؤثر على طبيعة عمل قاعدة العديد، التي يعمل فيها 11 ألفا من قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، وفيها أيضا الخط الساخن، الذي يتم من خلاله التنسيق مع الروس حول تحليق الطيران في الأجواء السورية.
وتذكر دوزير أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس بوب كروكر، علم عن تغريدات ترامب من التقارير الصحافية، واكتفى فقط بهز رأسه.
ويورد الموقع نقلا عن السفير، قوله إن كل شيء بدأ بالتغير عندما تم اختراق وكالة الأنباء القطرية في 23 أيار/ مايو، حيث نشرت تصريحات كاذبة للأمير تميم مدح فيها
إيران، مستدركا بأنه رغم التحقيقات الجارية، التي يشارك فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي"، إلا أن وسائل الإعلام في الدول الجارة ظلت تردد الأخبار المكذوبة.
ويفيد التقرير بأن شبكة "سي أن أن" قالت يوم الثلاثاء إن محققي "أف بي آي" يعتقدون أن الروس هم من يقف وراء اختراق وكالة الأنباء القطرية، لافتا إلى أن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أخبر "سي أن أن" أن "أف بي آي" أكدت أن الأخبار مزيفة، وأن ما تم ادعاؤه هو "اتهامات تستند إلى تضليل معلوماتي، ونعتقد أن الأزمة كلها قامت على عملية تضليل".
وتشير الكاتبة إلى أن مركز الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن نظم في اليوم ذاته مؤتمرا حول قطر، ودعمها المزعوم للإخوان المسلمين، وتحدث فيه وزير الدفاع السابق روبرت غيتس، حيث قال إن قطر لا يمكنها التحرك ضد الإرهاب إلا إذا تم دفعها دفعا، وأضاف غيتس: "لن يلاحقوا أحدا إلا إذا طلب منهم ذلك، ولن يفعلوها من أنفسهم"، منوهة إلى أنه كان من بين الحضور أحد رموز اليمين المتطرف ومستشار ترامب لشؤون الإرهاب سبيستيان غوركا.
ويورد الموقع أن الباحث روبرت شانزير لخص ما تم تداوله في المؤتمر، بقوله إن "قطر حليف (شكلي) لأمريكا، لكنها تدعم الجماعات الإرهابية بشكل منتظم، وتعمل على تبييضها".
وبحسب التقرير، فإن السفير القطري دافع عن سجل بلده، وعلاقتها بكل من إيران وحركة
حماس وحزب الله، كجزء من الوساطات التي تقوم بها في المنطقة، وقال: "أحد أهم أعمدة السياسة الخارجية القطرية هي الوساطات"، وأضاف: "تعمل قطر بين الأطراف المتنازعة من أجل إحلال الاستقرار في المنطقة"، مشيرا إلى أن قطر عملت على التوسط مع حركة طالبان، محققة نجاحات قليلة، مع أن الوساطة القطرية أدت إلى إطلاق سراح الرهينة الأمريكي بو بيرغدال.
وتلفت دوزير إلى أن قطر توسطت بين الأطراف اللبنانية وحزب الله، حيث قال السفير: "من أجل أن تكون وسيطا ناجحا في المفاوضات يجب أن تتحدث مع كل طرف، وهذا لا يعني أنه يجب أن نتفق مع الظرف السياسي والأيديولوجي، وكان هدفنا تحقيق الاستقرار في لبنان"، وأضاف: "لكننا اليوم نختلف معهم بسبب دورهم في سوريا، ولهذا لا نقول إن لدينا خط اتصال معهم".
ويبين الموقع أن هذا هو السبب الذي يجعل قطر تقيم علاقات مع حركة حماس، حيث قال السفير: "أهدافنا لم تكن قائمة على أي موقف سياسي أو أيديولوجي، لكن من أجل دفع العملية السلمية"، وأضاف: "لقد طلبت منا إدارة أوباما التعامل مع حركة حماس في سياق العملية السلمية، وهذا لا يعني أننا على الخط السياسي والأيديولوجي ذاته".
وقال السفير: "من أجل تحقيق السلام يجب أن تكون هناك مصالحة بين الفلسطينيين، وكانت حركة حماس أحد الأطراف"، وأضاف: "لا نمول حركة حماس، بل نعمل ضمن جهود إعادة إعمار غزة، وبناء بيوت ومستشفيات، بالتنسيق مع الفلسطينيين وإسرائيل".
وينوه التقرير إلى أن السفير أعلن عن موقف بلاده من الإخوان المسلمين، نافيا اتهامات الحكومة الحالية في مصر لقطر، وقال إن قطر تدعم الشعب المصري وليس الرئيس المعزول محمد مرسي، وقال: "عندما طلب منا مرسي شحن خمس سفن غاز، وأطيح به، قمنا بتسليمها للسيسي، ولو أردنا التأثير عليه لما قمنا بشحنها"، وأكد قائلا: "قلنا مرارا إننا لا نتشارك معهم في المواقف الأيديولوجية".
وقال السفير عن إيران، إن بلاده خفضت مستوى التمثيل الدبلوماسي مع طهران، بناء على موقف مجلس التعاون الخليجي، بعد الاعتداء على السفارة السعودية هناك، وأضاف: "نفهم أنهم (الإيرانيين) قوة تزعزع الاستقرار، فهم في العراق وسوريا واليمن والبحرين، ونوافق على هذا كله".
وتبين الكاتبة أن السفير القطري أكد أن بلاده لم تحصل على تبرير للإجراءات المعلنة، ولم تكن هناك مطالب، "وهذا ما يدعو للحيرة"، وعبر عن قلقه من أن دولا تريد السيطرة على سياسة بلاده الخارجية.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن السفير القطري قال عن الولايات المتحدة، إنها "تحاول فهم الوضع وتقييمه، ونقدر الدور الذي تؤديه لتخفيف حدة الأزمة".