كتاب عربي 21

هل يكون القوميون العرب على مستوى التحديات التي تواجههم؟

1300x600
تنعقد يومي الجمعة والسبت في 12 و 13 أيار/مايو  الجاري في فندق البريستول في بيروت  الدورة الثامنة والعشرين للمؤتمر القومي العربي ، بحضور 200 عضوا من الأقطار العربية كافة بينهم شخصيات سياسية وإعلامية ونقابية وثقافية واجتماعية ينتمون إلى أجيال مختلفة وإلى بيئات فكرية وسياسية متعددة، تلتقي حول المشروع النهضوي العربي وعناصره الست: الوحدة العربية، الديمقراطية، الاستقلال الوطني والقومي، التنمية المستقلة، العدالة الاجتماعية، التجدد الحضاري.

ويواجه القوميون العرب تحديات جديدة، بعد مرور 28 عاما على  تأسيس المؤتمر القومي العربي وبعد التطورات التي شهدها العالم العربي خلال السنوات الست الاخيرة بعد الثورات الشعبية والعواصف التي تواجهها بعض الدول العربية. 

ورغم ان مسألة الديمقراطية والعلاقة الايجابية بين التيارين القومي والاسلامي كانتا من اهم الاسس التي قام عليها المؤتمر القومي العربي، فان ما شهدته بعض الدول العربية وسكوت القوميين على ضرب الديمقراطية في هذه الدول ، ادى الى انعكاسات سلبية على صعيد العلاقة بين القوميين والاسلاميين ، كما ترك علامات استفهام عديدة حول مدى قدرة القوميين على مواجهة التحديات المختلفة ولا سيما التوفيق بين خيار رفض التدخلات الخارجية وبين التغطية على الانظمة الاستبدادية ورفض الظلم والطغيان، وبالمقابل فان القوميين يضعون بعض الملاحظات على اداء عدد من الحركات الاسلامية بعد ان حققت هذه الحركات نجاحات معينة ووصلت الى الحكم في دول عربية.

وقد شهدت المؤتمرات القومية العربية في السنوات الست الاخيرة الكثير من المناقشات والسجالات حول كيفية التعاطي مع مختلف التحديات ومدى قدرة القوميين على مواكبة المتغيرات ، وكذلك بشأن الموقف مما يجري في الدول العربية التي تشهد صراعات سياسية وعسكرية حادة، واعتبر بعض المنتقدين للقوميين العرب ان هؤلاء اصبحوا جزءا من محور معين وانهم لم يعودوا يمثلون خيارات الشعوب العربية.

وبالمقابل فان عددا من ابرز قادة التيار القومي العربي يردون على الملاحظات والانتقادات التي توجه لهم ويؤكدون على الحرص على العلاقة مع التيارات الاسلامية ورفضهم لكل اشكال الاستبداد والظلم ودفاعهم عن الخيار الديمقراطي وانحيازهم لمصالح الامة العربية والدفاع عن المقاومة والقضية الفلسطينية.

واما الاشكالية الاكبر التي يواجهها القوميون اليوم فتتعلق بمقدار قدرتهم على التأثير في الاحداث وحفاظهم على حضورهم الشعبي وعدم تحولهم لمجرد مجموعة من النخب والقيادات التاريخية التي لا تلتقي الا في الفنادق والقاعات المغلقة.

وبالمقابل يحاول القوميون التأكيد على حضورهم في الساحات الشعبية من خلال المبادرات المختلفة وبان الخيار العروبي لا يزال هو الخيار الافضل لمواجهة الاصطفافات المذهبية والطائفية.

وفي ظل كل هذه الظروف ينعقد المؤتمر القومي العربي الثامن والعشرون في بيروت ويتضمن البرنامج الأولي للمؤتمر بالإضافة إلى جلسة الافتتاح عرضا لتقرير (حال الأمّة) من إعداد مركز دراسات الوحدة العربية، ويتلوه المدير العام بالوكالة للمركز د. يوسف الصواني، فالتقرير السياسي الذي يقدمه الأمين العام للمؤتمر د. زياد حافظ.

وفي جلسات المناقشة العامة ستخصص جلسة لدعم ومساندة أسرى معركة الأمعاء الخاوية في سجون الاحتلال الصهيوني، بالإضافة إلى مناقشة عامة للأوضاع العربية. 

بعد ذلك يبدأ عرض أوراق العمل حول عناصر المشروع الحضاري العربي، فيقدم د. محمد السعيد إدريس (مصر) ورقة حول الوحدة العربية، أ. الطيب أحمد صدقي الدجاني (فلسطين) عن الاستقلال الوطني والقومي، أ. أحمد كامل البحيري (مصر) عن الديمقراطية، المناضل إبراهيم شريف السيد (البحرين) عن العدالة الاجتماعية، أ. محمد أحمد البشير (الأردن) عن التنمية المستقلة، د. المصطفى المعتصم (المغرب) أمين عام حزب البديل عن التجدد الحضاري. 

القضية الخاصة التي سيناقشها المؤتمر هي "الطائفية: مخاطرها، تداعياتها وسبل مواجهتها"، يعد ورقتها الوزير اللبناني السابق أ. بشارة مرهج. 

كما سيناقش المؤتمر أوضاعه الإدارية والمالية في ضوء ما يواجهه من ظروف مالية صعبة وضرورات التقييم والتطوير لهيكليته التنظيمية.

فهل سينجح القوميون العرب في اعادة تفعيل حضورهم السياسي والشعبي والرد على التحديات التي تواجههم اليوم؟ ام سينضم هذا المؤتمر الى غيره من المؤتمرات التي تعقد في القاعات المغلقة والفنادق الفخمة دون اي مردود فعلي في ساحات الصراع العربية؟