كتاب عربي 21

الانتخابات الرئاسية الايرانية المقبلة: معركة مفتوحة على كل الاحتمالات

1300x600
بعد ان حسم الشعب التركي معركة التصويت على التعديلات الدستورية بشكل ايجابي ، تتجه الانظار في الايام المقبلة الى بلدين اوروبي واسلامي (فرنسا وايران) اللذان يشهدان انتخابات رئاسية، وقد تكون لنتائجها انعكاسات مهمة على اتجاهات السياسات الدولية والاقليمية نحو العديد من القضايا العربية والاسلامية.

وفي هذا المقال سنحاول التركيز على المشهد الايراني نظرا لاهمية ما يجري في هذا البلد ولان الانتخابات الرئاسية فيه تعطي المراقب اشارات الى منحى السياسات الايرانية في المرحلة المقبلة.

وقد اعلن رئيس لجنة الانتخابات بوزارة الداخلية الايرانية "علي اصغر احمدي" ان عدد الاشخاص الذين تقدموا بترشيحاتهم لانتخابات رئاسة الجمهورية بلغ 1636 حتى يوم السبت الماضي ، وان كانت مصادر اخرى في مجلس الخبراء الايراني اشارت الى ان عدد المرشحين بلغ 1660 مرشحا. 

وقال احمدي في مؤتمر صحفي يوم السبت الماضي انه حتى تاريخ 15 نيسان (ابريل) فان  1636 شخصا سجلوا ترشيحاتهم لانتخابات الدورة الثانية عشرة لرئاسة الجمهورية من بينهم 1499 رجلا و137 امرأة.

واوضح احمدي: ان اصغر المرشحين سنا يبلغ 18 عاما واكبرهم سنا 92 عاما، وان 226 شخصا كانوا من فئة عمرية تبلغ اقل من 30 عاما سجلوا اسماءهم في قائمة المرشحين ، وان 430 مرشحا كانوا حاصلين على شهادة البكالوريوس فما فوق.

ويذكر ان انتخابات الدورة الثانية عشرة للانتخابات الرئاسية الايرانية ستجري يوم 19 مايو / ايار القادم، بين المرشحين الذين يؤيد مجلس صيانة الدستور اهليتهم لخوض الانتخابات، وهذا المجلس هو الذي يختار المرشحين المؤهلين لخوض الانتخابات في الدورة الاولى، وقد لا يتعدى عدد المقبولين عدد اصابع اليد، ويحتاج المرشح في الدورة الاولى لنيل النصف + واحد من عدد اصوات المنتخبين للفوز في الانتخابات ، واذا لم يحصل اي من المرشحين لهذه النسبة يخوض الدورة الثانية المرشحان اللذان نالا اعلى الاصوات.

ومن ابرز الشخصيات التي قدمت ترشحيها رسميا الى انتخابات رئاسة الجمهورية: الرئيس الحالي "حسن روحاني ، وسادن الروضة الرضوية المقدسة آية الله "سيد ابراهيم رئيسي" ، والرئيس الايراني السابق "محمود احمدي نجاد" ومساعده السابق "حميد رضا بقائي"، ووزير النفط السابق "محمد غرضي"، ووزير الثقافة والارشاد السابق في حكومة الشيخ الراحل هاشمي رفسنجاني "مصطفى ميرسليم" عن حزب المؤتلفة الاسلامي ، و"محمد هاشمي" شقيق الرئيس الراحل رفسنجاني، وعمدة طهران "محمد باقر قاليباف" بالاضافة الى النائب الاول للرئيس الايراني اسحاق جهانغيري.

وسيتم في تاريخ 26 و27 ابريل اعلان وزارة الداخلية عن نتائج أسماء المرشحين المقبولين، ومن ثم تبدأ الدعاية الانتخابية من تاريخ 28 ابريل حتى 17 مايو/ايار، على ان يتم وقف الدعاية الانتخابية في تاريخ 18 مايو /ايار وبدء الاقتراع في تاريخ 19 مايو/ايار القادم.

وكان قادة التيار المحافظ في ايران قد شكلوا جبهة موحدة لخوض الانتخابات في مواجهة الرئيس الايراني الحالي الدكتور حسن روحاني وسموا تلك الجبهة: الجبهة الشعبية لقوى الثورة، لكن ابراهيم رئيسي (والذي يوصف بانه من الشخصيات المقربة من مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي ) اعلن ترشيح نفسه بدون التنسيق مع اركان هذه الجبهة او باسمها، وهذا الترشيح سيؤدي لوجود ارباك في جبهة المحافظين الذين سيواجهون المرشح الاصلاحي الاقوى وهو الرئيس الحالي حسن روحاني.

وتقول مصادر مطلعة على الاوضاع الايرانية: ان المعركة الرئاسية ستحتدم بين رئيسي وروحاني كونهما المرشحين الاقويين في التيارين المحافظ والاصلاحي، دون ان يمنع ذلك من وجود منافسين اخرين وخصوصا في جبهة المحافظين.

واما بالنسبة للترشيح المفاجيء للرئيس السابق محمود احمدي نجاد فقد جاء في سياق دعم احدى الشخصيات المقربة منه وهو حميد رضا بقائي بعد كان نجاد قد اعلن عدم ترشحه استجابة لطلب المرشد خامنئي. 

وتشير المصادر المطلعة: ان الانتخابات المقبلة ستكون بين خياري الاستمرار بالانفتاح على الخارج والذي يمثله الرئيس روحاني وبين دعاة مواجهة الضغوط الاميركية والعمل لتعزيز الجبهة الداخلية والذي يمثله المحافظون وعلى رأسهم رئيسي.

وبانتظار ان يحسم مجلس صيانة الدستور اسماء المرشحين للدورة الاولى في اواخر الشهر الحالي كي تتضح طبيعة المعركة المقبلة، فان ايران ستكون محور الاهتمام والمتابعة من قبل كل المراقبين كي نستطيع تحديد افق التطورات المقبلة في هذه المعركة المفتوحة على كل الاحتمالات.