سياسة عربية

هكذا هاجم بابا الفاتيكان "الفرعنة" قبل تركه مصر (شاهد)

أجرى بابا الفاتيكان فرانسيس زيارة لمصر ودعاها لاحترام غير مشروط لحقوق الإنسان- أ ف ب
قبل أن يختتم بابا الفاتيكان، فرانسيس الثاني، زيارته إلى مصر، السبت الماضي، ألقى كلمة في الكلية الإكليريكية (مكان تخريج الكهنة) في حي المعادي جنوبي القاهرة، حذَّر فيها من خطر عدد من إغواءات النفس، منها النميمة والإغواء والتكبر والحسد ومقارنة الذات مع الآخرين، وأخيرا: "إغواء الفرعنة".

وعندما وصل إلى هذه النقطة، وبينما كان ينصح الحاضرين بألا يتسموا بصفات "الفرعنة"، تدارك البابا الموقف سريعا، وابتسم، ثم قال: "نحن في مصر"، كأنه يقول بلغة جسده (ماذا عساي أن أفعل؟)، وسط ضحكات الحضور.

اقرأ أيضا: البابا بزيارة لمصر.. ويدعو السيسي لاحترام غير مشروط للحقوق

غير أن البابا عاد بشكل غير مباشر لبيان ما يقصده، بتحذيره من أن يتسم الشخص بالفرعنة، وهو ألا يتحجر قلبه، فقال: "عندما يتحجر قلبنا تجاه الإله، وتجاه إخوتنا، حيث نشعر بأننا أعلى وأفضل من الآخرين، وأن يكون لدينا زعم بأنه يحق لنا أن نطلب من الآخرين خدمتنا.. بدلا من خدمتهم"، مضيفا أن هذا إغواء عام منذ بداية الخليقة.



وفي العظة نفسها، طالب البابا الجميع بمقاومة الإغواءات كافة، قائلا: "الإغواءات تم وصفها من قبل الرهبان الأوائل في مصر.. إغواء أن تتركوا أنفسكم للقيادة، ولا تقودون".

وأضاف: "ثانيا: إغواء الشكوى الدائمة؛ إذ إنه من السهل أن نتهم الآخرين دائما بدعوى نقص الظروف الاجتماعية، وقلة الإمكانات"، داعيا إلى تحويل العقبات إلى فرص، ومؤكدا أن الذي يشكو دائما من الحقيقة هو في الواقع لا يريد أن يعمل، وفق وصفه. 

وتابع: "ثالثا: إغواء النميمة والحسد"، محذرا من أن "الحسد يُعد سرطانا يدمر أي جسد في وقت صغير".

وقال: "وهناك إغواء المقارنة مع الآخرين"، مشيرا إلى أن "كل شخص منا مختلف، وعندما نقارن أنفسنا مع الآخرين نقع فريسة للحقد، وننتهي إلى الشلل".

وقال البابا إنه يجب علينا أن نعامل الجميع بالحنان والإحسان، مثلما يعامل الأب أولاده.



من جهته، تجاهل الإعلام المصري تسليط الأضواء على الواقعة، التي كانت القناة الأولى للتلفزيون المصري تنقلها مباشرة على الهواء، وذلك لما قد يكون لها من دلالات وإسقاطات سياسية.

ذلك في وقت لقي فيه البابا حفاوة كبيرة من الحضور، من كهنة وقسس وممثلي الكنائس المصرية بمختلف طوائفها، وطلاب الكلية الإكليريكية وأساتذتها، بحي المعادي، حيث استقبلوه استقبالا حافلا، وذلك بإطلاق الزغاريد والتصفيق، وتسابقوا في مد أيديهم؛ كي يصافحوه ويقبلوا يده، ومن بينهم سيدة عجوز.



وكان الإعلام المصري سلط أضواءه بشكل كثيف على القداس (الصلاة) التي ترأسها البابا، صباح اليوم نفسه، أول أمس السبت، في استاد الدفاع الجوي، الخاضع للقوات المسلحة المصرية، بحضور أكثر من 25 ألف مسيحي مصري، ضمن برنامج زيارته الرسمية الأولى إلى مصر، التي تُعد أول زيارة لبابا روما منذ عام 2000، بعد زيارة البابا يوحنا بولس الثاني.

وخلال زيارته إلى مصر، التي استغرقت يومين، التقى البابا فرنسيس، في يومها الأول، الجمعة، برئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، حيث أجريت مراسم استقبال رسمية للبابا، بعد الوصول من مطار القاهرة.

وقام بعدها بزيارة مشيخة الأزهر، حيث التقى بشيخ الأزهر، وألقى كلمة بمؤتمر الأزهر العالمي للسلام، وأعقبها بحضور مؤتمر مشترك مع السيسي بفندق "الماسة"، الذي تمتلكه المخابرات المصرية.

وأخيرا، التقى ببابا الكنيسة الأرثوذكسية، تواضروس الثاني، وزار معه الكنيسة "البطرسية"، التي استهدفها تفجير غامض قبل أسابيع، ضمن مجمع كنائس الكاتدرائية المرقسية، حيث وقع معه اتفاقا يستهدف دعم التقارب بين الكنيستين، ويتعلق بالمعمودية.