سياسة عربية

واقع الأسيرات الفلسطينيات في يوم المرأة العالمي

لازالت 56 أسيرة فلسطينية يقبعن في سجون الاحتلال بينهنّ 12 قاصرا- أرشيفية
لازالت 56 أسيرة فلسطينية يقبعن في سجون الاحتلال بينهنّ 12 قاصرا- أرشيفية
حل الثامن من آذار/مارس ثقيلا على المرأة الفلسطينية متخما بالألم والمعاناة، مليئا في الوقت ذاته بكل معاني التضحية والفداء، فبينما احتفلت نساء العالم في يومهن، تواصل قوات الاحتلال استهداف المرأة الفلسطينية، وتعتقل عشرات الأسيرات في ظروف سيئة للغاية تنتهك فيها أبسط حقوق الإنسان.
 
وعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى اعتقال النساء الفلسطينيات منذ عام 1948، حيث زجت في السجون ما يزيد عن 15000 فلسطينية، منهن 850 أسيرة خلال انتفاضة الأقصى.

ولازالت 56 أسيرة يقبعن في سجون الاحتلال، بينهن 12 أسيرة قاصرا، أقدمهن الأسيرة لينا الجربوني المعتقلة منذ العام 2002، علاوة على أسيرتين قيد الاعتقال الإداري.

ويعامل الاحتلال الإسرائيلي الأسيرات الفلسطينيات بشتى أنواع العقوبات، ومن أبرزها العزل لفترات طويلة، أو فصل بعضهن عن أبنائهن الصغار، ومنهن من أنجبن بالاعتقال، مما تسبب لهن بحالة نفسية صعبة.

اعتداءات وحشية

وقالت النائبة نجاة أبو بكر: "إن الاحتلال يمارس بحق الأسيرات أقسى وأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والإهمال الطبي، حيث يتعرضن بين الحين والآخر إلى اعتداءات وحشية، سواء بالإيذاء اللفظي الخادش للحياء، أو الاعتداء الجسدي من قبل إدارة سجن "هشارون" الإسرائيلي المخصص لهن".

وعددت أبو بكر وهي أسيرة سابقة لـ"عربي21" جملة من الاعتداءات على الأسيرات مثل اقتحام غرفهن ليلا، والحرمان من الزيارة أو إرسال الرسائل لذويهن، والحرمان من العلاج خاصة الأسيرات الجريحات وكذلك الحرمان من التعليم.

وتتعرض الأسيرات في كثير من الأحيان للمضايقات من السجينات الجنائيات، حيث تتعمد إدارة السجن دمج الأسيرات الفلسطينيات مع الأسيرات الجنائيات بهدف معاقبتهن وإذلالهن.

وأضافت النائبة: "تصاحب عمليات الاعتقال والتحقيق ضربا مبرحا وإهانة وشبحا وتعذيبا، كما تحرم الأسيرات من أبسط المتطلبات الإنسانية والأغطية والملابس في الشتاء، بالإضافة لبعض مستلزمات النساء كالفوط الصحية وغيرها".

ولفتت إلى أن الأسيرات المرتبطات بأسرى يحرمن من زيارة أزواجهن، كما تحرم إدارة السجن الطفل من أمه عندما يبلغ سن العامين، ما يتسبب بأزمة نفسية حادة لدى الأسيرات الأمهات.

من جهتها اعتبرت الباحثة الحقوقية أماني السنوار أن المؤسسات المعنية بحقوق المرأة تمارس دورا باهتا لحماية الأسيرات الفلسطينيات، في ظل التعنت الإسرائيلي، وضربه بعرض الحائط لكل القوانين الدولية التي تضمن حقوق الأسيرات.

ولفتت السنوار في حديث لـ"عربي21" إلى أن حقوق الأسيرات لا يمكن انتزاعها إلا عبر إضراب داخل السجون، يلزم الاحتلال على تحسين ظروف الاعتقال، خاصة في ظل وجود أسيرات قاصرات وأخريات يمارس عليهن الاعتقال الإداري دون تهم محددة.

الإهمال الطبي

وعن التقصير من قبل مؤسسات المرأة تجاه الأسيرات قالت: "بعض المؤسسات العاملة في مجال المرأة لا تلامس المتطلبات الضرورية والملحة للمرأة ومنهن الأسيرات لارتباطها بأجندات الداعمين الدوليين الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي على المرأة".

وتشكل منهجية إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية في اعتماد أسلوب الإهمال الطبي المتعمد عاملا إضافيا وعبئا ثقيلا على الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية، حيث تشارك عيادة السجن الإدارة في تعذيب الأسيرات وتهمل أوضاع المريضات.

أما الطعام المقدم للأسيرات فيفتقر إلى العناصر الأساسية التي يحتاج لها الجسم، عوضا عن صغر كميته، ورداءة نوعيته. 
التعليقات (0)