أجمع إعلاميون وسياسيون فلسطينيون على ضرورة إيلاء التكتل الفلسطيني الكبير في الشتات دورا وأهمية فاعلة في صنع القرار الفلسطيني الذي يعيش اليوم حالة تفرد غير مسبوقة.
وقال إعلاميون وسياسيون وكتاب ونشطاء من الشتات الفلسطيني إن تحريك الجسم الفلسطيني الكبير في الخارج بات أمرا ملحا وضروريا في ظل ما آلت إليه أوضاع القضية الفلسطينية.
وقال الإعلامي الفلسطيني والمدير السابق للأخبار بقناة الجزيرة أحمد الشيخ إن باستطاعة الشتات الفلسطيني صنع الكثير للقضية الفلسطينية حال توافرت الإرادة والنية الصادقة.
ولفت الشيخ في لقاء مع "
عربي21" على هامش انطلاق أعمال
المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج باسطنبول السبت، أن المأمول من المؤتمر أن يعيد التوازن والرشد للقضية الفلسطينية التي تراجعت بحضورها على المستوى العربي والدولي، وحتى في الذهنية الشعبية الفلسطينية إلى حد ما.
وقال: "نحن نريد أن يعيد المؤتمر للقضية توازنها ورشدها، ويؤكد ويشدد على ثوابتنا في كامل التراب الفلسطيني بالعودة إليه غير منقوص، وإقامة دولتنا وتجسيد هويتنا وهذا أقل القليل".
وشدد على وجوب رفض ما نجم عن اتفاقيات أوسلو "الواجب إسقاطها مهما كلف الثمن، بوصفها أضرت بنا أيما ضرر، وكانت كارثة بكل المقاييس"، مضيفا أن المؤتمر ينطلق اليوم وهو يمثل كافة الأطياف، من اليساري والعلماني والمتدين، وكثيرين آخرين.
اقرا أيضا : لماذا تهاجم منظمة التحرير مؤتمر فلسطينيي الشتات قبل عقده؟
وعن رسالته للمؤتمرين والحاضرين قال الشيخ: "علينا أن نصر على إيجاد كيان يمثل فلسطينيي الخارج ليكون ذراعا أخرى لقضيتنا، فكما أنشأ اليهود الوكالة اليهودية عام 1924 وساهمت إلى حد بعيد وما زالت إلى اليوم بتثبيت الكيان الإسرائيلي، فعلينا أن تكون هذه فرصة بإقامة بؤرة عاملة وفاعلة لأهل فلسطينيي الخارج لنحرر وطننا".
بدورها قالت الإعلامية الفلسطينية وصانعة الأفلام الوثائقية المشاركة بالمؤتمر روان الضامن إن الفلسطينيين في الخارج لعبوا دورا كبيرا منذ عام 1936، فهم ونشاطهم وتأثيرهم ليسوا طارئين على القضية منذ عشرات السنين.
ولفتت الضامن لـ"
عربي21" أن ما حصل خلال العشرين عاما الماضية كان جمودا في حركة المؤسسات الفلسطينية في الخارج عن السابق، مع دخول 100 ألف فلسطيني من الخارج إلى داخل الضفة الغربية، ما فتح سؤالا عن وضوح الرؤية حيال حراك من تبقى بالخارج.
وأكدت الضامن أن انطلاق المؤتمر باعماله وحضوره وشخصياته سيشكل انطلاقة جديدة ونشطة لتنسيق إطار جامع للعمل الفلسطيني في الخارج.
وحول تساؤل هل المؤتمر يمثل بديلا لهياكل أخرى؟ قالت: "أنا من الموقعين على البيان الداعي للحضور إلى هذا المؤتمر وقلنا مرارا إننا لسنا بديلا لأحد بل إضافة للعمل في المشهد الفلسطيني".
ولفتت إلى أن هناك 7 ملايين فلسطيني في الخارج، والحضور اليوم هو 4 آلاف شخص، فهم جزء من هذا المجتمع، ومن حضر اليوم إلى المؤتمر جاء من أكثر من 50 دولة، ولدينا شخصيات وازنة وفاعلة وجمهور متعطش ليكون له دور".
وزادت بالقول: "هم أناس عاديون نساء وأطفال وشباب وطلاب جامعات، ويستعدون للتطوع لفلسطين ولا نعرف كيف نساعد فلسطين ولا نعرف كيف نخدم القضية الفلسطينية، ما عرفناه اليوم أن لدينا طاقات، لكنها لا تجد الإطار المفعل لها في بلادها".
وعن رسالتها للمؤتمرين قالت الضامن:" رسالتي للمؤتمرين هو أن العمل لأجل فلسطين فرض عين وليس فرض كفاية".