قال مراقبون إن جميع الخيارات باتت مفتوحة أمام قائد الانقلاب في مصر عبدالفتاح
السيسي للمحافظة على نظام حكمه، بعد تسريب أنباء عن لقاء سري جمعه برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو.
وكان نتنياهو قد أقر بأنه عقد لقاء سريا قبل نحو عام في مدينة العقبة الأردنية، مع كل من السيسي والعاهل الأردني عبدالله الثاني، ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، بحسب تسريبات نشرتها الأحد صحيفة "هآرتس" العبرية.
وأصدرت رئاسة الانقلاب، الأحد، بيانا لم تنف فيه ما ورد في تقرير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، بشأن لقاء السيسي بنتنياهو في الأردن، ولكنه لم يشر بشكل مباشر إلى حضور السيسي اللقاء من عدمه.
وجدد وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، دعوته أمام المؤتمر الأمني الدولي بميونخ، الأحد، لتشكيل تحالف دولي يضم العرب و"إسرائيل"، قائلا إن "
إيران هدفها تقويض السعودية". ودعا إلى حوار مع الدول العربية السنية لهزيمة ما سماها العناصر "المتطرفة" في المنطقة.
السيسي والحرب بالوكالة
ولم يستبعد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى المصري السابق، رضا فهمي، أن يدخل السيسي في أي تحالف يضم "إسرائيل".
وقال لـ"
عربي21" إن "السيسي قد يدخل في ائتلاف أمريكي إسرائيلي عربي لمواجهة ما يطلق عليه بين قوسين محور الممانعة، وعلى رأسه إيران"، مضيفا أن "الولايات المتحدة قد تستخدم العرب بالدخول في حرب بالوكالة ضد إيران".
وتوقع أن "تكون المواجهة قريبة، ولكنها ليست على الأبواب؛ لمنع إيران من تطوير سلاحها النووي، وهو ما سيخل بتوازنات القوى في المنطقة لصالح بقاء إسرائيل القوة الأقوى، وينهك أكثر اقتصادات الخليج المنهكة بالأصل"، محذرا في الوقت نفسه من "توريط الجيش المصري في حرب لا تصب إلا في صالح الكيان الصهيوني".
وشبّه فهمي خريطة "التحالف المقبل" بما حدث إبان "حرب الخليج الثانية ضد العراق"، مؤكدا أن السيسي سينظر للأمر "من زاوية ضيقة، باعتبار المشاركة فيه مغنما ماديا، من خلال حصوله على مكافأة مالية أشبه بما حصل عليه مبارك من خلال إسقاط ديون، وجدولة أخرى".
العرب.. أوراق أمريكية
بدوره؛ أعرب رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في مركز أمية، نبيل العتوم، عن اعتقاده بوجود تحول دولي جديد تجاه الموضوع الإيراني مع قدوم إدارة ترامب للبيت الأبيض.
وقال لـ"
عربي21": "أعتقد أن ذلك يندرج في إطار التصعيد بين الطرفين، ويؤكد نية إدارة ترامب الرد بقوة على السياسات الإيرانية، ومحاولة ثني طهران عن مشاريعها التوسعية في المنطقة".
ورأى أنه "وفق هذه المتغيرات؛ فقد بات هناك تقاطع بين الرؤية الإقليمية والدولية، يتمثل بالتحول الأمريكي لتشكيل تحالف لمواجهة النفوذ الإيراني"، مرجحا أن "هناك تسوية قد تمت برعاية وضغط أمريكي؛ تقوم على مقايضة فكرة حل الدولتين في ما يتعلق بالصراع العربي-الإسرائيلي؛ لجهة مواجهة إيران" .
وأضاف العتوم أن "سيناريوهات المواجهة مع إيران ستبدأ من خلال مداخل الأزمات الإقليمية، وربما سيكون الاختبار مع إيران من خلال بوابة الأزمة اليمنية ثم السورية تباعا"، مؤكدا أن "الفرصة مواتية أكثر من أي وقت مضى لبناء التحالف العربي-الأمريكي-الصهيوني؛ وفق المتغيرات التي أشرنا إليها آنفا".
التقارب المصري الإسرائيلي
من جهته؛ أكد عضو لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى المصري السابق، محمد جابر، أن هناك تقاربا غبر مسبوق بين مصر و"إسرائيل" في عهد السيسي.
وقال لـ"
عربي21" إن "تقارب السيسي مع تل أبيب أمر مفروغ منه، فهي الداعم الأساس لمجيئه إلى السلطة، واستمراره فيها".
وحول أسباب اللقاء الذي جمع السيسي بنتنياهو؛ استبعد جابر أن يكون "اللقاء السري مخصصا لتشكيل حلف جديد؛ لأن الحلف الروسي لا يتحرك بشكل مضاد للسياسة الأمريكية"، مرجحا أن يكون اللقاء متعلقا بالقضية الفلسطينية، وتحديدا مستقبل الفلسطينيين في قطاع غزة".
وفي ما يتعلق بالقوة العربية المشتركة التي دعا إلى تشكيلها السيسي في آذار/ مارس 2015؛ قال جابر إنها "لم تزد عن كونها حالة كلامية لم ير لها أي أثر واقعي على الأرض، فهي اسم كبير، ومضمون فارغ".
التعلق بأبواب إدارة ترامب
أما الخبير في الشأن الإيراني، محمود شعبان؛ فذهب إلى القول بأن "تل أبيب هي بوابة السيسي الذي يبحث عن شرعية ينفذ منها للعالم، ولهذا جاء لقاء السيسي بنتنياهو في العقبة بشكل سري، دون تنسيق مع حلفاء الداخل، وربما الخليج أيضا".
وأضاف لـ"
عربي21": "في ظل الجفاء بين نظام السيسي وإدارة أوباما السابقة؛ كان لا بد أن يجد الأول طريقا إلى التزلف لإدارة ترامب. ووفقا لمعلومات خاصة؛ فإن تل أبيب ضغطت على ترامب للتعجيل بزيارة السيسي إلى البيت الأبيض".
وفي ما يتعلق بتشكيل حلف أمريكي-إسرائيلي-عربي، تشارك فيه مصر ضد إيران؛ أكد أن "نظام السيسي لا يعنيه البتة تهديد إيران للخليج؛ بقدر ما يعنيه استخدام ورقة إيران لابتزاز الخليج، في الوقت الذي يتواصل فيه سرا مع طهران للحصول على نفط العراق".