حذر باحث أمريكي مختص في شؤون جماعة
الإخوان المسلمين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من محاولة تصنيف الجماعة كمنظمة
إرهابية في الوقت الذي يؤكد فيه أن الجماعة "إرهابية" بالفعل.
ويعتقد إريك
تراجر أن جماعة «الإخوان المسلمين» تحض على نشر إيديولوجيا عنيفة وإقصائية.
ويضيف في مقال له نشره معهد واشنطن للدراسات أن مواقع الجماعة الإلكترونية وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تعجّ بنظريات التآمر المعادية للمسيحيين وللسامية. وزعم أن شبكات تابعة لها في اسطنبول هددت الرعايا الأجانب في مصر. كما تبنّى قادتها ومنصاتها الرئيسية العنف والاستشهاد صراحة. أما شعارها - الذي يختتم بـ "الجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا"- فيترك القليل من الشك بشأن المدى الذي قد يصل إليه أعضاؤها خلال سعيهم لتحقيق هدف «الجماعة» الأسمى، المتمثل بتأسيس سلسلة من الثيوقراطية الإسلامية [قائمة على السلطة الدينية]، وعلى المدى الطويل "دولة إسلامية عالمية". على حد وصفه.
ومع ذلك، فإن تراجر يؤكد أنه من الصعوبة بمكان الإثبات على أرض الواقع أن الجماعة تمارس أعمالا إرهابية بشكل منظم.
ويشكك تراجر في أن أنشطة جماعة الإخوان تُلبي المعيار القانوني للاشتراك في "أعمال عنف مدبّرة وذات دوافع سياسية تُرتكب ضد أهداف غير قتالية، تنفذها جماعات إقليمية أو وكلاء سريون".
وفي الوقت ذاته يعتقد تراجر أنه على الرغم من أن "مكتب الإرشاد العالمي"، الذي يرأسه اسميا المرشد العام المصري المسجون حاليا، يتولى مراقبة أنشطة مختلف منظمات الجماعة ويساعد على تنسيق المراسلات بينها، إلا أنه لا يدير أنشطتها، ويُعزى السبب جزئيا إلى أن الانقسامات التكتيكية بين مختلف فروع الجماعة تجعل هذا الأمر شبه مستحيل.
وعليه، فإن تحذير تراجر من المضي قدما بتصنيف الجماعة منظمة إرهابية، يكمن في خشيته من فشل هذا المسعى، حيث يعتقد أن الفشل سيصب في صالح جماعة الإخوان، ويقول: إذا حاولت إدارة ترامب وفشلت في تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية أجنبية، فقد يكون لذلك نتائج عكسية؛ فمن المرجح أن تعتبر منظمات الإخوان هذا الفشل نصرا وتستخدم تصنيفا فاشلا دليلا على الادعاء - بشكل خاطئ - أنها غير عنيفة" على حد زعمه. ويضيف: " ونظرا إلى المناخ السياسي المستقطب في واشنطن، فإن تصنيفا فاشلا لجماعة الإخوان، قد يجعل كلمتها مسموعة أكثر في بعض الأوساط السياسية ودوائر صنع السياسات في نهاية المطاف". ويختم: "لذا على الإدارة الأمريكية الحذر من اتخاذ خطوات مبالغ فيها، فهي قد تُضفي الشرعية على الإخوان بطرق لا تقصدها وبطرق بالكاد تستحقها منظمات الجماعة".
ويوصي تراجر إدارة ترامب بدلا من السعي لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية، المضي في محاصرة الجماعة التي تلقت ضربات قاسية بعد الانقلاب عليها في مصر، فالجماعة كما يرى تراجر باتت منهكة ومقسمة ومهشمة. ويضيف تراجر: "ومن هذا المنطلق، تبدو معظم منظمات الإخوان في الموقع الذي تريده إدارة ترامب بالفعل، مهمشة وأكثر قدرة على نشر الكراهية من العمل على أساسها. وهناك الكثير الذي يمكن أن تقوم به الإدارة الأمريكية لإبقاء جماعة الإخوان محاصرة، على غرار تعزيز تعاونها مع شركائها في الشرق الأوسط الذين يعارضون الجماعة، ويتحدثون علنا عن إيديولوجية الإخوان القائمة على الكراهية والعنف".