سياسة دولية

كاتب بريطاني: تهديدات ترامب لإيران أنباء جيدة لتنظيم الدولة

يرى الكاتب أن المواجهة قد تكون خلال سنة أو سنتين- أرشيفية
يرى الكاتب أن المواجهة قد تكون خلال سنة أو سنتين- أرشيفية
قال كاتب بريطاني إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحاول استلهام تجارب تاريخية لقادة من بريطانيا وأمريكا من خلال التعامل مع إيران.

وأشار المختص بشؤون الدفاع "باتريك كوكبيرن"، في مقال له في صحيفة "الإنديبندنت" البريطانية، وقامت "عربي21" بترجمته، إن ترامب يفضل قراءة كتب التاريخ على الواقع الذي يعيشه اليوم، ولكن الكاتب حذر في الوقت ذاته من أن أي خطأ في التدخل العسكري في الشرق الأوسط ستكون نتائجه كارثية ولا عودة عنها.

ويوضح "كوكبيرن" أن تجنب هذا القدر ليس سهلا، فالقادة الأمريكيون والبريطانيون الستة الذين تدخلوا سابقا في الشرق الأوسط، فشلوا فشلا ذريعا، رغم أنه كانت لديهم أفضلية وخبرة للتعامل مع الشرق الأوسط أكثر من الخبرة التي يتمتع بها ترامب.

القادة الفاشلون

وذكر الكاتب القادة البريطانيين الذين فشلوا في الحروب في الشرق الأوسط مثل "تشيرشيل" الذي كان مستشارا للحكومة عام 1915، وأخطأ في حساب قوة الأتراك ما أدى لتدمير أسطولهم البحري، و"لويد جورج" الذي دمر حكومته عام 1922 بعد تهديده بإشعال الحرب مع تركيا، والثالث "أنتوني إيدن" الذي شن الحرب على مصر في قناة السويس عام 1956، فيما تلطخت سمعة "توني بلير" بالحرب على العراق.

وأشار "كوبيرن" إلى أن القادة الأمريكيين الثلاثة هم "جيمي كارتر" خلال الأزمة مع الثورة الإيرانية والسيطرة على سفارة أمريكا عام 1979، و"رونالد ريغان" الذي خسر 241 جنديا من المارينز في لبنان عام 1983، و"جورج دبليو بوش" بسبب غزوه العراق وتعزيزه لتنظيم القاعدة.

وأوضح الكاتب أن الرئيس السابق باراك أوباما الذي وصفه بالقارئ للتاريخ أيضا، عرف احتياجات أمريكا لتجنب الانزلاق في أفغانستان والعراق وسوريا، وبتجنب الكوارث التي لن يعرفها أحد ومن النادر الفوز بها، وحصيلتها السياسية لا شيء يذكر.

ولكن ميراث أوباما المتروك اليوم كما وصفه المختص بشؤون الدفاع، هو هروبه من التدخل في الحرب الأهلية في سوريا، أمام إيران التي تقود شيعة العالم.

اقرأ أيضا:
 ميدل إيست آي: هل تشن أمريكا حربا على إيران؟

تلفيقات سابقة

وذكر الكاتب أيضا بعض المفارقات فيما حصل بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، حيث قامت إدارة بوش بإعطاء السعوديين حرية الدخول لأمريكا، على الرغم من ضلوع كثير منهم في الهجمات، ورغم ذلك تحدى البيت الأبيض الرأي العام، وقاموا بشن حملة إعلامية ضد صدام حسين في العراق.

وأشار الكاتب إلى ظهور وثائق أمريكية تحدثت بأن السعودية ودول خليج قامت بتمويل الكثير من الحركات المجموعات الإسلامية المسلحة في سوريا منذ عام 2011.

ووفقا للكاتب، فإن المفارقة كانت من خلال وعود ترامب المتكررة في حملته الانتخابية بأنه سيقوم بتدمير تنظيم الدولة في الشرق الأوسط بشكل خاص، ولكنه بدلا من ذلك، فإن أولى خطواته كانت الاقتراب من السعودية ودعمها في حربها في اليمن، حيث قال وزير دفاعه: "إن إيران هي راعية للإرهاب في العالم". 

ويصف "كوكبيرن" أحد أخطر الأمور التي قام بها ترامب بالغوغائية وهي تضخيم التهديد الذي تمثله إيران، دون تزويد أي دليل على أعمالها الإرهابية، وشبهه بما حصل مع صدام حسين عندما اتهم بدعمه "الخيالي" لتنظيم القاعدة.

تنظيم الدولة

وأكد الكاتب أن هذه الأنباء عن ترامب "جيدة لتنظيم الدولة، وعلى الرغم من وجود الكثير من الأعداء للتنظيم الذين تعهدوا بهزيمته، فإن الجيشان السوري والعراقي اللذان تدعمهما إيران بشكل رئيس هما أحد ألد الأعداء له".

وقال المختص بشؤون الدفاع بأن ارتفاع التهديدات والتحذيرات الخاصة بإدارة ترامب هي عنتريات، لا يمكن من خلالها التفريق بين العمليات الحقيقية وغيرها.

ويرى الكاتب أن المواجهة مع إيران لن تكون قريبة، وبأنها قد تكون خلال سنة أو سنتين، وقد يشعر خلالها ترامب بأنه بحاجة إلى إظهار كم هو فعال أكثر من سلفه أوباما في التعامل مع إيران، الذي وصفه دائما بالضعيف.

وقال "كوكبيرن" في مقاله إن الإدارة الأمريكية تحتوي على الكثير من المجانين والهواة، وبأنه سيكون من التفاؤل بمكان أن تخيل استطاعتها العبور بسلام في مستنقعات الشرق الأوسط دون إحداث كوارث لا يمكن وقفها.

وختم المختص مقاله بالقول: "في السنوات الأربع القادمة، القادة الأمريكيون والبريطانيون الفاشلون في الشرق الأوسط وأصحاب الكوارث التي أصابت الجميع، سيكون لديهم مكان خال لمقعد سابع".
التعليقات (1)
مُواكب
السبت، 11-02-2017 08:41 م
الكاتب البريطاني يصف الجيشان، السوري والعراقي، بأنهما ألد أعداء داعش. هذا يعني أنه لم يضطلع على عقيدة التنظيم التي تقضي بقتال القوى الوطنية الثائرة على الاستبداد قبل قتال الاستبداد ذاته. ولقد استطاعت داعش تقويض الثورة السورية وتثبيت أقدام النظام الأسدي الإيراني فيه. ثم جاء وصول الروس لسورية لبث الحياة كاملة في جسد نظام الأسد . ما يُريدُه ترمب ليس حربا على ايران. بل مُناوشات كلامية وبعض العسكرية من أجل ابتزاز السعودية ودولة الإمارات المقتنعين بغرور المال أنًّهم ناجون من شرك هذا المسئول الجديد للبيت الأبيض.