لفتت تصريحات زعيم التيار
الصدري الأخيرة في دفاعه عن القدس ودعوته لتشكيل فرقة خاصة للدفاع عنها، الأنظار إلى الخطاب الجديد الذي يتبناه التيار في مرحلة يخوض فيها
العراق حربا ضد تنظيم الدولة، وفقا لمراقبين.
وكان مقتدى الصدر قال الثلاثاء الماضي، إن نقل السفارة إلى القدس يشكل إعلان حرب علنية ضد السلام، داعيا في الوقت ذاته إلى تشكيل فرقة خاصة لتحرير القدس إذا نقلت أمريكا السفارة.
ولم يستبعد ماجد الغراوي النائب عن
التيار الصدري في البرلمان العراقي، إرسال قوات عراقية عسكرية للدفاع عن القدس والإسلام ليس بعيدا، لافتا إلى أن "التيار من أكثر الجهات الداعمة للقوات الأمنية والمؤسسات العسكرية".
وقال إن "رئيس الوزراء حيدر العبادي أظهر تأييده لقرار الصدر بشكل غير علني وموقف دبلوماسي"، لافتا إلى أن "الدول العربية لن تستنكر على الأقل القرار الغاشم بنقل السفارة الأمريكية للقدس".
المحلل السياسي العراقي وسام الكبيسي، أعرب عن استغرابه في حديث لـ"
عربي21" من حديث التيار الصدري عن الذهاب إلى القدس قبل أن يتم الانتهاء من المشاكل على الأرض العراقية، متسائلا عن طبيعة الصفة الرسمية التي يحملها الصدر ليتدخل في الشؤون والقضايا الدولية.
وتساءل الكبيسي قائلا إن "
إيران لديها فيلق اسمه فيلق القدس ويفترض أنها بنت هذا الفيلق من أجل المشاركة في تحرير القدس، لكننا تفاجأنا أن هذا الفيلق وتوابعه قاتلت
الفلسطينيين في كل مكان وقاتلت العرب في العراق وسوريا واليمن وغيرها".
واستدرك: "لكنها لم تقاتل حتى اليوم في فلسطين ولا من أجل القدس، وإن من مثل هذه التسميات إنما هي شعارات لغرض تحقيق رسائل معينة وأهداف وغايات من خلالها وليست مقصودة لذاتها ولا تحقق الغرض الذي تطلق من أجله في العراق".
الصدر وفلسطينيو العراق
وعلى صعيد دفاع التيار الصدري عن الفلسطينيين، قال الكبيسي إن "التيار الصدري ومليشيا جيش المهدي التابعة له كان له اليد الطولى في الضغط على الفلسطينيين في بغداد والممارسات الممنهجة ضدهم، فما الفارق بين الفلسطينيين في القدس وبين الفلسطينيين في بغداد؟".
ولفت إلى أن "الأذرع القريبة من ولاية الفقيه في بغداد والشام لم تسلم منهم المناطق التي كان يسكنها الفلسطينيون، وكانوا هم السبب في تهجيرهم من مناطقهم التي عاشوا فيها عشرات السنين بعدما هربوا من بطش العدو الصهيوني في فلسطين".
واعتبر الكبيسي في حديث لـ"
عربي21" دفاع التيار الصدري عن القدس مجرد شعارات في حقيقتها وليست وقائع وحقائق على الأرض ولن تكون لأنه "لا يوجد هناك تصادم بين مشروع ولاية الفقيه وبين الكيان الصهيوني في المنطقة".
ولم يستبعد المحلل السياسي العراقي، أن تكون إيران تقوم بإعداد وتهيئة لزعيم التيار الصدري أو تياره بشكل عام أو تهيئة قيادة جديدة للتيار الصدري من أجل القيام بدور المدافع عن القدس بدلا من حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني.
وأوضح أن "التيار الصدري ليس ببعيد عن مشروع التيار الصدري وهو جزء منه حتى وإن أظهر بعض التصريحات التي تظهر هذا الاختلاف بينه وبين ولاية الفقيه. وبالتالي هو مجرد شعار ضمن الشعارات التي أطلقها الخميني يوم القدس وفيلق القدس".
وشدد الكبيسي على أن "مشروع ولاية الفقيه قادر على إيجاد البدائل دائما وإحداث المتغيرات الدائمة بحيث لا يعتمد على جهة واحدة وشخصية واحدة من أجل أن تقوم بأداء أي مفصل من مفاصل هذا المشروع".
وتأتي تصريحات التيار الصدري عن القدس مؤخرا، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مواصلة ما وعد به في حملته الانتخابية، بشأن نيته نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.