أثار قرار
إيران بتعيين العميد إيرج مسجدي، كبير مستشاري الجنرال قاسم
سليماني سفيرا لها في
العراق، تساؤلات عدة حول هذه الخطوة وما لها من تأثير على الساحة العراقية، وفيما إذا كانت ستشكل تغيرا إستراتيجيا في العلاقة بين البلدين.
ورأت كتلة الأحرار النيابية التابعة للتيار
الصدري، أن اختيار إيران لسفير جديد في بغداد ينتمي إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري، هو من شأنها، فلكل بلد الحرية في اختيار الشخصية التي تمثله دبلوماسيا في البلد الآخر.
وقال النائب عن الكتلة عواد العوادي لـ"
عربي21" إن "كل سفير عليه أن يلتزم بالضوابط والأعراف الدبلوماسية المبنية على احترام البلدان"، لافتا إلى أنه "إذا كان هناك شيء يتعلق بالسفير الجديد فالخارجية العراقية ستكون مطلعة على ذلك".
وبشأن دفع إيران لشخصية عسكرية إلى العراق، قال النائب الصدري، إن "تواجد إيران في العراق عبر مستشاريها العسكريين بموافقة الحكومة العراقية، والوضع الحساس الذي يمر به العراق والمنطقة قد يكون وراء هذا الاختيار".
وعن أسباب رفض الكتل الممثلة للمكون الشيعي في العراق لتسريح السعودية لسفيرها السابق في العراق ثامر السبهان لأنه ذو خلفية عسكرية وعدم التعليق على تعيين سفير إيران الجديد، اكتفى النائب بالقول إن "الأمر هنا كان مختلفا".
من جهته، فسر المحلل السياسي يحيى الكبيسي تلك "الازدواجية" في التعامل مع السفيرين، بالقول إن "الهجوم على السبهان في وقتها لأنه عسكري كان حجة من الأطراف التي تعترض على التقارب السعودي الإيراني ليس أكثر".
إيران تغير إستراتيجيتها
وعن اختيار إيران لشخصية مقربة من سليماني، قال الكبيسي لـ"
عربي21" إن "إيران كانت حريصة طيلة الفترات الماضية على أن يكون سفيرها في بغداد شخصا كان من المسفرين من العراق (إيراني الأصل) ومعظم سفرائها الذين خدموا ببغداد كانوا يعرفون العراق بشكل جيد ويتقنون اللهجة العراقية أو العربية".
وكشف المحلل السياسي العراقي أن هذه هي المرة الأولى التي تختار فيها إيران شخصية عسكرية لا تتمتع بصفات السفراء السابقين، لكنه يتمتع بصفات أخرى لكونه مستشارا في الحرس الثوري ومقربا من سليماني.
وأضاف أن "إيران اليوم تنظر إلى العراق على أنه ساحة حرب أكثر مما هي ساحة سياسية، وبالتالي ترسل سفراء يعرفون البلد جيدا"، لافتا إلى أن "هناك تغيرا في الإستراتيجية الإيرانية".
وأشار إلى أن "هناك رغبة بأن يكون التواصل مباشرا مع الحرس الثوري الإيراني، ولاسيما مع
المليشيات العراقية التي تشكل اليوم حجر الزاوية في الإستراتيجية الإيرانية في العراق، وبالتالي تغير الإستراتيجية مرتبط بتغير موقع العراق من ساحة خلفية سياسية إلى صراع عسكري متقدم".
وبخصوص أن تكون هذه الخطوة تشكل زيارة في نفوذ إيران بالعراق، أوضح الكبيسي أن "النفوذ الإيراني لا يتعلق بالسفير لأنه مجرد أداة، وأن طبيعة علاقة الفاعل السياسي الشيعي في العراق مع إيران هي علاقة إستراتيجية".
وتابع بأن "قضية السفير لا تقدم أو تؤخر في هذه العلاقة الإستراتيجية بين إيران والفاعل السياسي الشيعي، وبالتالي فإننا لا نعتقد أن يكون اختيار السفير متعلقا بزيادة النفوذ الإيراني من عدمه في العراق".
وكانت وسائل إعلام إيرانية كشفت، الخميس، أن وزارة الخارجية عينت العميد إيرج مسجدي، كبير مستشاري قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، سفيرا لإيران في العاصمة العراقية بغداد بدلا من السفير الحالي حسن دانائي فر.
وقالت صحيفة "عصر إيران"، إن "العميد إيرج مسجدي تم اختياره لمنصب سفير إيران في بغداد خلفا للسفير الذي انتهت مهمته حسن دانائي فر".
وأوضحت أنه "تم التوافق على تعيين العميد مسجدي بهذا المنصب بعد مباحثات بين الجنرال قاسم سليماني ووزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف".
ولفتت الصحيفة إلى أن "السفارة الإيرانية في بغداد، واحدة من المواقع الإستراتيجية في الخارج واختيار سفير لها له أهميته القصوى".