سياسة عربية

"فتاة سيلفي السيسي": ما جرى بمؤتمر الشباب كان مُعد مسبقا

جميلة سعد: هذا طلاق بائن بيني وبين نظام السيسي واعتذر - أرشيفية
جميلة سعد: هذا طلاق بائن بيني وبين نظام السيسي واعتذر - أرشيفية
أعلنت الناشطة السياسية المصرية جميلة سعد، التي أطلق عليها البعض وصف "فتاة سيلفي السيسي"، على خلفيه صور "السيلفي" التي  التقطتها مع عبدالفتاح السيسي، خلال مشاركتها في مؤتمر الشباب الذي انعقد بمدينة شرم الشيخ، على مدار يومي 25 و26 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، انقلابها على نظام عبدالفتاح السيسي.

وأكدت  – في تصريح خاص لـ"عربي21" – أنها أدركت مؤخرا أن نظام السيسي يحارب الشباب وأصبح عدوا لهم، وهو في أفضل الأحوال يستغل فئة منهم (الشباب)، لمحاولة تجميل صورته التي وصفتها بالقبيحة. 

وكشفت "جميلة" عن أن معظم ما حدث خلال مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، كان مُعد ومُرتب له سابقا، سواء طرح الاسئلة أو المداخلات أو مجمل ما حدث بالمؤتمر بشكل عام، حتى أن صورة السيلفي التي التقطوها مع "السيسي" كانت بترتيب مسبق، ولم تكن بشكل تلقائي أو عفوي على الإطلاق.

وأشارت إلى أنه تم اختيار مجموعة صغيرة لالتقاط هذه الصورة- كانت هي أحدهم- وأنهم انتظروا ما يقرب من أربع ساعة كاملة، فجر هذا اليوم، رغم برودة الجو، حتى يأتي "السيسي" الذي انصرف في لحظات عقب التقاط الصورة وسط حراسة مشددة من الحرس الخاص به.

وتأتي تصريحات "جميلة" على غرار ما نقله، مؤخرا، الصحفي الأمريكى بيتر هيسلر، في تقرير له لمجلة "النيويوركر"، عن الصحفية بـ"المصري اليوم" فتحية الدخاخني، المراسلة السابقة برئاسة الجمهورية، بشأن ما يحدث وراء الكواليس بين الوفد الصحفي المرافق للسيسى خلال زياراته الخارجية وطرح الأسئلة عليه أثناء تسجيل لقاءاته مع الصحفيين.

وقالت "الدخاخني": إن "الصحفيين لا تتاح لهم فرصة إلقاء أسئلة حقيقية، لأن الأسئلة تكون مُعدَّة مسبقًا.. إننا هنا من أجل تزيين الصورة فقط، ولا شيء آخر".

وأضافت "جميلة": "كنت كأي فتاة مصرية مهمومة بوطني وجيلي من الشباب وبمشاكل مصرنا الكثيرة، والتي تتطلب من الجميع بذل الغالي والنفيس، وقد تطلعت إلى أن أكون إيجابية وأشارك بالعمل العام لمحاولة البناء وتحقيق ما نصبو إليه، وكانت هناك نقاط رمادية كثيرة جدا بالنسبة لى، وكان لابد أن أكون داخل الحدث للكشف عن تلك النقاط الغامضة".

وأردفت: "انخرطت بالعمل الحزبي، وكنت عضوة بلجنة التدريب والتثقيف السياسي بحزب المصريين الأحرار، وعن طريق مشاركتي في وزارة الشباب والرياضة من خلال منتدى الحوار الوطني وورش عمل به استمرت شهور كنت ضمن ألف وستمائة شاب وفتاة على مستوى محافظة الإسكندرية مرشحون للمشاركة بمؤتمر شرم الشيخ".

وأضافت: "بعد ورش العمل وحصر مشاكل المحافظة للمساهمة في حلها ووضع مقترحات ومبادرات، تم تصعيدي ضمن ثلاثمائة شاب وفتاة للقاء العاصمة الذي كان بداخل مكتبة الإسكندرية، والذي جاء بالمحافظ ووكلاء الوزارات المختلفة، وفي النهاية تم تصعيد مائة فقط للمشاركة في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ مع الرئيس عبد الفتاح السيسي".

وأكملت:" تضمن الاختيار ظلم كبير لمعظم جيلي من الشباب، وبعد اتصالي بالمكتب الرئاسي وتصريحي بحضوري للمؤتمر ذهبت إلى هناك، وعلى أرض الواقع اكتشفت أن هذا المؤتمر كان هدفه الشو الإعلامي والدعاية للنظام ومحاولة استقطاب القاعدة العريضة من الشباب لتوجيه فكرهم والسيطرة على عقولهم، وجعل فكرهم موازي لفكر نظام مفسد وفاسد ومضلل مثل هذا النظام".

واستطردت قائلة: "اكتشفت وأنا هناك أنه لا توجد مطلقا نوايا للإصلاح أو التغير المستهدف، بل كان هدفهم الأول والأخير هو العمل على تثبيت واقع مرير ومؤلم يتجسد في احتلال واحتكار فئة محددة لمقدرات وثروات الشعب وخيرات بلاده".

وتابعت:" منذ فترة قريبة وأنا في مواجهة ضميرية بيني وبين نفسي ومع الواقع المرير الذي تحياه بلادنا، وتعاظم ذلك بالمهزلة التي تحدث الآن بالتفريط في جزء من تراب الوطن (جزيرتي تيران وصنافير)، فقد تربيت وآمنت بأن الأرض عرض، فما بالنا ونحن بصدد نظام يفرط في الأرض ويسجن من الشباب من يدافع عن العرض؟".

وأردفت "جميلة" : "هذا طلاق بائن بيني وبين نظام اعتمد التفريط منهجا والبيع عنوانا، واعتذر للشعب عن انخادعي في هذا النظام الذي لا يستحق على الإطلاق أن يحكم دولة بحجم ومكانة مصر".

وذكرت : "أتوجه بهذا البيان إلى جيلي من الشباب ليعي ما يحدث، فقد أصبحنا في وطن يتم العصف به وبمقدراته، ويتم نهب ثرواته عن عمد وسط فشل ممنهج ومتعمد لم يحدث من قبل بأي شكل من الأشكال".

واختتمت "جميلة" بقولها: "من الآن فصاعدا، أنا ضد هذا النظام، أناضل مع الأحرار حتى نصل إلى مصر الدولة المدنية الحرة التي تسع الجميع، وقد تقدمت بطلب لعضوية التجمع الحر من أجل الديمقراطية والسلام، لكي أنضم إلى كيان يناضل حقا من أجل وطن وليس من أجل منافع ومناصب وأغراض شخصية".


التعليقات (0)