سياسة عربية

ليبراليون وناصريون للسيسي: تحاكم وتُرمى.. استقل أو تنح

الكاتب الصحفي سليمان الحكيم تأسف لأنه دعم السيسي ذات يوم - أرشيفية
الكاتب الصحفي سليمان الحكيم تأسف لأنه دعم السيسي ذات يوم - أرشيفية
سيطر غضب شديد على عدد من شخصيات إعلامية وسياسية وحقوقية مصرية، تنتمي للتوجهين الليبرالي والناصري، من السياسات التي يتبعها رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي في الآونة الأخيرة، وبلغت ذروتها بقرارحكومته، الخميس، بإحالة اتفاقية تعيين الحدود البحرية مع السعودية، التي تتنازل فيها مصر عن السيادة على جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، إلى البرلمان.

ووصف بعضهم السيسي بأنه يفجر نفسه، ويهرول بقدميه نحو مستودع نفايات التاريخ، بينما قال ثان إن السيسي لابد أن يُحاكم قريبا، واتهمه ثالث بممارسة التحريض والقتل الجماعي، وقالت رابعة إن حكومته تعمل بالشعب المصري ما لم تستطعه "إسرئيل" من تدمير، بينما قال خامس إن المطلوب هو رأس السيسي، وأن يتنحى، أو يُقال.

جمال الجمل: "السيسي" يفجر نفسه

وجاءت أحدث تجليات الغضب الليبرالي - الناصري، على خلفية القرار الحكومي الأخير، بإحالة اتفاقية الحدود البحرية إلى البرلمان.

وغرد الكاتب الصحفي جمال الجمل، عبر حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر"، قائلا: "السيسي يفجر نفسه في نظامه.. مجمل سياساته تؤكد ذلك.. وليست تيران وصنافير فقط".

وأضاف: "يبدو أنه لن ينتظر حتى نتمكن من رميه في صندوق قمامة التاريخ؛ لأنه يهرول بقدميه نحو مستودع نفايات التاريخ"، على حد تعبيره.

السناوي للسيسي: سوف تُحاكم

وشدَّد الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، على أن السياسة الخارجية المصرية بحاجة بالكامل إلى المراجعة، مشيرا إلى أن دور مصر متراجع بشكل كبير في الإقليم.

وأكد أن هناك صداما بين البرلمان والقضاء بسبب قضية جزيرتي تيران وصنافير، مستطردا: "استباق حكم القضاء يؤكد وجود خلل". وأضاف: "كل من تورط في تأييد سعودية تيران وصنافير سوف يُحاكم في المستقبل"، متابعا: "أنا عمري ما شُفت دولة تطعن على حكم يؤكد ملكية أرضها".

وتساءل: "لماذا لم تدخل السعودية في معركة قضائية دولية للحصول على تيران وصنافير طالما المملكة ترى أنها صاحبة حق، ولم يعد ممكنا التحكيم الدولي في القضية؟ وأنا موافق على التحكيم الدولي في القضية بشرط إشراف جهة أخرى غير الحكومة، لأنها أصبحت مطعونا عليها في تلك القضية، وغير مستأمنة".

وزعم السناوي، في لقائه ببرنامج "كلام تاني"، عبر فضائية "دريم 2"، أن هناك صراعا في الأسرة الحاكمة السعودية بين ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وولي العهد محمد بن نايف على حساب الأرض المصرية، قائلا: "محمد بن سلمان يريد أن يحصل على تيران وصنافير كي يحصد شعبية في السعودية، ويكون مكان ولي العهد السعودي".



مي عزام: لا تشعر بالمصريين فلماذا تبكي؟

وعلى صعيد سوء إدارته للأوضاع الاقتصادية، شكَّكت الكاتبة الصحفية بصحيفة "المصري اليوم"، مي عزام، في شعور السيسي بالمصريين، سائلة إياه: لماذا تبكي؟ ملمحة إلى أنه لا يشعر بمعاناة المصريين، وطارحة عددا من الأسئلة عليه.

فقد تساءلت، في مقالها بعنوان: "هل تشعر بما نشعر يا سيادة الرئيس؟": "هل داخ السيسي على الصيدليات بحثا عن علبة لبن لواحد من أطفال عائلته؟ هل ذهب مع قريب من عائلته "الغنية جدا" إلى أحد مراكز الغسل الكلوي في مستشفي حكومي، ثم فوجئ برفض استقبال قريبه لعدم وجود مكان؟ هل ذهب بقريبه إلى أحد المستشفيات الخاصة، وعرف قيمة الغسل بعد انهيار الجنيه؟ هل يحسبها السيسي في محطة البنزين حين يسأله العامل: "أحط كام لتر يا باشا؟".

ومضت مي في تساؤلاتها: "هل بحث السيسي ليلا عن دواء الضغط فلم يجده متوافرا في الصيدليات؟ هل تعرض لتذمر زوجته لأن مصروف البيت لم يعد يكفي حتى منتصف الشهر؟ هل امتنع عن أكل اللحم إلا مرة أو مرتين شهريا، لأنها أصبحت ترفا لا يقدر عليه؟ هل وقف في طابور طويل من أجل الحصول على كرتونة أغذية مدعومة يوزعها الجيش؟".

وتابعت تساؤلاتها: "هل بحث السيسي عن كيس سكر لتحلية الشاي فلم يجده؟ هل شعر بالعجز، وهو يرى ابنه خريج الجامعة يعاني البطالة لأكثر من 5 سنوات؟ هل اختفى أحد أقاربه قسريا منذ ثلاث سنوات، ولم يسمع عنه خبرا؟ هل تعرض أو أحد أفراد عائلته للإهانة والتعذيب في قسم شرطة؟ هل يذهب كل أسبوع لزيارة ابنه المعتقل بتهمة الاشتراك في مظاهرة؟ هل فكر في أن هذه الأسئلة موجودة في كل بيت مصري؟".

وخلصت عزام للقول: "إذا كان السيسي لم يتعرض لمثل هذه المواقف، فلماذا إذن بكى في افتتاح التوسعات بشركة الكيماويات؟ هل كان يبكي حالنا لأجلنا، أم يبكي لسبب آخر لا نعرفه؟".

الحكيم: المطلوب رأس السيسي وأن يتنحى أو يُقال

وعلى مستوى الأداء العام للسيسي، لا سيما في المجالين السياسي والاقتصادي، تأسف الكاتب الصحفي، سليمان الحكيم، لأنه دعم السيسي، ذات يوم.

وقال، في مداخلة عبر فضائية "الجزيرة": "إذا كان هناك إرهاب حقيقي فالمطلوب رأس السيسي، وأن يتنحى، أو أن يُقال، أو يتنازل عن الكرسي، ويترك الشعب يتخذ قراره".

وأضاف: "منذ ثلاث سنوات كنت ضيفا في "الجزيرة"، وكنت أدافع عنه، ولم أكن أعلم ما يخبئه القدر لمصر على يد الرجل ده".

وأردف: "هذا الرجل يظهر عكس ما يبطن، ويقول غير ما يفعل، قال: أنتم نور عنينا، وقال: تحيا مصر، وهذا شعاره المرفوع"، متسائلا: "كيف تحيا والدولار بعشرين جنيها؟ كيف تحيا وشباب الثورة في السجون والمعتقلات؟ وكيف تحيا والإرهاب الذي خلقه يضرب في جنبات الوطن؟".



القزاز للسيسي: تجب محاكمتك عن القتل الجماعي

وانضم الأستاذ بجامعة حلوان، المسؤول السابق بجبهة "الإنقاذ" وحركة "كفاية"، الدكتور يحيى القزاز، إلى موجة الغضب الليبرالية - الناصرية الضارية من السيسي، واتهمه بأنه المحرض الرئيسي على العنف في مصر، مشدَّدا على أنه تجب محاكمته على العنف، والقتل الجماعي، بحسب قوله.

وقال القزاز، في تدوينات عدة له، عبر حسابه بموقع "فيسبوك": "السيسي هو المحرض الأول على العنف بسوء سلوكه وسياساته بشكل عملي، وليس كتابة في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو أول من يجب أن يطبق عليه قانون التحريض على العنف الفعلي والقتل الجماعي لأنه يملك سلطة العدل والقتل".

حكومة "طابور خامس"

أخيرا، عنونت الكاتبة غادة شريف، مقالها، وهي التي كتبت من قبل مقالها الشهير، في تأييد السيسي: "يا سيسي انت تغمز بعينك بس"، لكنها قالت في مقالها الأخير: "لو ركزت إسرائيل في تدمير الشعب المصري فهي لن تفعل أكثر مما تفعله الحكومة الحالية.. هو تدمير الشعوب إيه غير تدمير صحة وتدمير تعليم وشوية حاجات فوق بعض كده".
التعليقات (2)
جهاد بدر
الأحد، 01-01-2017 12:02 م
للاسف بعد فوات الأوان نسمع كل هذا الكلام ولو قلتم له هل يستطيع ان يقول كما قال اردوغان حين استلم الحكم سيجعل الذين جعلوا تركيا تتسول عند صندوق النقد الدولي يندمون لعرف قيمة مصر اسئلوا التاريخ الحديث كنتم لا زلتم تبصرون
ابن الجبل
الأحد، 01-01-2017 11:33 ص
فعلاً إسرائيل ترى في السيسي عميلاً تفوق عليها في تدمير مصر،فالذي انجزه في سنتين لم تستطع اسرائيل انجازه خلال سبعين سنة