ملفات وتقارير

"القيارة" من سيطرة تنظيم الدولة إلى مركز لمعركة الموصل

قوات عراقية مدرعة بالقرب من القيارة جنوب الموصل- أ ف ب
قوات عراقية مدرعة بالقرب من القيارة جنوب الموصل- أ ف ب
قبل أشهر قليلة استولى تنظيم الدولة على قاعدة القيارة في شمال العراق، إلا أنها تحولت الآن إلى مركز للعمليات الهادفة إلى استعادة السيطرة على مدينة الموصل من أيدي مقاتلي التنظيم. 

هذا الأسبوع، أعلنت السلطات العراقية بدء عملية استعادة مدينة الموصل، آخر المدن التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، حيث تتقدم قوات الأمن العراقية باتجاه المدينة من الشمال والشرق والجنوب. 

وينتشر في القيارة عناصر الشرطة والجيش العراقية ومئات من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، ويشنون ضربات مدفعية ضد مقاتلي التنظيم، ويعملون على إعادة بناء القاعدة. 

وصرح قائد فرقة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية، العميد الركن قصي كاظم حميد، بأن القيارة "هي منطقة لتعبئة الوحدات المشاركة في تحرير مدينة الموصل والقرى المحيطة بها". 

أما قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت، فقال إن هذه هي أهم قاعدة إمداد للقوات العراقية التي تتقدم باتجاه الموصل من الجنوب. 

وينتشر في العراق 7 آلاف عنصر على الأقل، في إطار التحالف الذي تشارك فيه 60 بلدا للمساعدة في الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا. ونصفهم على الأقل من الأمريكيين. 

ويحيط بالقاعدة ساتر ترابي ضخم وتنتشر الدبابات وغيرها من العربات المدرعة داخل القاعدة. 

ويقيم معظم عناصر الجيش والشرطة داخل القاعدة في خيام يغطيها الغبار الذي يغطي كذلك أرض القاعدة والصحراء المحيطة بها. 

وحاول جهاديو تنظيم الدولة جهدهم لحرمان القوات العراقية من استخدام القاعدة، قبل أن يخسروا السيطرة عليها في تموز/ يوليو، بعد أن دمروا مبانيها وأعطبوا مدرجها. 

"أضرار كبيرة"

من جهته، صرّح المتحدث باسم التحالف الدولي، الميجور كريس باركر، في القيارة: "شاهدنا الكثير من الدمار. أحدث داعش أضرارا متعمدة لمحاولة جعل القاعدة غير صالحة للاستخدام". 

وأضاف أن المدرج "كان غير صالح إطلاقا للاستخدام عندما جئنا"، بعد أن حفر عناصر تنظيم الدولة خنادق فيه وزرعوا القنابل في المنطقة. 

وتشهد أدلة على مزيد من الدمار الذي أحدثه التنظيم من داخل القاعدة، حيث ترتفع سحابة ضخمة دائمة من الدخان من حقول النفط التي أشعل بها التنظيم النار.

وعملت القوات العراقية وقوات التحالف معا لإعادة بناء القيارة، وقال باركر: "شهدنا تطور القاعدة بشكل سريع". 

وأنهت القوات الجوية الأمريكية إصلاح المدرج الذي سيسمح بنقل الإمدادات جوا إلى المطار بطائرات شحن، غير أن المدرج لم يفتح أمام عمليات النقل الجوي بعد. 

وأوضح بارك: "يأتي الكثير من الدعم اللوجستي هنا لعملية الموصل (..) وتوفر القاعدة الدعم القتالي. ولذلك، فإن القيارة مهمة جدا في عملية تحرير الموصل". 

وتنتشر المدفعيات الأمريكية والفرنسية في القاعدة، وتشن ضربات ضد تنظيم الدولة، كما أنها تطلق قذائف إضاءة ودخان دعما للقوات العراقية. 

وتستطيع منصات صواريخ "هيمارس" الأمريكية ضرب قوات التنظيم شمالا، ويصل مداها إلى ما بعد مدينة الموصل. 

وحدد موقع منصات "هيمراس" بعبارة "مدينة الصاروخ" التي كتبت بالدهان، وتنتشر القنابل القديمة والصواريخ في الموقع. 

وتنتشر قطع المدفعية المتحركة "هلكنغ بالادين" في القاعدة، وبالقرب منها خيام مموهة بالشباك يمكث فيها الجنود الذين يطلقون هذه المدفعيات. 

ورغم أن القاعدة آمنة نسبيا، إلا أن تنظيم الدولة استهدفها بالقصف المدفعي في السابق. إلا أن المعركة تنتقل بعيدا من القيارة فيما تطبق القوات العراقية على الموصل.
التعليقات (0)