كال المرشح الأمريكي الجمهوري دونالد
ترامب، المديح لقائد الانقلاب في
مصر عبدالفتاح
السيسي، في أكثر من مناسبة، ورحب في تصريحات لقناة فوكس التلفزيونية الخميس الماضي بـ"الكيمياء" التي شعر أنها تجمعه مع السيسي أثناء لقائهما.
وذكرت حملة ترامب في بيان لها، عقب اجتماع الرجلين الثلاثاء الماضي في مقر إقامة السيسي بنيويورك على هامش الدورة السنوية لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن المرشح الجمهوري عبّر للسيسي عن "الدعم القوي لحرب مصر على الإرهاب"، مؤكدا أن "الولايات المتحدة ستكون تحت قيادته صديقا مخلصا، وليس مجرد حليف، يمكن لمصر أن تعتمد عليه في الأيام والسنوات القادمة".
وأرجع عدد من المراقبين والخبراء في تصريحات لـ"
عربي21" سر "الكيمياء" التي تحدث عنها ترامب، إلى اشتراكهما في العديد من القضايا والأمور السياسية والسلوكية والنفسية، على حد سواء.
وفي هذا الإطار؛ أكد رئيس مركز العلاقات المصرية الأمريكية، صفي الدين حامد، المقيم في ولاية بنسلفانيا، وجود تشابه "سيكولوجي بين ترامب والسيسي في أوجه مختلفة".
وجهان لعملة واحدة
وقال حامد لـ"
عربي21" إنه "يلاحظ أن كل لقاءات السيسي يكون معظمها في قاعات مغلقة، ومحدودة بأشخاص ينتقيهم بعناية، سواء من المؤسسة العسكرية، أو المؤسسات المدنية، وهو ما ينطبق على ترامب الذي لم يُختبر جماهيريا بعد"، مضيفا أن "ترامب عُرف عنه أنه كثير الانتقاد للصحفيين، حتى إنه يطرد أي صحفي يوجه إليه سؤالا محرجا".
وتابع: "نحن نتكلم عن ظاهرة فيها أوجه تشابه سياسي أيضا، فكلا الشخصين يحسبان ألف حساب للوبي الصهيوني، فالسيسي انبطح تماما للكيان الصهيوني، أما ترامب فهو يتعامل معهم بمنتهى الحرص والحذر"، مشيرا إلى أن "ترامب بالرغم من أنه يتحدث بدون ورقة؛ إلا أنه لما زار اللوبي الصهيوني (الإيباك) في مؤتمره السنوي بواشنطن؛ تحدث من ورقة".
نزوع إلى التسلط
من جهته؛ ذهب الخبير فى علم الاجتماع السياسي، عمار علي حسن، إلى وجود "كيمياء حقيقية بين الرجلين"، وقال لـ"
عربي21" إن "الذي خلق نوعا من الكيمياء بينهما هو النزوع إلى التسلط، والميل إلى خداع الآخرين، والاستعلاء على الخصوم والمنافسين، والرغبة في الاستحواذ".
وأضاف أنه "علاوة على ذلك؛ فقد حاول الرئيس السيسي بقدر المستطاع خلال لقائه بترامب وكلينتون؛ أن يعطي انطباعا جيدا عن نفسه؛ لأنه يعتزم البقاء في السلطة طيلة الفترة الرئاسية الأمريكية المقبلة، ومن هنا أراد منذ اللحظة الأولى أن يخلق نوعا من التواصل الوجداني بينه وبين المرشحين، ولكن الأمر بدا سهلا مع ترامب أكثر منه مع
كلينتون".
وأشار حسن إلى أن "السيسي سوف يلتقط من كلام ترامب أمرين للاستفادة منهما، الأول موقفه المتشدد والصارم من الحركات الدينية المتطرفة، مما يعني تعاونهما في "مكافحة الإرهاب"، والثاني أن ترامب يرفض وفود المهاجرين إلى أمريكا، ومصر تعرض نفسها -كما ظهر في كلمة الرئيس السيسي في الأمم المتحدة- مكانا بديلا لتلقي المهاجرين، ومن هنا يُفتح باب آخر للتعاون بين الرجلين".
ورأى أن رغبة السيسي في فوز ترامب تعود إلى "درايته بكلينتون التي لها تاريخ في مصر، منذ كان زوجها في الرئاسة، ومن ثم عندما كانت وزيرة للخارجية، وهي معنية بعض الشيء بملف حقوق الإنسان، وانتقدت سجل مصر فيه مرارا، على العكس من ترامب الذي لم يتطرق لهذه المسألة، لذلك كان اللقاء بينه وبين السيسي وديا ومشجعا وكيميائيا".
عداوة "الإخوان"
بدوره؛ قال رئيس حزب الجيل، ناجي الشهابي، إن "عداوة الإخوان المسلمين هي سر الكيمياء التي تجمع بين السيسي وترامب"، مضيفا أن "ترامب تفاهم مع السيسي في معظم القضايا الأقليمية التي يراهن عليها ترامب في حال فوزه".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "ترامب كما السيسي له موقف حاد من جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية والتطرف"، مؤكدا أن هذه الكيمياء "تصب في صالح الطرفين؛ لأن المرشح الجمهوري المتطرف من المحتمل أن يكون رئيسا، وسوف يساند السيسي دوليا وإقليميا".
وتابع: "أما كلينتون فكانت أحد أضلاع الدولة الأمريكية التي اتخذ موقفا مناوئا لثورة 30 يونيو، وهي معنية بتمكين منظمات المجتمع المدني في تأدية دورها بقوة في مصر"، على حد تعبيره.
عنصري وفاشي
من جانبه؛ أكد المنسق العام لـ"التجمع الحر من أجل الديمقراطية والسلام"، محمد سعد خيرالله، أن "هناك تقاربا يصل إلى حد التطابق؛ بين ترامب العنصري، والسيسي الفاشي المستبد".
وقال لـ"
عربي21": "لو أن للسيسي صوتا في أمريكا؛ فسوف يدلي به لصالح ترامب".
وأضاف خيرالله أن "اجتماع السيسي بترامب وكلينتون مدفوع الأجر، حيث تم دفع أموال طائلة لحملتي ترامب وكلينتون، حتى يكون هناك لقاءات كنوع من أنواع التلميع والدعاية للسيسي"، ولكنه لم يصرح بالجهة التي قال إنها قدمت هذه الأموال.
وانتقد تجاهل ترامب وحملته لـ"ملف السيسي الحقوقي المشين"، عازيا هذا التجاهل إلى "رغبة ترامب في أن تكون له اليد الطولى في مصر؛ بما يخدم المصالح الصهيوأمريكية".