سياسة عربية

أيدوا مذبحة رابعة فمنهم من قُتل أو نُفي أو سُجن (فيديو)

يسري فودة: هاجم الشرعية فهاجر لألمانيا- أرشيفية
يسري فودة: هاجم الشرعية فهاجر لألمانيا- أرشيفية
تباينت نهايات ومصائر عدد من الشخصيات أعلنت تأييدها لمذبحة الفض الدموي لاعتصامي ميداني رابعة والنهضة يوم 14 آب/ أغسطس 2013، فمنهم من أصبح رهين السجن، أو تعرض للنفي أو القتل، في عمليات يسودها غموض شديد.

من قتل النائب العام؟

نقطة البدء في الفض الدموي للاعتصامين كانت النيابة العامة، التي مثَّل قرارها  بـ"القضاء على الجرائم في محيط ميدان رابعة العدوية"، مفتاح السيسي للتخلص من صداع الاعتصام، الذي اعتبر أكبر اعتصام بمصر في العصر الحديث.

ووقف وراء القرار النائب العام الراحل، هشام بركات، الذي تثور الريبة حول عملية مقتله، يوم 29 حزيران/ يونيو 2015، وكيف تمت، ومن المتورط فيها؟



من حاول اغتيال علي جمعة؟


ولم يكن مفتي الانقلاب علي جمعة، الذي يعتبر أحد أبرز الداعين إلى فضه، بعيدا عن تهديد حياته، بفعل محاولة اغتياله الأخيرة، يوم الجمعة 5 آب/ أغسطس الحالي.



وقد سخر من سذاجة تلك المحاولة مؤيدون للسيسي نفسه، باعتبار جمعة كان هدفا سهلا لها.



وبدا أن هناك خلافا بين جمعة ومؤسسة الرئاسة، عندما اختلف مع المستشار الديني للسيسي، أسامة الأزهري، على إمامة الصلاة على العالم المصري، أحمد زويل.



من يقف وراء محاولة اغتيال محمد إبراهيم؟

الرسول الثاني المبعوث من قبل العناية الإلهية، مع السيسي، إلى مصر، وفق تعبير أستاذ الفقه، سعد الدين الهلالي، ألا وهو وزير داخليته محمد إبراهيم، المشرف المباشر على عملية فض اعتصامي رابعة والنهضة، بحسب إقراره بذلك في بيان صحفي أصدره يوم فض الاعتصام، كان قد تعرض هو الآخر، لمحاولة اغتيال، يوم 5 أيلول/ سبتمبر عام 2013، في عملية معقدة أمنيا، استخدمت فيها كمية هائلة من المتفجرات، وساد حولها الغموض الشديد، علما بأنه تردد أن السيسي قد منحه سيارة مصفحة قبل محاولة الاغتيال بيوم واحد.

وبعد إقالته يوم 5 آذار/ مارس عام 2015، لزم محمد إبراهيم الصمت، وانزوى بعيدا عن المشهد، على الرغم من تعيينه مستشارا أمنيا لرئيس مجلس الوزراء.



السجن لهؤلاء: جنينة لم يرفض ولم يسلم

الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، هشام جنينة، لم يقر الفض، ولم يدع إليه، ولم يؤيده، إلا أنه استمر في تقديم فروض الولاء للسيسي، معلنا تأييده لـ"ثورة 30 يونيو"، في وقت حاول فيه الحفاظ على صورته، باعتباره محاربا ضد الفساد، وبرغم ذلك لم ينج من السجن، الذي يتهدده، بإيعاز من السلطات الرسمية، برغم إقالته.



النفي لهؤلاء: باسم يوسف رقص لفض رابعة

أبرز من تعرض للنفي الطوعي، كان نائب أول رئيس للجمهورية بعد الانقلاب، اختير من قبل العسكر، وهو محمد البرادعي، الذي قدم استقالته من منصبه، في يوم الفض الدموي لرابعة نفسه، احتجاجا عليه، واختار العودة إلى مقر إقامته السابق بالنمسا، بعد الفض بأربعة أيام فقط (18 آب/ أغسطس 2013).



النفي الطوعي كان أيضا مصير الإعلامي الذي اعتمد عليه صناع الانقلاب في تدمير المكانة المعنوية للرئيس محمد مرسي، بشكل كبير، ألا وهو الإعلامي الساخر باسم يوسف، الذي سخَّر برنامجه "البرنامج"، طيلة عام كامل هو مدة حكم الرئيس مرسي، لتوجيه الانتقادات إلى مرسي.

وعلل باسم ذلك بأنه لو كان أحد آخر في الحكم مكان مرسي لكان قد انتقده، فإذ به لا يتحمل مع السيسي، وتهديده بالقتل من قبل مؤيديه، أو السجن، عبر عشرات البلاغات، التي اتهمته بالإساءة للجيش، وانعدام الوطنية، سوى أيام، فنجا بنفسه سريعا، واختار الولايات المتحدة منفى طوعيا له.



يسري فودة: هاجم الشرعية فهاجر لألمانيا

ولحق بباسم يوسف، الإعلامي يسري فودة، الذي مارس الشحن التحريضي ضد مرسي، لكن ضميره استيقظ، فاعتبر أن ما حدث في رابعة "جريمة ومذبحة"، وظل يتعرض للتضييق والحصار، ليختار في النهاية المنفى الاختياري: ألمانيا، التي بدأ العمل بها للإذاعة الألمانية "DW" (عربية) منذ أواخر حزيران/ يونيو 2016.



السجن لنشطاء مؤيدين للفض


من تبقى ممن أيدوا الفض الدموي لرابعة، وكانوا قد حشدوا له بالفعل، من النشطاء السياسيين، كعلاء عبد الفتاح وأحمد دومة، وغيرهما، ممن يتوزعون على التيارات السياسية المختلفة، ما كان أسهل من إلقائهم بغيابات السجون على خلفية فتح قضايا قديمة أو جديدة لهم، حيث أيدوا رابعة، ثم تعرضوا للسجن، المستمر حاليا.



العزل والتهميش لمؤيدين للفض


ويبدو أن من أيد الفض الدموي لرابعة، ولا يروق لنظام السيسي، لأي سبب، عليه الاختيار بين أربعة أمور: القتل، أو النفي، أو السجن، أو التهميش والإبعاد عن موضع التأثير.

وممن تعرض لهذا لأمر الرابع والأخير كثيرون، يصعب حصرهم. ويمكن الإشارة إلى بعضهم.. كنائب أول رئيس وزراء بعد الانقلاب زياد بهاء الدين، والمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، وأداة السيسي لتمرير دستور العسكر عمرو موسى، والمثقف اليساري علاء الأسواني، والمثقف الليبرالي عمرو حمزاوي، والإعلامي الناصري عبدالحليم قنديل.



وهناك أيضا رئيس أكبر حزب ليبرالي وقف خلف السيسي، وأيد مذبحة رابعة، وهو رئيس حزب "الوفد"، السيد البدوي، علاوة على مصطفى حجازي، وأحمد المسلماني، وحازم الببلاوي.



وحتى الرئيس المؤقت المعين من قبل العسكر، عدلي منصور، الذي تم في عهده فض "رابعة" الدموي، فقد غادر مكانه، يوم 30 حزيران/ يونيو 2016، رئيسا للمحكمة الدستورية العليا، بعد بلوغه السن القانونية للتقاعد (70 عاما)، ليختفي عن الأنظار، متفرغا لحياته الخاصة.



علماء دين.. لانوا مع الفض الدموي فتراجع تأثيرهم

وعلى مستوى علماء الدين وقف علماء موقفا فيه ليونة شديدة مع فض رابعة، فنالهم ما نالهم من تراجع التأثير.

ويأتي الشيخ محمد حسان في مقدمتهم، إذ كان السجن يتهدده، بتهمة الإساءة إلى الإسلام.

وعمرو خالد، الذي تم عزله من حزبه، وأغلقت أبواب كثيرة للدعوة في وجهه.



أيدوا الفض.. ومصيرهم مجهول


وبصفة عامة يعاني كثيرون من مؤيدي مذبحة رابعة ممن نجوا من القتل أو السجن أو النفي.. من التهميش الذي يلاحقهم، ومنهم الإعلاميون: يوسف الحسيني، ومجدي الجلاد، وعمرو أديب، ولميس الحديدي، وخيري رمضان.

وهناك السياسيون من أمثال: رفعت السعيد، ومحمد غنيم، وسكينة فؤاد.. إلخ.



وغير هؤلاء هناك الكثيرون، ممن يتبادلون الخوف، والنفاق، حتى تصح فيهم مقولة: "الانقلاب يأكلهم، و"رابعة" تقض مضاجعهم".
التعليقات (1)
سالم
الإثنين، 15-08-2016 10:53 ص
الله أكبر العدل و القصاص قد لا يأتي مرة واحدة وإنما على شكل آيات وعبر و على فترات كي تبقى حية في أذهان الناس توقظ ذاكرتهم كلما خبت .