سياسة عربية

خارجية السيسي تتهم تركيا بالتخبط.. وإعلامه يهاجم أردوغان

الخارجية المصرية: تركيا تتبنى سياسات متخبطة
الخارجية المصرية: تركيا تتبنى سياسات متخبطة
ساد غضب في الأوساط السياسية والإعلامية الموالية للانقلاب في مصر، إزاء تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، بشأن عدم وجود نية لتطبيع العلاقات مع مصر على غرار تحسين العلاقات مع روسيا وإسرائيل.

وردت وزارة الخارجية المصرية على تصريحات أردوغان ببيان أصدرته الثلاثاء، اتهمت فيه القيادة التركية بتبني سياسات "متخبطة" إقليميا، في وقت بدأ فيه الإعلام الموالي لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي هجوما جديدا عليه.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد - في بيان أصدره الثلاثاء، فيما بدا أنه رد على تصريحات أردوغان -: "إن مصر لديها تحفظات على التعامل مع القيادة التركية التي تصر على تبني سياسات متخبطة إقليميا".

وطالب أبو زيد الجانب التركي بضرورة ألا يغيب عن ذهنه أن الشعب المصري هو الذي اختار قيادته في انتخابات حرة وديمقراطية، وفق وصفه.

وأضاف أنه من المهم التذكير دائما بأن احترام إرادة الشعوب هو نقطة الانطلاق لإقامة علاقات طبيعية بين الدول، وهي الحقيقة التي لا تزال غائبة عن البعض، على حد قوله، ملمحا إلى مطالب مصر المتكررة لتركيا بالاعتراف بنظام حكم عبد الفتاح السيسي، الذي جاء إليه عبر "انقلاب دموي"، بحسب الجانب التركي.

حملة دبلوماسية وإعلامية مصرية جديدة على تركيا

واتساقا مع بيان وزارة الخارجية المصرية، بدأ الإعلام المصري في شن حملة جديدة على تركيا.

ووصف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، تصريحات أردوغان بأنها "أسطوانة مشروخة".

وزعم رخا أن الرئيس التركي وحكومته استخدموا مناورات عودة العلاقات مع مصر أكثر من 20 مرة منذ عهد داوود أوغلو عندما تبوأ منصب وزير الخارجية، مؤكدا أنه لا يوجد حل أمام أردوغان سوى الاعتراف بالنظام المصري الحالي، والتوقف عن مناوراته السياسية، والتخلي عن إيوائه للجماعات الإرهابية، وفق تعبيره.

وأشار المسؤول المصري إلى أن الرئيسين المصري والتركي سيجتمعان أول أيلول/ سبتمبر المقبل في قمة العشرين، التي تستضيفها مدينة هانجو الصينية بناء على دعوة من الصين التي تتولى رئاسة المجموعة، لذلك أراد أردوغان أن يدلي بتصريح مناور وسط الاجتماعات التحضيرية التي تتم في هذه الفترة، وفي ضوء الوساطة السعودية ودول أخرى لتحسين العلاقات بين البلدين، حسبما قال.

وأضاف: "شهد العام الماضي زيادة ملحوظة في حجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا، لذلك يسعى المسؤولون الأتراك مرارا لتحسين العلاقات، ولكن يصر الرئيس التركي على المناورة السياسية، لذلك أصدرت وزارة الخارجية المصرية تصريحا، في الشهر الماضي، أكدت خلاله رصدها لتناقضات التصريحات التركية، وأن الاعتراف بشرعية إرادة الشعب المصري (الانقلاب العسكري) نقطة الانطلاق لتحسين العلاقات بين البلدين"، بحسب تصريحات "رخا" لصحيفة "فيتو"، الثلاثاء.

هجوم جديد على أردوغان من إعلاميي السيسي

ومعلقا على تصريحات أردوغان، قال الإعلامي المصري القريب من السلطات، عصام كامل، إنه "من حق الرئيس التركي أن يمضي قدما فيما يجد فيه مصالح بلاده، ومن حقه أيضا أن يردد على شعبه ما يريد من غزوات أبو زيد الهلالي في فيافي السياسة والكياسة، ومن حق سيادته أن يقول ما لا يفعل فيما يخص أصدقاءه الجدد في تل أبيب، غير أنه ليس من حقه أن يتطاول كذبا على مصر والمصريين، مع عصابة إرهابية يدعمها نظام إرهابي بقيادة أردوغان".

وشن كامل هجوما عنيفا على أردوغان قائلا: "إذا كان من حقه أن يغازل عواطف البسطاء الذين يعتقدون كذبا في قدرة أردوغان وتركيا على حماية أبناء الشعب الفلسطيني، وإذا كان من حق أتباعه من مرضى حماس أن يرددوا على الملأ ضلالا أن أردوغان "عنف" نتنياهو، ولم يتنازل عن فك الحصار عن غزة، وإذا كان من حق ثلة من المصريين الهاربين إلى اسطنبول أن يبشروا بنبيهم الجديد أردوغان، ويزيفوا الحقائق التي تكشف عوراتها الأحداث اليومية فإننا من حقنا أيضا أن نقول الحقيقة".

وادعى عصام كامل أن "الحقيقة هي أن أردوغان سعى منحنيا وراكعا وساجدا للتقارب مع القاهرة، وغازلها علنا وسرا، ولم يجد إلا كل صد لأن المواقف المبدئية لا ترتبط بتركيا، وإنما برئيس متورط في دعم الإرهاب والإرهابيين، ويتدخل في شؤون أقدم بلد في التاريخ الإنساني"، على حد وصفه.

وواصل كمال هجومه على أردوغان فزعم أنه "باع إخوانه في حركة "حماس" عندما لوحت له تل أبيب بالرضا، وباركت عاصمة عربية بضم تل أبيب إلى الهلال السني في مواجهة إيران (يقصد الرياض)"، معتبرا ذلك "دجلا يبيعه لنا الغرب، وتقبل عليه عواصم عربية كبيرة"، على حد قوله.

وزعم الإعلامي المصري أن "أردوغان وإدارته بدؤوا يطلبون من عناصر حمساوية مغادرة البلاد لأن إسرائيل اشترطت ذلك"، مضيفا أن أردوغان ذهب إلى إسرائيل خاضعا ذليلا متوسلا، وهو الآن في الطريق إلى مرحلة الانبطاح.

وادعى أن "أردوغان بعث برسائل سرية وأخرى علنية يطلب فيها من القاهرة أن ترضى، ولم ترض، وطلب العودة فرفضنا.. مرارا وتكرارا وزع الأدوار بين موظفين وسياسيين من إدارته، ولم يجد من القاهرة أي استجابة". وتساءل: ماذا قدمت تركيا للإسلام والمسلمين أو ماذا قدم أردوغان وإدارته للإنسانية؟

وأجاب: "غارق (أي أردوغان) حتى العنق في الدماء السورية.. متورط حتى النخاع في تنفيذ أجندة إسرائيل بالمنطقة.. متنازل بالعار عن كل القضايا التي رفعها أتراك ضد الجبروت الصهيوني في المحاكم الدولية.. متدخل بكل عنت في الشؤون الداخلية المصرية.. يقبل الأيادي والأقدام ليلحق بقطار الاتحاد الأوروبي مهما كان الثمن.. متاجر بالقضية الفلسطينية، ويقبض الثمن تطبيعا مع تل أبيب".

ردّ مصري سلبي على تصريحات "جاويش أوغلو"

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "الشروق" عن مصدر دبلوماسي مصري مطلع، الثلاثاء، قوله إن موقف مصر من تركيا لا يزال ثابتا، وأن التصريحات المتتالية من جانب المسؤولين الأتراك، ورغبتهم في تحسين العلاقات مع مصر، خصوصا تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ما هي إلا تصريحات تبدو براقة في عناوينها، لكنها لا ترتبط بتغيرات على أرض الواقع.

وجدد الدبلوماسى المصري، وفق "الشروق"، تأكيد استمساك مصر باعتراف تركيا بانقلاب 3 يوليو، وشرعية رئاسة رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي لمصر.
التعليقات (2)
محمد عبدالله ابراهيم احمد
الخميس، 28-07-2016 09:31 م
التقارب بين البلدين ممكن بعد اجراء عملية الاستفتاء حقيقية في مصر
مصري
الثلاثاء، 05-07-2016 11:16 م
حن لايهمنا مايقال من هذا الجانب أو ذاك نريد ان نقارن مقارنة موضوعية منذ ثلاثة أعوام ماذا أنجز اردوغان وماذا أنجز السيسي ، نرجو من المتخصصين في السياسة والإقتصاد أن يجروا هذة الدراسة بكل موضوعية وبكل حياد ، و بعد ذلك يكون التعقيب والكلام .