تصريحات المهندس أبو العلا ماضي التي قال فيها إن الرئيس
مرسي رفض مطالب أمريكية وألمانية بتعيين البرادعي أو عمرو موسى رئيسا للوزراء، في غاية الأهمية. ولا أقصد هنا الحديث عن أهمية الماضي بتفاصيله الغائبة المهمة، بل أهمية المستقبل لانعكاس هذه الأحداث عليه!
ورغم اعتراضي على موقف أبو العلا ومعه الدكتور محسوب وقتها، والذي كان ينحاز للمطالب الغربية بشكل مستغرب حسبما ذكر، فإنا لنا عدة ملاحظات جوهرية حول الحوار ككل.
أبو العلا ماضي خرج بهذا التصريح بلا مناسبة وبدون داع تقريبا، وإذا به يذكر واقعة هي في حقيقة الأمر بمثابة "ميلاد سياسي" جديد للرئيس مرسي، بإظهاره على حقيقته، كرئيس قوي واع شامخ ثابت يرفض الإملاءات الغربية والأمريكية المتكررة، أمام من اتهموه بالعمالة والتجسس وبيع البلد! كل مؤيدي الشرعية يعلمون أن هذه هي صفات رئيسهم البطل الصامد، لكن لماذا شهادة أبو العلا الآن؟؟
شهادة أبو العلا ماضي لم ينفها أي طرف من الأطراف المعنية: (السفارة الأمريكية في القاهرة - وزارة الخارجية الأميركية - البيت الأبيض في واشنطن - السفارة الألمانية في القاهرة - وزارة الخارجية الألمانية - المتحدث باسم المستشارة الألمانية في برلين- أو حتى عمرو موسى ومحمد البرادعي) وجميعهم أحياء يعيثون في الأرض فسادا.
وأنا أعتقد أن شخصا مثل أبو العلا ماضي لا يتحدث في مثل هذا التوقيت بمثل هذا التصريح إلا كمقدمة لمسار سياسي جديد يراد أن تدخل فيه البلاد قبل الانفجار القادم، أو "الحل السياسي الشامل" الذي تحدث عنه أبو العلا صراحة في حواره.
ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن أبو العلا ختم حديثه بمطالبته جماعة الإخوان بفصل الدعوي عن الحزبي، وهو ربط لم يكن ليمر دون أن يستوقفنا! فهل طرح هذه النقطة مقرونة بالحل السياسي الشامل الذي تحدث عنه هو إشارة، أو رسالة مبطنة، أن هذا هو الشرط المفروض لعودة الشرعية والرئيس مرسي؟؟
منذ مدة وأنا غير مستريح لتوقيت الدعوات لفصل الدعوي عن السياسي، ورأيي أنه الشرط الأمريكي المفروض للدخول في مسار جديد قد يتضمن عودة الشرعية ولو بشكل شرفي، بعد تأكدهم أن استمرار السيسي يعني انفجارا لا يمكن السيطرة عليه!
وفي جميع الأحوال فقد عبرنا عن رفضنا للفصل بين الدعوي والسياسي، لتعارضه مع فكر الإخوان الشامل، ولأنه خطأ سياسي سيمكن الغرب والانظام من احتواء الإخوان أو تفجيرهم من الداخل.
بمرور الوقت يتضح مع الوقت كم كان الرئيس مرسي رئيسا بحق، وكم كانت 30 يونيو أمريكية بحق. ورأيي أن واجب الوقت الآن هو الثبات، فمنحنى الانقلاب إلى أسفل، ومنحنى الشرعية إلى أعلى، وإنما النصر صبر ساعة.