سياسة دولية

فلم وثائقي يكشف لأول مرة كيف تلاعبت إسرائيل بالقضاء الأمريكي

فلم مؤسسة الأرض المقدسة
فلم مؤسسة الأرض المقدسة
تبث قناة الجزيرة القطرية فيلما وثائقيا، الثلاثاء، يكشف لأول مرة كيف تلاعبت الحكومة الأمريكية بالقضاء والمحاكم حتى تنتهي إلى عقوبات بالغة القسوة بحق ناشطين إسلاميين كانوا يجمعون التبرعات لصالح الفلسطينيين، حيث أدانتهم بتمويل الإرهاب لمجرد مزاعم أن بعض الأموال التي أرسلوها لصالح فلسطينيين ذهبت لأطفال وعائلات شهداء كانوا ينتمون إلى حركة حماس.

والفيلم الوثائقي الجديد الذي أنتجته شركة "نون ملتيميديا"، ومقرها لندن، هو الأول الذي يتناول قضية "مؤسسة الأرض المقدسة"، التي تم إغلاقها قبل سنوات واعتقال القائمين عليها، ومن ثم إنزال أحكام مشددة بحقهم، كانت معظمها السجن مدى الحياة، وذلك عقابا لهم على جمع تبرعات مالية لصالح ضحايا الاحتلال الإسرائيلي.

ويحمل الفيلم اسم "باحثون عن الحرية"، ويستعرض إجراءات المحاكمة التي تعرض لها المعتقلون، حيث يقول منتجو الفيلم إنه يُثبت لأول مرة كيف تم تسييس المحاكمة، لتنتهي باستصدار أحكام مشددة ضد النشطاء العاملين في مجال الإغاثة والعمل الخيري.

ومن المقرر أن يُعرض الفيلم على قناة الجزيرة الوثائقية مساء اليوم، السابع عشر من أيار/ مايو 2017، في السابعة مساء بتوقيت غرينتش، على أن يُعاد في الليلة ذاتها عند الساعة 11 مساء، ويعاد مرتين في اليوم التالي.

وقال مخرج الفيلم محمد عمر، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن الفيلم يعرض "تفاصيل ملف قضية أكبر مؤسسة خيرية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مؤسسة الأرض المقدسة، الذي اعتبر سابقة في تاريخ القضاء الأمريكي، لما اعتبرته الأوساط القانونية والإعلامية آنذاك محاكمة سياسية بامتياز، بعد وقوع أحداث سبتمبر بشهور قليلة، لتكون المؤسسة كبش الفداء". 

وأضاف: "الغوص في مثل هذه القضية لم يكن أمرا سهلا؛ بسبب تعقيداتها وتشعباتها، لذلك لم يكن من الهين أن أعالجها من الناحية الموضوعية والبصرية عبر فيلم وثائقي يرصد أهم ما جاء حولها، خاصة أنها لم تحظَ بالاهتمام اللازم من وسائل الإعلام المحلية والدولية، ولم يسلط الضوء عليها بالقدر الكافي". 

ويتابع عمر: "ظهر لنا بعد التحقيقات والبحوث الطويلة التي أجريناها أن إسرائيل لها علاقة مباشرة بهذا الملف، فلقد كان هناك طلب مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن آنذاك بأن يوقف الأخير أعمال المؤسسة الخيرية". 

ويشير المخرج محمد عمر إلى أنه "كان أكثر ما أثار اهتمامنا هو أن المؤسسة كانت متهمة بدعم حركة حماس، عن طريق تقديم مساعدات مادية للجان الزكاة التي تسيطر عليها حماس، وهذه المعلومة دفعتنا للذهاب إلى فلسطين لتقصي الحقائق حول هذا الأمر، لنكتشف أن المؤسسة كانت تقدم مساعدات للجان الزكاة الفلسطينية المعتمدة من قبل السلطات المختصة، والتي كانت تتلقى المساعدات من جهات أمريكية حكومية، ومن جهات دولية أخرى، ولم تُصنف في أي وقت من الأوقات بمسمى جهات إرهابية أو جهات خاضعة لسلطة حماس ونفوذها".

يشار إلى أن الفيلم هو الأول الذي يتناول قضية "مؤسسة الأرض المقدسة"، وهي القضية التي أثيرت بعد فترة وجيزة من أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، فيما يسود الاعتقاد بأن إسرائيل استغلت الظروف التي تلت الأحداث؛ حتى تحرض الولايات المتحدة على إغلاق المؤسسة، ومعاقبة القائمين عليها.
التعليقات (0)