مقالات مختارة

ارتباط الإرهاب بـ"المقدس" في الكيان!

فايز رشيد
1300x600
1300x600
حتما. فإن الصهيوني في صميمه لا يكره نفسه فقط. بل يلعنها من داخله في كثير من الأحيان! لأنه يكره ويلعن العالم بأسره. وبخاصة عندما يملأ عقله بالتعاليم الصهيونية وأضاليلها، وعندما يلفُ حول عنقه حبل السوبرمانية، فيرى كل الآخرين أقزاما. يتوجب عليهم خدمته والدوران في فلكه! لأنه "الأنقى والأطهر" في الجنس البشري! الصهيوني يرى أن الإرهاب الذي يمارسه هو عنف "مقدس"! لولا هذا الشعور فلن يستطيع اقتراف المجازر بحق شعبنا وأمتنا، واحدة تلو الأخرى، بدءا من مجازر دير ياسين، مرورا بمجازر مدرسة بحر البقر، وقانا الأولى والثانية. وصولا إلى مجازره المتعددة الحالية في وطننا الفلسطيني الكنعاني العربي الخالد أبد الدهر. وطننا المسكون في روح كل فلسطيني وعربي، وطننا الأبيّ العصيّ على الكسر، ينتفض ترابه هو الآخر مؤكدًا أنهم الطارئون العابرون حتما في تاريخه.

لقد أصدر عدد من الحاخامات اليهود فتاوى جديدة تنص كالآتي: "يحق للجندي اليهودي قتل الفلسطيني لمجرد الشك فيه". "اقتلوا الفلسطينيين والعرب وأبيدوهم حتى أطفالهم بلا رحمة. للحفاظ على إسرائيل". وفتوى أخرى تنص على "كل الأغيار -غير اليهود- وبخاصة في إسرائيل يتوجب أن يعملوا في خدمة اليهود". الكنيست بصدد سن قوانين "تجيز لإسرائيل ضم أراضي الضفة العربية" سيقدمه شيلا إلدار إلى الكنيست.. مشروع قانون آخر يجيز للمحاكم الإسرائيلية محاكمة وسجن الأطفال الفلسطينيين دون سن 14 وغيره من القوانين. هؤلاء الحاخامات شكلوا قبل عشر سنوات حركة وأطلقوا عليها اسم "هسنهدرين هحداشا" (مَجْمَع الحاخامات الجديد). أسس هذه العصابة الحاخام عيدان شتاينليزتس، الحاصل على "جائزة إسرائيل" و"وسام الرئيس الإسرائيلي"، وهما يعدان أرفع الجوائز الإسرائيلية. هذه الحركة رسمت هدفا واحدا لها: تنمية فكرة القتل والعنف والإرهاب في نفسية الأجيال الجديدة من اليهود! هدفها إذن تعميق الأيديولوجيا السوبر مابعد فاشية والسوبر مابعد عنصرية في ذهنية اليهودي المابعد صهيوني.

لطالما استرعتني قضية العنف المجرم. بالتساؤل: كم من الحقد ينزرع في عقل ووجدان القاتل كي يقوم بارتكاب جريمته؟ هذا في حالات القتل الفردية... فما بالك بحالات إرهاب الدول؟ قرأنا عن سفاحين كثيرين في التاريخ كـ: هتلر، موسوليني، جنكيز خان، إيفان الرهيب، وغيرهم! لكن هؤلاء مثّلوا حالات فردية.. فالظاهرة التي مثّلها كل منهم في التاريخ. كانت قصيرة الأمد. في ما يتعلق بإرهاب الحركة الصهيونية وتمثيلها السياسي الإسرائيلي، فهو ما زال قائما على مدى يقارب السبعة عقود.. الفرق بينه وبين فاشية أولئك.. أنه عنف مُعتنق (أيديولوجيا)، عنف ليس من قبل زعيم أو بضع زعماء في الكيان، بل من غالبية اليهود.. فمثلا هناك إحصائيتان أجرتهما جريدتا "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت"، تؤكد نتائجهما على: أنه في عام 2025 فإن النسبة المؤيدة لأحزاب المتطرفين الأصوليين الفاشيين من اليهود الإسرائيليين ستبلغ من 59%- 62%. إن حرق طفل وقتل جريح عديم القدرة على الحركة هو "مابعد فاشية"! فكيف تقدم عليها كائنات بشرية مُفترض أن لها إحساسا ومشاعر؟

إسرائيل حاولت الربط ما بين إرهابها وعنفها والمقدّس.. أي أن تجعل من كل مذابحها وجرائهما بحق شعبنا وأمتنا.. مسألة مرتبطة بالإله.. وهو الذي يبررها وفقا لمعتقدات الحاخامات التحريفيين.. بحيت تبدو مسألة ربانية..ما على اليهود إلا اعتناقها وممارستها فعلا على الأرض. للعلم، تمثل النصوص التوراتية، والوثائق اليهودية، ومجمل نتاج الفكر الديني اليهودي في مراحل مختلفة من التاريخ، نموذجا فريدا للدوغمائية الإرهابية العنفية الصهيونية، بحيث لم يـكف الحاخامات اليهود عن تغذية تلك الأساطير القبلية المؤسسة للسياسة الصهيونية باستمرار حتى هذه اللحظة. بالتالي، أصبح العنف والقتل اليهودي للأغيار (غير اليهود) بالنسبة إلى المتدينين اليهود ذا مضمون عنصري استعلائي مقدس.. "شعب الله المختار" وكافة المقولات التضليلية الأخرى! معروف أن السلطة الدينية والحاخامات يشكلون الحاكم بأمره في مصدر التشريع لليهود. أرأيتم كيف يعتبرون أن جرائمهم مقدّسة؟ ولهذا يوغلون في بشاعة اختراع وارتكاب طرق ووسائل قتلهم الفاشي الأسود لأبناء شعبنا وأمتنا!

(عن صحيفة الشرق القطرية)
التعليقات (0)