جفاء وتجنب للمصافحة بين أردوغان وشكري بقمة اسطنبول (شاهد)
القاهرة - عربي21- خالد شرف14-Apr-1607:03 PM
9
شارك
جفاء واضح بين وزير خارجية مصر سامح شكري والمسؤولين الأتراك وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان ـ أ ف ب
شهدت القمة الإسلامية التي تستضيفها مدينة "اسطنبول" التركية جفاء واضحا بين الوفد المصري برئاسة وزير الخارجية سامح شكري والمسؤولين الأتراك وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان، في مخالفة للأعراف الدبلوماسية والبرتوكول المتبع في مثل هذه المؤتمرات.
ويشارك في فعاليات القمة الثالثة عشر لمنظمة التعاون الإسلامي والتي تنعقد تحت شعار "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام" ممثلين عن أكثر من 50 دولة إسلامية.
شكري يرفص مصافحة أردوغان
وخلال الجلسة الافتتاحية، تجنب أردوغان مصافحة سامح شكري الذي ألقى كلمة مصر باعتبارها الرئيس السابق للقمة الثانية عشر، وبعدها أعلن تسليم مصر رئاسة القمة لتركيا.
وبعد أن أنهى شكري كلمته، غادر المنصة مسرعا، وتجنب مصافحة أردوغان الذي اعتلى المنصة من الجهة الأخرى لإلقاء كلمة تركيا.
وشدد شكري، خلال كلمته بقمة التعاون الإسلامي، على أهمية حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام الشرعية المستقرة التي تحافظ على السلم والأمن الدوليين.
وأضاف: "يجب ألا ننسى التوترات والصراعات الناتجة عن التفاعلات الداخلية في الدول الإسلامية"، مشيرا إلى أن استعادة التوازن المفقود دوليا وإقليميا يبدأ بتحقيق الاستقرار الداخلي أولا.
وقال شكري في ختام كلمته: "تتوجه مصر بالشكر إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وكافة الدول التي ساندتها خلال رئاستها للدور الثانية عشر للقمة الإسلامية .. والآن أعلن انتقال رئاسة القمة إلى الرئاسة التركية"، رافضا ذكر اسم الرئيس أردوغان.
أردوغان العابس
وأثناء إلقاء شكري لكلمة مصر، رصدت الكاميرات تعبيرات العبوس وعدم الارتياح واضحة على وجه أردوغان، وبعد انتهاء الكلمة رفض الرئيس التركي التصفيق كما هو متعارف عليه في هذه المواقف.
ورد أردوغان الصاع لوزير الخارجية المصري، حيث شكر في كلمته رئاسة الدورة السابقة دون أن يذكر اسم مصر بشكل صريح، في حين شكر العديد من الدول باسمها مثل إندونيسيا وتونس.
وغاب عن القمة قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، بسبب التوتر الشديد الذي يشوب العلاقات بين مصر وتركيا.
ولا يعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشرعية عبد الفتاح السيسي ويعتبره قائدا للانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي في يوليو 2013، وكثيرا ما أعلن تضامنه مع مرسي وأنصاره خاصة بعد مذبحة رابعة في آب/أغسطس 2013.
وتعد تركيا القاعدة الرئيسية لمعارضي النظام الحاكم في مصر، حيث تستضيف الآلاف من الإخوان والمعارضين المصريين الذين فروا من البلاد خوفا من اعتقالهم، كما تنطلق من تركيا العديد من القنوات الفضائية المصرية المناوئة للسيسي.
4 ساعات فقط
وفور انتهائه من إلقاء كلمة مصر وتسليم رئاسة القمة الإسلامية لتركيا، غادر سامح شكري اسطنبول عائدا إلى القاهرة.
وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية إن شكري توجه من المطار إلى مقر انعقاد القمة، ثم غادر قاعة المؤتمر متوجها مباشرة إلى المطار، واستلم السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية رئاسة وفد مصر في القمة.
وقال القائم بأعمال القنصلية المصرية في اسطنبول بسام راضي، إن زيارة شكري لتركيا تعد من أسرع الزيارات في تاريخ الدبلوماسية المصرية حيث استغرقت أربع ساعات فقط، منها ساعتان في طريق الذهاب والعودة للمطار، مشيرا إلى أن شكري لم يعقد أي لقاءات أو مباحثات مع المسؤولين الأتراك.
ويشارك في القمة التي تعقد على مدى يومين، أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة إلى جانب رؤساء برلمانات ووزراء خارجية الدول الإسلامية.
وصول الانقلابي
وكانت صحيفة "مللي جزيته" التركية قد علقت على مشاركة الوفد المصري في المؤتمر بعنوان على صفحتها الأولى يقول: "وصول الانقلابي".
وأضافت الصحيفة في تقريرها الخميس أن سامح شكري وزير الخارجية المصري يمثل نظام 3 يوليو الذي انقلب على الرئيس محمد مرسي وتسبب في قتل واعتقال عشرات الآلاف، مشيرة إلى أن يدي شكري ملوثتان بدماء آلاف الشهداء ومنهم أسماء البلتاجي ابنة القيادي الإخواني محمد البلتاجي.
وتابعت "مللي جزيته": "على الرغم من أن الوزير شكري دخل مطار أتاتورك الدولي من قاعة كبار الزوار المخصصة للمشاركين في أعمال القمة الإسلامية، إلا أن بلادنا لن تكون سعيدة بلقاء ممثل الحكومة الانقلابية التي أطاحت بأول رئيس مصري منتخب واعتقلت الكثير من أعضاء جماعة الإخوان".
ومن المقرر أن يناقش رؤساء الوفود المشاركة في القمة، عدة قضايا من بينها ظاهرة العداء للإسلام، وحقوق الإنسان في العالم الإسلامي والخطة العشرية الجديدة لمنظمة التعاون الإسلامي والصراع العربي الإسرائيلي، وأوضاع المسلمين في الدول غير الإسلامية، ومكافحة التطرف والإرهاب.