كتاب عربي 21

بعد تفجيرات بلجيكا: الإدانة لا تكفي

قاسم قصير
1300x600
1300x600
شكلت التفجيرات التي أصابت العاصمة البلجيكية يوم الثلاثاء، تطورا خطيرا في عمل المجموعات الإرهابية في أوروبا، فمنفذو هذه التفجيرات نجحوا في الوصول إلى قلب المطار وإحدى محطات المترو، رغم كل الترتيبات الأمنية والمعلومات المسبقة الي كانت متوفرة عن احتمال حصول مثل هذه الهجمات الإرهابية.

كما أن حجم عدد الضحايا واستهداف التفجيرات لوسائل ومحطات النقل الأساسية في المدن الأوروبية، يؤكد خطورة ما جرى وما يمكن أن يجري في الأيام المقبلة في ظل وجود معطيات من مصادر متعددة عن احتمال حصول تفجيرات وعمليات أخرى في مدن أخرى، سواء في بلجيكا أم دول أوروبية أم دول عربية وإسلامية أخرى كما حصل في تركيا وأبيدجان مؤخرا.

وقد سارعت العديد من الجهات والهيئات والمؤسسات والشخصيات الإسلامية في أنحاء العالم لإدانة مثل هذه التفجيرات والإعلان عن التضامن مع الشعب البجليكي ودولة بلجيكا، وهذه الإدانة والاستنكار أصبحت لازمة مكررة عند كل تفجير أو عملية إرهابية، وغابت مؤخرا الكلمات والمصطلحات التي تبرر مثل هذه التفجيرات والأعمال الإرهابية والتي كانت تترافق مع كل بيان إدانة.

لكن هل تكفي إدانة عمليات الإرهاب وهذه التفجيرات فقط؟ أم إن هناك مسؤوليات جديدة علينا كمسلمين يجب القيام بها في مواجهة هذه العمليات الإرهابية التي لا تطال فئة معينة من المواطنين بل هي تستهدف كل الأبرياء وسيكون لها انعكاسات خطيرة على مستقبل الإسلام والمسلمين في أوروبا والعالم أجمع؟

والجواب الواضح والصريح: أن الإدانة لم تعد تكفي لمواجهة هذه العمليات الإجرامية الصريحة والواضحة والتي تخدم أعداء الإسلام والمسلمين وتقدم أسوأ صورة عن الإسلام في هذه المرحلة، كما أن الحديث عن الأسباب التي تؤدي لانتشار الإرهاب والجماعات الإرهابية لم يعد مقنعا بغض النظر عن الحاجة لدراسة كل الأسباب والظروف التي أوصلتنا إلى مثل هذه الحالة الخطيرة.

والمهم اليوم أن ننخرط جميعا، وأركز هنا على مسؤولية المسلمين وكل الهيئات والشخصيات والمرجعيات الإسلامية، لأن ما يجري يتم باسم الإسلام والمسلمين، في عملية سياسية وإعلامية وميدانية واجتماعية وثقافية في مواجهة هذا الإرهاب المدان والخطير.

فلم يعد صحيحا أو مقبولا السكوت عن هؤلاء المجرمين أو تأمين أية بيئة تساعدهم على التحرك ومن هنا أهمية دور العلماء والهيئات المعنية بالقيام بعملية توعية وجهد كبير من أجل نشر الثقافة والوعي الفقهي والديني المضاد لثقافة الإرهاب والقتل.

كما أن النزول إلى الشارع والمشاركة بفعالية في كل الفعاليات الجماهيرية والسياسية لإدانة مثل هذه العمليات الإرهابية، أصبح ضرورة قصوى كي نقدم صورة مختلفة عن الإسلام والمسلمين، لأن هؤلاء الإرهابيين يشوهون صورة الإسلام والمسلمين ويقدمون أبشع الصور عن ديننا الحنيف والذي يهدف لنشر الرحمة والأمان والعدل ولا يقبل بالقتل والعنف وخصوصا قتل المدنيين بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو جنسيتهم.

نحن اليوم أمام تحديات كبرى، وأوروبا وغيرها من الدول التي كانت ملجأ للمسلمين والعرب طيلة عشرات السنين تشهد بسبب هذه العمليات الإرهابية موجة جديدة من العنصرية واتجاهات من الكراهية ضد العرب والمسلمين وكل من هو من أصول عربية أو اسلامية أو مشرقية، وسيصبح كل مسلم أو من هو من أصول عربية وإسلامية متهما أو معرضا للاتهام والخوف والعيش بقلق ورعب، فهل هذا ما يريده هؤلاء المجرمون والقتلة.

الإدانة لهذه العمليات الإجرامية مطلوبة وضرورية ولكنها لم تعد تكفي للمواجهة، ومن هنا أهمية أن تقوم كل المرجعيات والهيئات والحركات والشخصيات الإسلامية بجهد غير عادي للمساهمة والانخراط في الحرب ضد هذا الإرهاب.
التعليقات (9)
بحث ساذج
الخميس، 24-03-2016 09:26 ص
ما هذا البحث السطحي الساذج؟ لماذا إذا قامت دول غربية بأعمال إرهابية في بلاد المسلمين لا نجد منكم خطابات استنكار بنفس الحجم او اكثر مما تستنكرون به اعمال إرهابية ضد الغرب؟ و لماذا لا نجد منكم خطابات توجه للشعوب الغربية تحملونها مسؤولية الارهاب الذي تقوم به حكوماتها، فمؤخرا فقط قصفت دول التحالف الغربي جامعة الموصل، قصفت مبنى مدني أكاديمي، قصفت دار للعلم! و بعدها بأيام قصفت طائرات التحالف الغربي مسلمين مدنيين في اليمن بذريعة مطاردة القاعدة!!! لماذا لا توجهون خطابات للشعب الروسي و تحملوه مسؤولية الإرهاب الذي تقوم به حكومته في سوريا، حيث فجرت مستشفيات و مدارس و أسواق و محال تجارية و مساكن الناس المدنيين! ... لكن إذا قام افراد "محسوبين" على المسلمين بعمليات إرهابية تتسابقون لتدينوا كل المسلمين و تحملونهم مسؤولية إرهاب أفراد!!! ما هذا المنطق المنحرف المريض الخطير؟ إذا كانت مخابرات العالم كلها -بِعُدَّتها و قوتها و إمكانياتها الضخمة و تجسسها- لم تستطع (أو لم تشأ) منع افراد من القيام بعمليات إرهابية، فماذا عسى الناس العاديين ان يفعلوا! ....  أما إيقاف هذا الارهاب المتبادل - إرهاب الغرب و إرهاب افراد و جماعات اسلامية- فهذا لن يتحقق إلا بتحرر بلدان المسلمين من قبضة النظام الدولي و تمكن المسلمين من إنشاء دولة قوية، ساعتها ستتكفل هذه الدولة بحماية المسلمين، حمايتهم من إرهاب الغرب، و حمايتهم من الغلو، و حماية الشباب المسلم من أن يسقط فريسة و لعبة سهلة بيد المخابرات العالمية التي تستقطب بعض الشباب المسلم المتحمس و الجاهل لتستخدمهم -غالبا بدون علمهم- في عمليات إرهابية يضربون بها الاسلام و يحققون بها ذرائع و رَأْيًا عاما لسياسات الغرب الإمبريالية و الإرهابية! ... فمنفذي عملية بروكسيل مثلا بلجكيون ذوي سوابق إجرامية في الجريمة المنظمة (قطع الطرق، سرقة السيارات الخ)، و كانوا في السجن، و تعاملوا مع السلطات الأمنية البلجيكية و العالمية (حتى تركيا كانت تعلم بهم) و معلومين لديها! ... فما دخل هؤلاء المجرمين بالإسلام؟ مِنْ سرقة السيارات و قطع الطرق الى "انتحاريين"!!! أفرادٌ بهذه الخلفية الاجرامية غالبا ما تستقطبهم اجهزة مخابرات عالمية ، فالكل يعلم صفقات "سي أي إي" الامريكية مثلا في مجال المخدرات في كثير من الدول لتمويل عملياتها عن طريق تجارة المخدرات، فالمخابرات العالمية لها علاقات وطيدة و مصالح مشتركة مع مجرمي المخدرات و السرقات المنظمة الخ، و كثيرات ما تضغط عليهم للقيام بعمليات معينة! ... فمجرمين معلومين مثل الذين نفذوا عمليات بروكسيل أكيد تُقَدم لهم مساعدات لوجستية و حماية و وثائق مزورة من بعض المخابرات! فمن هنا يتبين أيضاً -على أقل تقدير- اختراق مخابرات دولية لجماعة البغدادي، فأفعال جماعة البغدادي تخدم مخططات النظام الدولي و تقدم له هدايا على طبق من ذهب! 
هزاع السوري
الخميس، 24-03-2016 08:59 ص
نسأل من يستنكر الارهاب ويطالب بمحاسبته وادانته :لقد ادان معظم السوريين والجامعة العربية وكل الشرفاء حزب الله واعتبروه ارهابيا فهل يدين هذا القصير حزب الله كي نصدقه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حتى الإرهابيون يدينون الإرهاب!
الأربعاء، 23-03-2016 10:28 م
تعجبت اليوم وأنا أرى مؤيدي الحزب الكردي الإرهابي بي ي د يشارك في تأبين ضحايا أبرياء للإرهاب في بروكسل، وهو الذي نفذ وينفذ تفجيرات مشابهة خلفت ضحايا أبرياء للإرهاب. للأسف أن الكاتب يقف موقفا مشابها بدفاعه المستمر عن أنظمة إرهابية تقتل شعوبها وتهجرهم في الوقت الذي يطالب الآخرين بمواقف ضد الإرهاب. هذا التناقض الذي يقع فيه الكاتب هو نفسه الذي يقع فيه الساسة في أمريكا وأوروبا حين يقبلون بالتعاون مع الإرهابيين المحليين لمحاربة من يقاوم عدوانهم وتسلطهم في المنطقة. وهنا أقصد المقاومة الحقيقية طبعا وليس المكاومة والمماتعة التي تدعيها إيران وحلفها الطائفي.
الفرق بين حلب وبروكسل
الأربعاء، 23-03-2016 10:20 م
عندما يصاب الإنساب بالعمى الإنتقائي، يرى الإرهاب في بروكسل وأوروبا ولا يراه في حلب وسوريا والعراق. ويراه من تنظيم الدولة ولا يراه من الحشد الشعبي وحزباله والأنظمة الطائفي المجرمة في سوريا والعراق التي تقتل شعوبها تشبثا بالكرسي أو إيمانا بخرافات أن قتل مواطنيهم العرب يعجل بظهور المهدي. أول الجهد المطلوب هو أن يتوقف العقلاء عن تأييد المجرمين الذين يدمرون البلاد والعباد.
أبو ذر الحموي
الأربعاء، 23-03-2016 09:18 م
مع إدانتنا لكل التفجيرات التي حصلت وتحصل لكن ثمة سؤال جدي وهو :من الفاعل الحقيقي لهذه التفجيرات؟ ومن هو وراءه وتصب بمصلحة من؟ ثم هل لدى الأخ قاسم قصير علم بالغيب أم هو إستقراء أحداث إم تسريب معلومات أعتقد بالإجابة نرى أن الحقيقه تتوزع الصهيونيه النظام الطائفي الأسدي المشاريع الإمبراطورية #إيران و#روسيا و#أمريكا #داعش بوحي من الجميع