الإعلام الروسي يحتفي باعتذار شاعر تركي لروسيا (فيديو)

كتب الشاعر التركي المثير للجدل حسين حيدر قصيدة يعتذر فيها للشعب الروسي، على إسقاط بلاده لطائرة سوخوي24 روسية ومقتل قائدها.

 وقد احتفى الإعلام الروسي بمقطع فيديو انتشر على موقع يوتيوب، يظهر فيه هذا الشاعر وهو يقرأ القصيدة، التي يعتذر فيها على تصدع العلاقات بين البلدين بسبب سياسات رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان.


ويعد حيدر واحدا من أكثر الشعراء الأتراك إثارة للجدل، حيث عبر في هذه القصيدة عن شعوره بالذنب بسبب موت الطيار الروسي أوليغ بيشكوف، ووجه اعتذاره لشخصيات روسية مثل الشاعر فلاديمير ماياكوفسكي، الكاتب ماكسيم غوركي، ورائد الفضاء يوري غاغرين.
 
وفي نهاية القصيدة قال إنه "يجثو على ركبتيه أمام والدة أوليغ بيشكوف، ويطلب منها الصفح على مقتل ابنها".

 ويقول حيدر في هذه القصيدة: "أمام أعيننا تم قطع العلاقات الأخوية، كنت لأوقف هذه الأحداث ولكنني لم أستطع، ولكن سيأتي اليوم الذي يعاقب فيه المسؤولون على هذه الجريمة وعلى ما اقترفوه".
 
يذكر أن هذه الأزمة بين تركيا وروسيا اندلعت في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر من السنة الماضية، حين قامت طائرة إف 16 تابعة لسلاح الجو التركي بإسقاط مقاتلة سوخوي24 روسية، بعد أن اخترقت الأجواء التركية ولم تستجب للتحذيرات التي وجهت لها.

 
ورغم ادعاء روسيا بأن طائرتها كانت في الأجواء السورية، فإن صور الأقمار الصناعية وتقارير محايدة أكدت أن الطائرة اخترقت الأجواء التركية لأكثر من ألف متر. وقد هبط الطيار أوليغ بيشكوف بالمظلة في منطقة سورية يسيطر عليها مسلحون تركمان، فأطلقوا عليه النار وقتلوه قبل وصوله للأرض، ثم قتلوا أيضا عنصرا من فريق الإنقاذ الذي جاء للبحث عنه.

 وعلى إثر نشر هذه القصيدة، قامت مجموعة من الطلبة من جامعتين باسطنبول بنشر مقطع فيديو يظهرون فيه وهم يقرؤون قصيدة حسين حيدر، كما قام هؤلاء الطلبة بتصوير المقطع في مكانين لهما رمزية في تركيا، هما ساحة تقسيم التي شهدت احتجاجات ضد الحكومة في سنة 2013، وكذلك في أحد الموانئ المطلة على مضيق البوسفور.

 وأما المشهد السياسي، فلم يعرف مواقف مشابهة، حيث اكتفت أحزاب المعارضة بانتقاد السياسة التركية في سوريا بشكل عام، واستنكر المحسوبون على حزب العدالة والتنمية الحاكم هذا التصرف ووصفوه بالموقف الخائن للدولة التركية وللجيش التركي، الذي تعامل مع الطائرة الروسية وفقا لقواعد الاشتباك المتعارف عليها دوليا.

 وقد سبق أن بثت إحدى القنوات التركية في الفترة التالية لإسقاط الطائرة الروسية، تقريرا سألت من خلاله بعض المواطنين عما سيفعلونه في حال شاهدوا الرئيس الروسي في شوارع تركيا. فكانت غالبية التعليقات التي ضمها هذا الفيديو الذي ترجمته عربي21، تصب في اتجاه السخرية من بوتين والافتخار بما أقدم عليه سلاح الجو التركي.