رئيس وزراء مصر: لا نحتاج للمكر.. وعلى المصريين الصبر (فيديو)

قال رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، إن الحكومة ليست بحاجة إلى مكر ودهاء سياسي، وإن سياساتها قائمة على المصارحة، مضيفا أنه "ليس هناك فرصة غير قول الحقيقة، وليس المطلوب من الحكومة تجميل الحقائق، إنما محاولة حلها"، بحسب قوله.

واستدرك بالقول: "لكن مش لازم نستعجل النتائج، إحنا عايزين نتحرك، لكن هذه المشكلات ستأخذ وقتا، بعد أن تراكمت على مدى عشرين سنة، ووصلت للمرحلة الحالية، وستحتاج بعض الوقت للتعامل معها".

وأضاف: "لن نحل كل المشكلات في سنة أو اثنتين أو ثلاث سنوات.. بعض المشكلات ستحتاج إلى خمس سنوات لحلها جذريا"، مؤكدا في الوقت نفسه وجود توجه حكومي لحل المشكلات الخدمية.

وتابع: "لازم نبدأ، وأن يشعر الناس بأن هناك بداية حقيقية للإصلاح.. هذه رسالة برنامج الحكومة.. الحل الجذري للمشكلة صعب أن ينتهي في عام أو عامين.. البداية الصحيحة ستظهر للمواطنين.. وفي ملفات التعليم والصحة والصرف والإسكان نحتاج إلى وقت وتمويل واستثمارات كبيرة.. ستكون هناك حلول.. لكنها ستحتاج  إلى بعض الوقت، ولابد أن يكون لدى المواطن هذه القناعة".

جاء ذلك في حوار تليفزيوني أجري معه لأول مرة، عبر برنامج "أنا مصر"، على الفضائية المصرية، مساء الاثنين، مع معتز عبد الفتاح، وشيرين الشايب.

وأقر شريف إسماعيل في حواره بأن "الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر حاليا صعبة، وأن الوضع حرج".

وبرر تراجع الخدمات في الفترة الماضية، بأن الملفات الخدمية "لم نتعامل معها باقتصادية شوية، ومحتاجين نتعامل مع الخدمات التعليمية والصرف الصحي باقتصادية شوية، والمرافق تغطي تكلفتها".

واستطرد: "هذه الخدمات نراجع تكلفتها، وأسعارها، ولكن مش هيكون على فترة زمنية وجيزة ولكن هيبقى فترة ممتدة، وهيبقى فيه برامج موازية لمحدودي الدخل والفقراء"، على حد قوله.

وأضاف أن الحكومة تسعى للبحث عن موارد جديدة لخزينة الدولة بمشاركة القطاع الخاص، مردفا: "الدولة مش هتعمل كل حاجة لوحدها".

ودعا رئيس الوزراء المصري، المصريين إلى الاهتمام بالمنتج المحلي، والإقبال على شرائه، واصفا "دعم المنتج المحلي"، بأنه "عمل وطني، وسيحقق قيمة مضافة للاقتصاد المصري"، مردفا: "أقول للمواطن المصري.. ادعم اقتصاد بلدك".

أرقام خطيرة

واستعرض إسماعيل في حواره معالم الخلل الاقتصادي في مصر، وقال إن الحكومة تضطر للاقتراض، وأن قيمة المديونية العامة بلغت 2.3 تريليون جنيه، مضيفا: "ندفع عليها 250 مليار جنيه فوائد، ولا يمكن زيادة الدين العام أكثر من ذلك".

وأرجع سبب زيادة أسعار الدولار إلى المشروعات القومية التي يتم تنفيذها في البلاد، وخاصة في قطاعي الكهرباء والبترول، إضافة لاحتياجات خاصة تتمثل في استيراد قطع الغيار، ومستلزمات الانتاج في المرحلة المقبلة، حسبما قال.

تراجع إيرادات السياحة

وكشف شريف إسماعيل أن تراجع إيرادات السياحة بلغ 1.3 مليار دولار، منذ تحطم الطائرة الروسية في سيناء العام الماضي.

وأشار إلى أن ملف السياحة من الملفات المهمة لدعم الاقتصاد المصري، ليس فقط بالنسبة للدولار، ولكن لكونه صناعة متكاملة تشمل التشغيل والعمالة والصناعة.

وأضاف أن ملف السياحة يرتبط بأكثر من 8 ملايين مصري، وأن انخفاض أعداد السائحين من 14.5 مليون سائح لـ9.9 مليون سائح قد أسهم أيضا في قلة المعروض من عملة الدولار، وارتفاع سعرها في السوق الموازية.

رجال الأعمال.. والمحليات

ورأى أن معظم مشكلات رجال الأعمال هي تراكمات قديمة، وأن المرحلة المقبلة سوف تشهد مشاركة أكبر عدد معهم، وأنه سيتم تذليل العقبات والمشكلات التي تواجههم، وفق قوله.

وحول المحليات قال إنها مشكلة قائمة، وجزء من الحل هو إجراء انتخابات المحليات، مضيفا "نسعى إلى أن تكون في بداية 2017، وأنه سيتم تسهيل الإجراءات في التعامل مع أجهزة الحكومة بأسلوب متقدم، مما سيقلل من فرصة وجود الفساد"، وفق قوله.

منظومة التعليم بحاجة لتطوير

وخصَّ إسماعيل مشكلة التعليم بجانب كبير من حديثه، وأشار إلى أن منظومة التعليم تحتاج إلى تطوير كبير.

وتابع أن مصر تعاني من مشكلة حقيقية في مجال التعليم، مضيفا أنه "يوجد تعليم في مصر، لكنه ليس الأداء المطلوب، ولو هعطي التعليم درجة هيآخد 6 من 10".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى 50 ألف فصل إضافي لتقليل الكثافة الطلابية من 65 إلى 40 تلميذا، ونحتاج لـ12 مليار جنيه لحل مشكلة كثافة الفصول".

وكشف أن هناك مجموعات عمل تعمل الآن لمراجعة المناهج الدراسية متمثله في وزارة التربية والتعليم والمجالس المتخصصة التابعة للرئاسة، وسوف تنتهي من جزء كبير منه في نهاية نيسان/ أبريل المقبل.

مجلس الشعب صديق للحكومة

وحول علاقة مجلس النواب بالحكومة، قال: "مجلس النواب صديق للحكومة، وركيزة من ركائز الديمقراطية في مصر، وهيسهل عملها لوجود تنسيق كامل بيننا".

وأضاف أن البرلمان هو القادر على دعم الحكومة في القرارات والقوانين التي تحتاج إلى أن تصدرها، متابعا أنه خلال النصف الثاني من آذار/ مارس سوف يتم عرض برنامج الحكومة على البرلمان.

واستطرد: "أنا لما قولت قرارات صعبة كان الهدف الرئيسي المواطن، وخاصة الفقير ومحدود الدخل، وأي إجراء بنعمله لازم المواطن يعرف أنه يدور حول مصلحته"، مشددا على أن "الحكومة معندهاش مصلحة تانية غير مصلحة الفقير".

وأكد أن برنامج الحكومة سيعرض على مجلس النواب خلال النصف الثاني من آذار/ مارس الجاري، مضيفا أن السيسي يجتمع مع الوزراء، ويتابع معهم المشروعات بشكل شبه يومي، ويعلم أدق التفاصيل الخاصة بالحكومة، حسبما قال.

وتابع: "إننا في مرحلة إعداد برنامج الحكومة، ومن المهم التواصل مع كافة الجهات، مثل نواب الشعب، ومع الإعلاميين والكتاب، للحصول على صورة الشارع بشأن الملفات المطروحة".

ملف سد النهضة  الإثيوبي

وحول ملف سد النهضة الأثيوبي، والبدائل في حال تعنت الجانب الأثيوبي، قال إن المشكلة مع إثيوبيا ليست في سد النهضة، ولكن في الفترة التي يحتاجها السد لملء البحيرة خلفه، وقد تكون 6 سنوات أو 12 سنة، و"نسعى إلى أن تكون في فترة زمنية من 9 إلى 12 سنة".

وأضاف: "لابد من اتخاذ إجراءات داخلية وخارجية تجاه سد النهضة الإثيوبي، والإجراءات الخارجية تتمثل في استمرار العمل الدبلوماسي للملف للوصول إلى حل للمشكلة".

وأشار إلى أهمية المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي التي قال إنها يمكن أن توفر لمصر أربعة مليارات متر مكعب من المياه، دون أن يقول من أين سيتم تدبير التكلفة العالية جدا لهذه المعالجة.

وعرض حلولا أخرى هي أن تتحول مصر من نظم الري الحالية، وهي الغمر، إلى نظم الري الحديثة، "وبذلك سوف نوفر كمية كبيرة جدا من المياه، وتجعلنا نستزرع كميات أكبر من الأراضي"، على حد قوله.