سياسة عربية

ضباط عسكريون يتحدثون عن عودة تنظيم الدولة إلى الرمادي

شكوك في استعادة الحكومة العراقية السيطرة على الرمادي بشكل كامل - أرشيفية
شكوك في استعادة الحكومة العراقية السيطرة على الرمادي بشكل كامل - أرشيفية
في ظل التعتيم الإعلامي وتضارب الأنباء حول حقيقة استعادة مركز محافظة الأنبار، يتحدث قادة عسكريون عراقيون عن تحرير كامل مدينة الرمادي من قبضة تنظيم الدولة، بينما يؤكد ضباط ميدانيون آخرون أن عملية تحرير الرمادي وأطرافها باتت تواجه صعوبات جمة.

ومن تلك الصعوبات  تغلغل عناصر التنظيم بين المدن ومواصلة القتال، بعد إعادة ترتيب صفوفه، وشن هجمات تلحق بالقوات الأمنية العراقية يوميا خسائر فادحة، وليس آخرها استخدامه سلاح غاز الكلور ومواد كيماوية في قصف مقرات عسكرية أمنية، بحسب ضباط أقروا بأن المعارك ستأخذ شهورا طويلة.

وقال مصدر أمني، هو ضابط ميداني طلب عدم الكشف عن هويته، في حديث خاص مع "عربي21"، إن التصريحات التي تخرج من جانب المسؤولين عبر الإعلام بشأن تحرير مدينة الرمادي وهروب التنظيم غير دقيقة، وذلك لوجود عراقيل تحول دون حسم السيطرة عليها بشكل تام.

ونفى الضابط في الوقت ذاته، توجه القوات العسكرية نحو تحرير مدن هيت وكبيسة والفلوجة، خوفا من استهدافها واستنزافها من عناصر التنظيم، الذين استنفروا وأحاطوا تلك المدن بشبكة حقول معقدة من الألغام وعبوات ناسفة ذكية، بحسب قوله.

وأكد المصدر أن مقاتلي التنظيم "لا زالوا يتمتعون بقدرات عسكرية ومهارة عالية بشن الهجمات وإرباك القطعات القتالية العراقية العسكرية؛ الأمر الذي مكّنهم من استعادة مناطق كان الجيش قد انتزعها منهم".

وبحسب الضابط، فقد تمكن التنظيم من الاحتفاظ "لغاية الساعة؛ بمدن استراتيجية وحيوية، كجزيرة الخالدية، والبوعساف، والبوفراج، وطريق الجراشي، وأجزاء واسعة من قرى البوذياب، وحصيبة الشرقية، وقرى البوبالي والبو علي الجاسم، وهذه كلها تقع ضمن خارطة مركز مدينة الرمادي ومحيطها، ولا تستطيع القوات الأمنية التقدم نحوها بسبب الخوف من استهدافها بالصواريخ الحرارية، التي يمتلكها عناصر الدولة"، وفق قوله.

وأضاف: "لوحظ خلال الأيام الماضية تدهور حالة معظم الضباط والجنود الصحية، وظهور أعراض وعلامات غريبة على أجسادهم منها تساقط الشعر وأظافر اليدين والقدمين، ناهيك عن فقدان الكثير منهم للوزن، ويشعر المصاب أيضا بضيق بجهاز التنفس. وعند عرض الحالات على الأطباء المختصين أثبتت نتائج التحليل أنهم مصابون بأمراض نتيجة تعرض أجسادهم لغاز الكلور، ومواد كيماوية سامة أخرى كان التنظيم استخدامها في قصف مقار وثكنات تجمع الجيش، تثبت عبر رؤوس صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون"، كما قال.

وأوضح أنه "بعد السيطرة على عدد من أحياء الرمادي، عثرنا داخل المنازل على معامل ضخمة تحوي مواد كيماوية قاتلة، تدخل كمادة أساسية في تصنيع هذه القنابل والصواريخ المحرمة دوليا".

من جهته، قال ضابط ميداني آخر رفض الكشف عن اسمه، في حديث خاص مع "عربي 21"، إن عناصر التنظيم بدأوا بالعودة إلى الأحياء التي فرورا منها وسط الرمادي، من خلال نصب الكمائن والمتفجرات، وأقرّ بأنه يخوض وجنوده قتالا صعبا على الأرض. وبحسب وصفه، فإن لدى عناصر التنظيم الإمكانية بفتح أكثر من جبهة في معركة واحدة.

وأضاف الضابط أن التنظيم تمكن من السيطرة على منطقة الحامضية مجددا، وطرد القوات العراقية والحشد العشائري، بعد معارك ضارية بين الجانبين، بعدها استطاع عناصر التنظيم الوصول مرة ثانية وخرق صفوف القوات المتمركزة في بلدة السيجارية ومهاجمتها بثلاث سيارات مفخخة كان يقودها انتحاريون، وفق قول المصدر.
التعليقات (0)