سياسة عربية

إعلام السيسي يؤكد قتل الشرطة المصرية للطالب الإيطالي

 فريق التحقيق الإيطالي لا يلقى أي مساعدة من الشرطة المصرية - أرشيفية
فريق التحقيق الإيطالي لا يلقى أي مساعدة من الشرطة المصرية - أرشيفية
على الرغم من النفي الرسمي لتورط الأجهزة الأمنية المصرية في مقتل الطالب الإيطالي "جوليو ريجيني"، إلا أن وسائل الإعلام المؤيدة للنظام أكدت خلال اليومين الماضيين عكس ذلك.

وتبنت ثلاث من أكبر الصحف المؤيدة للانقلاب روايات تناقض رواية الداخلية، مؤكدة ضلوع رجال الشرطة في تعذيب ريجيني وقتله، وتوقعت تداعيات سلبية لهذه الجريمة على الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد.

كاريكاتير الوطن 


ونشرت صحيفة "الوطن" المؤيدة للانقلاب الاثنين رسما كاريكاتوريا يؤكد ضلوع الشرطة في قتل الطالب الإيطالي، والتسبب في ورطة لنظام عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب.

وتضمن الكاريكاتير الذي جاء تحت عنوان "توتر العلاقات المصرية الإيطالية" حوارا بين ضابط شرطة وهو يعاتب مساعده الأقل في الرتبة، قائلا له: "عاجبكم اللبش (الورطة) اللي إحنا فيه ده، مانتو ليل نهار بتعذبوا في المصريين ومحدش اشتكى، كان لازم يعني تعذبوا الواد الإيطالي ده (في إشارة لجوليو ريجيني)؟".

ويقول مراقبون إنه في ظل الرقابة الكبيرة على حرية التعبير في الصحافة المصرية فإن صحيفة مثل "الوطن" التي يملكها رجل الأعمال " محمد الأمين" المقرب من النظام، لا يمكنها أن تنشر هذا الرسم من تلقاء نفسها أو في غفلة من النظام، ما قد يعكس ارتباكا أو حتى صراعا مكتوما بين الأجهزة الأمنية.

وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت بيانا الاثنين نفت فيه بشدة التقارير المنشورة في الصحف الغربية، التي أكدت اعتقال الشرطة المصرية للطالب الإيطالي قبل اختفائه، ودعت وسائل الإعلام إلى عدم استباق نتائج التحقيق.

ولا زالت الداخلية المصرية متمسكة بروايتها الرسمية؛ حيث تؤكد أن التحقيقات لا زالت جارية في هذه القضية الشائكة، وأن المحققين المصريين يتعاونون في هذا الصدد مع نظرائهم الإيطاليين المتواجدين في القاهرة منذ أكثر من عشرة أيام.

حقائق اليوم السابع

بدورها، نشرت صحيفة اليوم السابع المقربة من الأجهزة الأمنية تقريرا يوم الاثنين بعنوان "5 حقائق مجهولة في قضية ريجيني" أكدت فيه تلكؤ وزارة الداخلية وتعمدها عدم اتخاذ خطوات جدية توصلها لقتلة الطالب الإيطالي.

وفي تلميح قوي لمسؤوليتها عن تعذيب ريجيني وقتله، قالت اليوم السابع في تقريرها إنه بعد مرور أكثر من أسبوعين على اكتشاف جثة الطالب الإيطالي شبه عارية وعليها آثار تعذيب بشع، لا توجد قائمة بأسماء أي أشخاص مطلوبين للإدلاء بشهادتهم حول الحادث.

وأضافت أن النيابة العامة التي تتولى التحقيق في القضية لم تتسلم حتى الآن تحريات الأمن حول القضية، ولا يوجد أي أسماء مشتبه في ارتكابها الجريمة.

وأشارت إلى أن فريق التحقيق الإيطالي لا يلقى أي مساعدة من الشرطة المصرية، وأنه يعمل باستقلالية بالتنسيق مع مكتب النائب العام مباشرة.

ونقلت عن مصدر بنيابة جنوب الجيزة قوله إن الشرطة لم تتحفظ أو تراجع تسجيلات كاميرات المراقبة في المنطقة المحيطة بمنزل ريجيني أو الأماكن التي تواجد بها قبل اختفائه. 

سيناريو كارثي

من جانبه، كتب عماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة الشروق، مقالا الأحد، أشار فيه إلى مخاوفه من سيناريو كارثي ينتظر مصر؛ بسبب الدلائل المتزايدة حول تورط الشرطة المصرية في قتل جوليو ريجيني.

وأضاف حسين قائلا: "سنفترض أن هناك رجل أمن مثلا قرر أن يقتل الشاب الإيطالي متأثرا بالفوبيا الإعلامية التي تشيطن أي أجنبي أو مختلف في الرأي وتراه عميلا يحاول إسقاط البلاد بأي ثمن، لو أن هذا الافتراض الكارثي قد حدث، فالأفضل أن تبادر الحكومة وأجهزة التحقيق بإعلان ذلك فورا، وتحيله إلى التحقيق فورا هو وكل من دعمه أو تستر عليه، وأي حل غير ذلك سوف يزيد الأمور تعقيدا.

وتابع قائلا: "علينا ألا نكرر الطريقة التي تصرفنا بها في بداية حادث إسقاط الطائرة الروسية، حينما أنكرنا وجود فرضية العمل الإرهابي منذ اللحظات الأولى لتفجير الطائرة، والإصرار على أن السبب هو عطل فني، وعملا بقاعدة "وقوع البلاء أفضل من انتظاره" فإنه قد يقلل الأضرار لدينا، ويزيد من الخسارة أن لنا مع إيطاليا علاقات وثيقة، ليس فقط على المستوى الاقتصادي والاستثماري، ولكن على المستوى السياسي والعسكري والاستراتيجي.

واختتم مقاله بالقول: "لو أن لدينا أي معلومات، فالأفضل أن نعلنها مهما كانت موجعة، حتى لا ندفع ثمنا مضاعفا لها في المستقبل، وإذا كان هذا السيناريو الكارثي غير موجود، فعلى أجهزة الأمن أن تقدم إجابة شافية وتعلن ماذا حدث للشاب الإيطالي ومن قتله.
التعليقات (0)