كتاب عربي 21

تصعيد الصراع السعودي–الإيراني: توقيت خاطئ وأفق مقفل

قاسم قصير
1300x600
1300x600
شهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدا خطيرا للصراع السعودي–الإيراني في المنطقة، وجاء هذا التصعيد بعد قرار المملكة السعودية إعدام عدد كبير ممن تتهمهم بالقيام بعمليات إرهابية بينهم الشيخ نمر النمر وعدد من قادة تنظيم القاعدة في المملكة، وأدى الرد الإيراني على عملية إعدام الشيخ النمر إلى تصعيد الموقف ولا سيما بعد التهديدات التي أطلقها المسؤولون الإيرانيون ضد قادة المملكة وقيام متظاهرين إيرانيين باقتحام السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد، وبالمقابل عمدت المملكة وعدد من الدول العربية إلى قطع العلاقات مع إيران ووقف الرحلات الجوية معها، مع أن عددا من المسؤولين الإيرانيين وعلى رأسهم الرئيس حسن روحاني نددوا بعملية اقتحام وحرق السفارة والقنصلية السعوديتين.

ولم يقتصر التصعيد السعودي–الإيراني على قادة البلدين بل امتد إلى دول أخرى من خلال الحملات المتبادلة الإعلامية والسياسية بين مؤيدي كل من البلدين، ولا سيما الحملة القاسية التي شنها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله على السعودية وردود الفعل على هذه الحملة من قبل قادة تيار المستقبل وشخصيات لبنانية.

وفي مقابل هذا التصعيد اعلنت بعض الدول الغربية والعربية والاسلامية استعدادها للعمل من اجل تخفيف اجواء الاحتقان بين البلدين ومن ضمن هذه الدول تركيا واندونيسيا وروسيا وبعض الدول الاوروبية، كما ان المسؤولين الاميركيين عبروا عن عدم ارتياحهم لاجواء التصعيد ودعوا للعمل لوقفه.

واشار مسؤولون سعوديون الى ان الخلاف مع ايران لن ينعكس سلبا على عمليات التسوية في الملفات الاخرى ولا سيما في سوريا واليمن ، مع ان التحالف العربي اعلن العودة الى الحرب في اليمن ردا على انتهاك الحوثيين وانصار علي عبد الله صالح للهدنة.

لكن السؤال الاهم الذي يمكن ان يطرح اليوم: الى اين سيؤدي هذا التصعيد؟ وهل سيمّهد لحرب سعودية – ايرانية على غرار الحرب العراقية – الايرانية في ثمانينات القرن الماضي؟

رغم التصعيد السياسي والاعلامي والدبلوماسي بين ايران والسعودية وانصار البلدين ، فانه من الواضح ان لا مصلحة للبلدين في الانخراط بحرب عسكرية مباشرة ، مع انهم يخوضان حروبا بالوكالة في اكثر من ساحة ومنطقة عربية واسلامية، فالاوضاع الاقتصادية والشعبية والدولية والاقليمية لا تسمح اليوم بفتح حرب اقليمية جديدة ، نظرا لوجود مخاطر كبرى اخرى تهدد المنطقة والعالم ولا سيما انتشار التطرف والعنف  وخصوصا تنظيم داعش.

كما ان الدول الكبرى ولا سيما روسيا واميركا وبعض الدول الاقليمية والاسلامية كتركيا وباكستان ومصر وكذلك الدول الاوروبية لا مصلحة لهم بتصعيد الاوضاع في المنطقة ، رغم ان بعض هذه الدول تستفيد عادة من اندلاع الحروب لجهة تنشيط بيع الاسلحة وزيادة الارباح من تجارة النفط.

قد يكون البلد الوحيد الذي يستفيد من تصعيد الصراع السعودي – الايراني هو الكيان الصهيوني ، لان هذا التصعيد يخدمه في تعزيز علاقاته مع بعض الدول العربية والخروج من مأزق اندلاع الانتفاضة ، كما ان اندلاع الصراع ينعكس سلبا على قوى المقاومة في المنطقة ويزيد من حصارها الاعلامي والسياسي والميداني ويشغلها في صراعات جانبية.

وعلى ضوء هذه المعطيات يمكن التأكيد ان هذا الصراع كان في توقيت خاطيء وليس له اي افق في المرحلة المقبلة وهو سيؤدي لتصعيد الاجواء الطائفية والمذهبية ولن يكون له اية انعاكاسات ايجابية ، بل سيؤدي لمزيد من الدمار واجواء الكراهية والحقد بين ابناء المنطقة العربية والاسلامية.

ومن هنا جاءت أهمية مسارعة بعض الدول العربية والإسلامية والأوروبية للعمل على تخفيف أجواء الاحتقان والبحث عن حلول واقعية للتصعيد القائم، بغض النظر عمن كان المسبب لهذا التصعيد وعن الأخطاء المتبادلة التي ارتكبها المسؤولون في البلدين.

فالعالم العربي والاسلامي لا يتحمل حربا جديدة تؤدي لمقتل مئات الالوف ويجب على الجميع العمل لاطفاء النار قبل اندلاعها.
التعليقات (4)
عارف
الأربعاء، 06-01-2016 06:27 م
السعودية والعرب السنة لايريدون الحرب ولكن باالتاكيد يردون الدفاع عن وجودهم الحرب بيننا وبين الفرس حرب وجود لاحرب حدود السنة يبادون فى العراق وسوريا على ايدى مليشيات ايران بتاييد غربى مفضوح انكشفت اكبر مؤامرة على المسلمين ولم يعد الامر سرا
محمود المصرى ... بلى ياسيدى ... (بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
الأربعاء، 06-01-2016 03:04 م
الحمد لله المحيى المميت رب العالمين والصلاة والسلام على من سميت بإسمه السورة الـ47 وتحية طيبة للقراء الأعزاء وكل عام والجميع بخير وخاصةً من إقتبسوا من النور ويس وعرفوا لمن أُرسل أربعة من المرسلين وبانت لهم النواصى والأقدام وعرفوا بإخلاص عدد البنات الساطعات لنبى الله لوط عليه الصلاة والسلام اللاتى أشار إليهن إن كان قومه فاعلين أى مستبشرين , وفى بداية كل عام يستبشر الناس خيراً وليس من اللائق أن أبدأ تعليقات العام الجديد بالتعليق على إعدامات السعودية وما يسمى بـ "تنظيم الدولة الإسلامية" , ومن لديه أدلة على عدالة محاكمات الإعدامات فى المملكة السعودية فليعرضها للناس , وكذلك تفسير تحديد أول يوم فى العام الجديد كموعد "حتمى" للإعدامات التى خرجت مظاهرات للإعتراض عليها والتنديد بنظام حكم آل سعود , وعلى كل حال فالإقدام على قتل نفس بغير حق جريمة حكمها واضح فى القرآن وهى بلا ريب جريمة تجلب اللعنة على فاعلها مِن أى طرفٍ كان أو أى دولة , وبدلاً من الإنسياق فى ذلك أفضل الحديث عن الإحياء الذى عنونت به تعليق اليوم , فالله قادر على أن يحيى الموتى وليس ذلك فقط (ذَ?لِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ) وليس ذلك فقط بل يحيى أكثر من مرة ليأخذ المجرم القاتل أكثرمن مرة عقابه أكثر من مرة , فليس من العدل أن يتساوى من قتل نفساً مع من قتل آلاف الأنفس (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا) وهذه آية خاصة بالله وبرسوله المُحارَب فلا يضع أحد نفسه مكان الرسول وهو ليس كذلك وأذكر (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ) ولا هم كذلك (أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ) , وأكرر (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى? أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ) , سيتجاهلون أو يُعرَضون أو يخترعون ما يتظاهرون بأنهم به منشغلون , وعندما يتضح البرهان ويُطالبوا ببرهانهم (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) يأتى الرد (هَيْتَ لَكَ) بعد أن يظنوا أنهم نجوا بتحريف برهانك , بمعنى "هات برهانك إنت بأه" , وإذا كان القليل من الصراحة لا يكفى فها أنا ذا أتكلم بقدر أكبر من الصراحة , تفسير العريفى لسورة الكهف فى بداية شهر رمضان الماضى من خلال حديثه فى قناة مباشرة كان تفسيراً خاطئاً , وتفسير سورة العاديات للمغامسى من خلال قناة دبى كان تفسيراً خاطئاً , وكذلك فإن العاديات فى أغنية حسين الجسمى ليست خيلاً كما ردد على مسامع المستمعين , وكذلك الكهف المذكور فى القرآن ليس هو الكهف الأردنى الذى نام فيه عمرو خالد وتمدد وتردد شيئاً عنه اليوم فى قناة فضائية تُدعى "الغد العربى" وأرجو أن تكون هذه الصراحة كافية لمن يرفضون تعاطى الإجابات الشافية ويقتنعوا بأنه ليس للمقايضة او المساومة ثمة ذرة مما تيسر.
ناصر الحارث
الأربعاء، 06-01-2016 02:05 م
للأسف أنك وأمثالك لا ترون الخطر الإيراني ولا ما تقوم به إيران من التدخلات في المنطقة وتحريك عملائها لإثارة القلاقل والفتن في جميع دول المنطقة. جميع الدول التي تدخلت فيها إيران غرقت في المشاكل مثل العراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول. أنتم لا تهمكم عقيدة ولا دين وإنما تهمكم مصالحكم السياسية فهي عندكم مقدمة على العقيدة.
يحيى
الأربعاء، 06-01-2016 01:43 م
كل الذي قامت به الدولة الفارسية وتقول تنقية أجواء قتل مئات الالوف من السوريين والعراقيين واليمنيين من قبل تدخل دولة فارس لايحتاج لردود وتقول مصلحة للصهاينة وهل هناك صهيونية أكثر مما رأينا عند فارس