صحافة دولية

أنجلوس تايمز: التوتر السعودي الإيراني يهدد مبادرات أوباما

أنجلوس تايمز: المبادرات الأمريكية في المنطقة ستتأثر بسبب تزايد الاستقطاب الطائفي - أرشيفية
أنجلوس تايمز: المبادرات الأمريكية في المنطقة ستتأثر بسبب تزايد الاستقطاب الطائفي - أرشيفية
تقول صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن المبادرات الأمريكية ستتأثر بسبب تزايد الاستقطاب الطائفي في المنطقة. مشيرة إلى أن مبادرة الرئيس باراك أوباما لحل الأزمة السورية، ومحاربة تنظيم الدولة، وتطبيق مبادئ الاتفاق النووي، قد تتقوض بسبب انفجار الأزمة بين القوتين الإقليميتين: السعودية وإيران.

وتضيف الصحيفة أن التوتر القديم الجديد بين البلدين، الذي تميز من خلال حروب الوكالة، أصبح الآن مباشرا. فبالإضافة إلى إشعال جولة قاسية من الحرب في سوريا واليمن، حيث تدعم كل دولة طرفا مضادا فيهما، فإن المستفيد من المواجهة الجديدة سيكون تنظيم الدولة، الذي يعتمد على الخطاب الطائفي من أجل تعزيز موقعه.

ويشير التقرير إلى أن اندلاع التوتر حصل في وقت غير مناسب لإدارة الرئيس الأمريكي أوباما، حيث سيقرر مجلس الأمن في الأسابيع المقبلة ما إذا كانت إيران تستحق تخفيف العقوبات الدولية عنها، وعودتها للاقتصاد العالمي، بناء على الاتفاق النووي. 

وتذكر الصحيفة أن السعودية اتخذت الإجراء الحاسم، وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران يوم الأحد، بعد قيام شيعة غاضبين بالاحتجاج على إعدام السعودية لرجل دين شيعي بارز، عن طريق حرق السفارة السعودية في طهران.

ويلفت التقرير إلى أن الأزمة توسعت عندما قام حلفاء السعودية يوم الاثنين باتباعها وقطعوا العلاقات مع طهران، حيث أعلنت البحرين والكويت والسودان عن قطع علاقاتها مع النظام الإيراني، فيما استدعت دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعد شريكا تجاريا مهما لطهران، سفيرها، وأبقت على العلاقات بين البلدين.

وتورد الصحيفة أن دولة الإمارات قالت إن هذه الخطوة الاستثنائية قد تم اتخاذها في ضوء استمرار تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربية.

ومنعت السعودية مواطنيها من السفر إلى إيران، وعلقت رحلاتها الجوية، وغيرها من العلاقات التجارية، مع أنها لم تحظر على الإيرانيين زيارة الأماكن المقدسة في مدينتي مكة والمدينة. ودعا وزير الخارجية عادل الجبير إيران إلى التصرف كونها دولة طبيعية وليس كونها ثورة.

ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن قرار الحكومة السعودية إعدام النمر مع 46 من المتشددين الآخرين، فاجأ الإدارة الأمريكية، التي بذلت جهدها لجمع السعوديين والإيرانيين على طاولة واحدة، في محاولات البحث عن حل للأزمة السورية. ويتوقع أن تبدأ محادثات برعاية الأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر، ولكن الأمل بتحقيق اختراق دبلوماسي على ما يبدو أصبح بعيد المدى. 

وتنقل الصحيفة عن الباحث في معهد دول الخليج العربي في واشنطن حسين إبيش، قوله: "كان من الضروري جمع السعودية وإيران معا لتحقيق تقدم، ولكن ما حصل سيعقد كل شيء تحاول الإدارة عمله" في الشرق الأوسط.

ويورد التقرير أن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرينست اعترف يوم الاثنين بأن تصاعد النزاع يضع العراقيل أمام الجهود الأمريكية الرامية لحل الأزمة السورية دبلوماسيا. وقال إرينست: "ستكون هناك أسباب للتردد في المشاركة في المحادثات، ولكن البيت الأبيض يأمل بألا يحدث هذا، ومن الواضح أن هذا سيكون في مصلحة البلدين". ودعت الإدارة الطرفين إلى تخفيف حدة التصعيد في النزاع، وليس "إشعاله"، كما قال إرينست.

وبحسب الصحيفة، فقد تحدث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاثنين مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وحاول الاتصال مع السعوديين، بحسب المتحدث باسم الخارجية جون كيربي، الذي قال إن "أفعالا مثل هذه لن تساعد في استقرار المنطقة"، وقال إن الإدارة الأمريكية طرحت تساؤلات حول الإجراءات القانونية السعودية التي بنت عليها أحكام الإعدام. وتحدثت مسؤولة السياسات في الاتحاد الأوروبي فردريكا مورغيني لكل من السعوديين والإيرانيين، حيث قالت محذرة إن "استقرار وأمن المنطقة على المحك". 

وتبين الصحيفة أن السعودية ودول الخليج تنظر إلى إيران نظرة شك وغضب، وتخشى من الاتفاق الأمريكي حول الملف النووي الإيراني، الذي تم التوصل إليه في فيينا الصيف الماضي. وبحسب الاتفاق فإن إيران ستتخلص من ترسانتها لتخصيب اليورانيوم، وستقوم بتفكيك معظم البنية التحتية النووية، وستحصل على أموالها المجمدة المقدرة بـ 60 مليار دولار، وستعاود تصدير النفط، وفتح الأسواق العالمية لها. 

ويفيد التقرير بأن مخاوف السعودية من خروج إيران قوية، وتراجع أسعار النفط، الذي أثر على اقتصاد المملكة، والحرب الطويلة في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، هي عوامل أجبرت السعوديين على التصرف بحزم.

وتجد الصحيفة أنه رغم عدم معارضة السعودية للاتفاق النووي، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن الرياض فقدت الثقة بالولايات المتحدة الأمريكية. وبحسب أرون ديفيد ميللر من مركز "ويلسون" في واشنطن فإن "لدى السعوديين أجندتهم الخاصة التي يديرونها، دون اعتبار لما نقوله أو نريده".

وتختم "لوس أنجلوس تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم ارتفاع وتيرة التوتر، إلا أن عددا من المحللين يستبعدون وقوع أعمال عدوانية بين البلدين. ويقول الخبير في العلاقات السنية الشيعية في جامعة أتريخت في هولندا غوس واغميكر: "لا أعتقد أن يتحول (إعدام النمر) إلى نقطة تحول نحو حرب مفتوحة، فقد كان النمر مرتبطا ومواليا بشكل مفتوح لإيران، ولم يكن يؤمن بإنشاء دولة إسلامية مثل إيران في السعودية".
التعليقات (0)