لفتت الفتاة الغزية أمل الكحلوت، انتباه الناظرين وهي ترسم على حجر صغير، شابا يضع على وجهه لثاما، ويرفع بيده سكينا.
وتتقن الكحلوت رسم لوحات تجسد "الهبة
الفلسطينية" على الحجارة، دعما لقضيتها، مضيفة أن "الحجر ليس سلاح الفلسطينيين البسيط فقط، أمام طائرات ورصاص ودبابات إسرائيل، إنما نصنع منه الحياة أيضا برسم اللوحات الفنية عليه".
وبعد أن انتهت الكحلوت من رسم صورة للمسجد الأقصى على جحر صغير، تابعت: "نبعت الفكرة لدي لأن الحجارة هي رمز المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، منذ بدء الصراع، وحتى هذه الانتفاضة".
ولم تعد الحجارة بالنسبة للفتاة الفلسطينية مجرد جماد، بل أصبحت جزءا من موهبتها التي "تحبها"، ومن خلاله ستوصل رسالة للعالم بأن "شعبها انتفض دفاعا عن حقه".
ومنذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تدور مواجهات في الضفة الغربية، ومدينة القدس، وقطاع
غزة، بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة أمنية إسرائيلية.
وترغب الكحلوت في أن تجمع بين "سلاح المقاومة"، والفن، من خلال لوحاتها، مضيفة بالقول: "أريد أن أدعم أبناء وطني وقضيتي بشيء جديد ومميز".
وتستوحي الكحلوت أفكارها من متابعتها للأحداث، والمواجهات بين جيش الاحتلال والفلسطينيين.
وأردفت: "أرسم أيضا بعض الصور الفوتوغرافية التي تلتقطها عدسات المصورين، خلال المواجهات".
وأشارت أن لوحاتها تثير دهشة معظم من يراها، مضيفة: "مساحة بعض الحجارة صغيرة، وهذا تحد أمامي في إبراز التفاصيل بدقة ووضوح، الأمر يحتاج إلى بعض التركيز".
ولا يقتصر رسم الفتاة التي بدأت تمارس الرسم منذ طفولتها، على الحجارة فقط، إنما ترسم أيضا على البيض، والورق، والكرتون، وتستخدم المكياج والقهوة بالإضافة إلى الألوان بأنواعها المختلفة.
وعلى جدران غرفتها ومكتبها، تلصق الكحلوت، بعضا من رسوماتها، التي تنوعت بين لوحات للطبيعة، ولشخصيات مشهورة، كالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وغيرها.
وتشتكي الكحلوت من عدم وجود مؤسسات تتبنى موهبتها، وتقدم لها الدعم، بالإضافة إلى نقص بعض أدوات الرسم أو غلاء أسعارها في الأسواق، بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة.
وتفرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة، منذ فور حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في الانتخابات البرلمانية، عام 2006، ثم شددته في منتصف عام 2007.